من خصائص الإعجاز القرآني

الجمعة،25ربيع الأول1436الموافق16يناير/كانون الثاني2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
نايف عبوش
القرآن الكريم بأيسر تعريف له:
كلام الله، المنزل على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بلسان عربي مبين، بوساطة جبريل – عليه السلام – المكتوب في المصاحف، المنقول إلينا بالتواتر؛ كتابة ومشافهة، المتعبَّد بتلاوته، المعجِز بأقصر سورة منه، المبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس.
ومن المعلوم في أساسيات المعرفة الإسلامية، أن سنَّة الله تقضي أنه ما أرسل اللهُ من رسول إلا أيَّده بمعجزة تؤيده في دعوته.
وجريًا على هذا الناموس الإلهي، فإن الله -تعالى- أرسل نبيَّه محمَّدًا إلى الناس كافة؛ كما أخبر – سبحانه وتعالى – بذلك في قوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾ [سبأ: 28]، وأيَّده بمعجزات باهرة، كان من أبلغها معجزةُ القرآن الكريم، الذي أنزله الله عليه بلسان عربي مبين؛ لأنه لسان قومه الذين بُعث فيهم، وهم كما هو معروف في قمَّة الفصاحة والبلاغة والبيان.

اقرأ أيضا  وظيفة حقائق العلم في القرآن الكريم

ولعل من المعروف في المعرفة الإسلامية أيضًا أن المعجزة هي أمر خارق للعادة، يُظهره الله على يد صاحب الرسالة، برهانًا قاطعًا على صدقه، ودليلاً باهرًا على أنه مبلِّغٌ عن الله، والمعجزة على نوعين، حسية ومعنوية.

وقد كانت كلُّ معجزات الرسل الذين سبقوا النبيَّ محمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- حسية؛ كمعجزة النبي موسى – عليه السلام – العصا التي ورد ذكرُها في قوله -تعالى-: ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ﴾ [طه: 17 – 21]، وقد انقضت هذه المعجزاتُ الحسية كما هو معلوم، بانقضاء الأزمنة التي نزلت فيها، وانتهت بانتهاء الأقوام الذين تحققت بينهم، وبقِيت أخبارُها للعبرة وحسب.

اقرأ أيضا  تفسير سورة القيامة عدد آياتها 40 وهي مكية

في حين أن النوع الثاني منها هو المعجزةُ المعنوية غير المحسوسة، وهي معجزة تدرَك بالعقل، وهذه المعجزة هي معجزة النبي محمد، وهي (القرآن الكريم)، وهي معجزة مستمرة، وباقية بقاء الرسالة المحمدية، التي استوعبت الزمانَ والمكان في شمول تام، ومن هنا كان لا بد من استمرار هذه المعجزة، بحيث لو أن قومًا في أي عصر ارتابوا في صدقية رسول الله، وشككوا في نبوته، أو طعنوا في مصدر إلهية الكتاب الذي أُنزل عليه، فإن القرآن الكريم نفسه سيكون عندئذ معجزة لهم، حيث لا تنقضي عجائبُه.

وقد تكفَّل الله بحفظ القرآن الكريم؛ فقال -تعالى-: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، وصانه من أي تحريف أو تبديل، ليبقى الحقُّ المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبذلك جلَّ أن يكون كلامَ بشرٍ، كما قد يزعم المُبطِلون والمرتابون من الذين في قلوبهم مرض؛ فهو كلام الله على الحقيقة على تأصيل ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ ﴾ [يس: 69]، وبذلك ظل القرآنُ الكريم المعجزةَ الباهرة، التي لا تبلى ولا تخلَق رغم مرور العصور والأزمان؛ حيث جمع من العلوم، والمعارف، والأخبار، ما يتعلق بمن قبلنا، ومَن سيأتي بعدنا، وهو ما أثبتت الكثير من حقائقها الكشوفات العلمية الحديثة بشكل قاطع، وأيدتها المكتشفات الآثارية المعاصرة بيقين تام.
المصدر:الألوكة

اقرأ أيضا  تفسير سورة الكوثر
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.