موقف جماعة المسلمين (حزب الله) من الأزمة في اليمن
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف جماعة المسلمين (حزب الله) من الأزمة في اليمن
نظرا للأزمة التي تحل بلاد اليمن، تعلن جماعة المسلمين (حزب الله) موقفها منها بما يلي :
- أن الصراعات، أفقية أو عمودية، التي تحدث في اليمن تؤدي إلى تدميرها والله تعالى يقول على لسان بلقيس، ملكة سبأ :
{قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ} (النمل : 34)
فالتمرد والصراع على السلطة اليمنية الذي أدى إلى الحرب الأهلية خلال هذا العام يعاني منه الشعب اليمني، فضلا عن التدخل الذي قامت به الدول الأخرى سواء كان جاء من قبل طلب الأطراف اليمنية أو بغير طلب ما يسفر إلى حالة التفاقم، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن أهل اليمن : ” أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوْبًا، الْإِيْمَانُ يَمَانٌ وَ الْفِقْهُ يَمَانٌ وَ الْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ “
فالأزمة في اليمن ستهدد السلام في دول الخليج و المنطاق المحيطة بها؛ فلذا بحاجة إلى سلامة الصدر من جميع الأطراف من أجل البحث عن أفضل حل لليمن ولدول الشرق الأوسط عامة دون استخدام الدين وسيلة لأفراد أو جماععات إلى سد شهوتهم السياسية.
- ولقد أسفرت الحرب في اليمن عن مقتل عشرات المدنيين والنساء والأطفال الأبرياء وإصابة مئات آخرين، والحرب الأهلية على أي غرض كان ليست هي طريقا صحيحا فعلى جميع الأطراف المتنازعين في اليمن والحكومة السعودية وحلفائها أن تخافوا من قول الله تعالى :
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} النسآء [٤]: ٩٣.
وقوله تعالى : {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا } المائدة [٥]: ٣٢.
و من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ” رواه البخاري.
- وعلى الطرفين المتنازعين أن تحذروا من مكر الطرف الثالث الذي أراد التفريق بينهما وإيقاعهما في الأزمة الأبدية المؤدية إلى خسارتهما.
فبناء على ما سبق ذكره، فـندعو جميع المسلمين وخاصة مسلمي اليمن :
- أن يهتموا ويترحكوا من أجل البحث عن الحلول الأسلم ومساعدة إخوانهم فيها للخروج عن الأوضاع والأزمات استنادا على قوله تعالى :
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الحجرات 10
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ” أخرجه البخاري ومسلم.
- وأن يعززوا اهتمامهم بما حدث في اليمن وغيرها من الدول التي يعاني المسلمون فيها ظلم أعداء الإسلام كما قال تعالى :
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} الأنفال 73.
- وأن يتحذروا من مكر أعداء الله الذين يسعون إلى تفريق المسلمين بأي طريق كان منه نشر الشائعات والإفك حول مسلمي اليمن وإيقاعهم في الصراعات الطائفية والعصابية في الدين أو السياسية، والله قد حذرهم من بغض الكفار بقوله تعالى :
{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لَا نَصِيرٍ } البقرة 120.
وقوله تعالى : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} المائدة 82.
- وعلى مسلمي اليمن بناء التفاهم المتبادل والاحترام والشرف والدفاع بينهم مع مراعاة وحدتهم واجتناب التفرق كما قال تعالى
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } ال عمران 103.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : “لَا تَحَاسَدُوْا وَلَا تَنَاجَشُوْا وَلَا تَبَاغَضُوْا وَلَا تَدَابَرُوْا وَلَا يَبيِعُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعَ بَعْضٍ وَكُوْنُوْا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُوْ الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُخْذِلُهُ وَلَا يَكْذِبُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَّا – وَيُشِيْرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَاتٍ ” رواه مسلم
- وعلى الحكومة الاندونيسية تحقيق واجباتهم القانونية بما فيها القيام بدور نشط في تحقيق السلام العالمي وفي اليمن لما مضى من تاريخ علاقاتهما الوثيقة خاصة العلاقة الدينية حيث كان أكثر دعاة مسلمين في إندونيسيا جاءوا من اليمن وأن لأبناء اليمن دور كبير في الكفاح من أجل استقلال إندونيسيا.
تشيلانشي، 18 جمادى الثانية 1436 هـ
7 أبريل 2015 م
جماعة المسلمين (حزب الله)
الإمام / يخشى الله منصور