موقف أوروبي غير متوازن؟!
أ.د يوسف رزقة
ما من شك بأن (إسرائيل) تتمتع بحظوة جيدة، ليس في أميركا وحدها، بل وعند الاتحاد الأوروبي، حيث بادرت مسؤولة الخارجية في الاتحاد إلى إصدار بيان خلال أقل من أربع وعشرين ساعة يطالب الفصائل الفلسطينية بوقف فوري لإطلاق الصواريخ على (إسرائيل)؟!
ولم تتعرض لهجمات الطائرات الإسرائيلية التي ألقت بصواريخها على عشرين موقعًا فلسطينيًّا في غزة.
بيان الاتحاد الأوروبي غير متوازن، ومنحاز لدولة الاحتلال. موقف الاتحاد الأوروبي لا يختلف كثيرًا عن موقف البيت الأبيض، لذا نقول: إنه لمن العبث أن تركن القيادات الفلسطينية لمواقف الاتحاد الأوروبي. إن عمر الاحتلال للضفة والقدس وغزة تجاوز الآن سبعين سنة، والاتحاد الأوروبي لم يطلب من (إسرائيل) الانسحاب، لا فورًا، ولا على التراخي؟! فيما في ساعات قليلة يطالب الفلسطينيون بوقف صواريخهم المتواضعة، التي لم توقع قتلى في الجانب الإسرائيلي؟!
نحن فلسطينيًّا نسجل رفضنا لموقف الاتحاد الأوروبي المنحاز، وغير المتوازن، والذي لم يصدر بيانًا يشجب فيه قتل (إسرائيل) أحد عشر فلسطينيًّا يوم الجمعة الماضية كانوا ضمن آلاف يتظاهرون سلميًّا لرفع الحصار عن غزة. لو استجابت دولة العدو لنداء التهدئة، أو لنداء رفع الحصار، لربما لم يصل الصاروخ إلى النقب.
نعم، غرفة العمليات المشتركة للفصائل المعروفة في غزة، قالت إنها لم تطلق الصاروخ، وأنها لا تتحمل المسؤولية، والمسؤولية تقع على دولة العدو التي أفشلت الجهود المصرية لإنجاز تهدئة؟! دولة العدو تريد استبقاء الاحتلال، والحصار، والفقر، والبطالة في غزة، ولا تريد مقاومة، أو مظاهرات على السلك الفاصل، وهذا لا يمكن أن يتحقق، لأنه لا يمكن الجمع بين الاحتلال والحصار، والهدوء والاستقرار؟!
كان يجدر بالاتحاد الأوروبي أن يطالب (إسرائيل) بإنهاء احتلالها، ورفع الحصار، قبل أن يطالب الفلسطيني بوقف مقاومته، ولكن الاتحاد عاجز ومكبل ذاتيًّا وخارجيًّا، ولا يستطيع الانفصال عن الموقف الأميركي، وعن قبول المواقف الإسرائيلية، والعمل مع دولة الاحتلال في كل المجالات؟!
غزة التي تتلقى تهديدات نتنياهو وليبرمان وبينت وقادة الجيش يوميًّا عند أدنى سبب، وتغلق المعابر، وتعيد الصيد لمسافة ثلاثة أميال بحرية عند أدنى سبب، وكأن غزة كلها في سجن النقب أو المجدل، ستبقى صامدة، حيث يقول قادة الفصائل: غزة لن تركع، ولن تستسلم، وستدافع عن نفسها وشعبها، رغم أنها ليست مسؤولة عن صاروخ بئر السبع الأخير، وهي متمسكة بالتهدئة مقابل رفع الحصار. الفصائل تقبض على الجمر من أجل شعبها، وستفشل محاولات من يجرها إلى الحرب الواسعة، وستدافع عن الشعب إذا ما فرضت الحرب.
المصدر : فلسطين اون لاين