نتنياهو يطلب مساعدة ألمانيا باستعادة جثث جنوده لدى حماس
أ.د. يوسف رزقة
الأربعاء 9 جمادى الأولى 1437//17 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
إن من قال إن دماء الفلسطينيين رخيصة واهم . ومن زعم أن دماء السوريين والعراقيين رخيصة واهم أيضا. نعم، ثمة أنظمة عربية مستبدة وعميلة تشارك العدو في العدوان على الدم العربي والمسلم لاستبقاء حكمها.
هذه الأنظمة ربما شاركت الأعداء في إرخاص الدماء العربية من خلال تبعيتها للأجنبي، ولكنه جرم مؤقت، لأن ما قام به القادة المستبدون ترفضه الشعوب رفضا باتا ، وتقاومه بما تستطيع، لذا كانت الثورات العربية في 2011 تعبيرا عن هذا الرفض. الاستبداد هو مشكلة العرب والمسلمين، وهو مشكلة مشاكل فلسطين قبل العدو الصهيوني نفسه وقبل كلينتون .
هذه المقدمة اقتضتها تصريحات نسبتها وكالات الأنباء لهيلاري كلينتون التي تتنافس على ترشيح الحزب الديمقراطي لها لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجرى بعد عام تقريبا. تقول الوكالات :” أرسلت المرشحة لرئاسة الولايات المتحدة هيلاري كلينتون رسالة إلى الملياردير اليهودي الأمريكي حاييم طابان ذكرت فيها أنها في حال تولت رئاسة الولايات المتحدة ستسمح لإسرائيل بقتل 200 ألف فلسطيني في غزة وليس 2000 فقط، في إشارة إلى عدد من قتلتهم إسرائيل خلال العدوان الأخير.
وتعتبر هذه الرسالة التي نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية إعلان نوايا واضحا للسياسة التي تنوي كلينتون انتهاجها، مع إعلان نيتها منح الضوء الأخضر لإسرائيل لقتل ما يقارب 10% من سكان قطاع غزة بالإضافة إلى الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري الكامل لإسرائيل”، انتهى الاقتباس.
حين تنشر الجارديان البريطانية وغيرها هذه الأخبار ولا يتحرك قائد عربي، ولا حتى رئيس السلطة لرفضها بالرد عليها، يكون النظام العربي والفلسطيني مشاركين في هذه الجريمة التي تهدد بها كلينتون الفلسطينيين من خلال منح الحماية الدولية لدولة العدو اليهودي؟!
هذا تصريح خطير لأنه يتضمن جريمة قتل وجريمة ضد الإنسانية، وهو إرهاب أخطر مما هو منسوب لداعش أو للقاعدة، وعلى وزير الخارجية الفلسطيني وجامعة الدول العربية التقدم بشكوى عاجلة لمجلس الأمن ضد صاحبة التصريح . حتى ولو كانت أمريكا صاحبة الفيتو .
لقد أصابنا من عدونا ومن أمريكا من القتل والتشريد ما يملأ مجلدات، وما سارت به الركبان، ولكن ما قالته كلينتون مؤخرا هو الأخطر لأن ما مضى عرفناه، ولكن ما هو آتٍ يبدو مع تصريحات كلينتون مرعبا، لا سيما مع حالة الضعف والتمزق التي تلف المنطقة العربية بكاملها.
الدم الفلسطيني ليس رخيصا لهذه الدرجة حتى مع تمزق العرب وخيانة بعضهم حتى تتجرأ كلينتون وتقول “إنني أم وجدة ، لكن حقوق الأطفال لن تجعلني أتردد للحظة بالسماح لإسرائيل بقصف المدارس التي تطلق منها الصواريخ في غزة لأن هؤلاء يستعملون الأطفال دروعا بشرية، ويستحق الإرهابيون أن يروا جثث أطفالهم تحترق بسبب القنابل والصواريخ “. (هكذا بلا خجل ولا مواربة ؟!)
ماذا يكون موقف دول العالم وبان كي مون لو كان هذا تصريحا لمسلم أو لعربي أو لفلسطيني؟! نحن نعلم جيدا أن الدنيا لا تقعد لو كان هذا تصريحا لأحد في العالم ضد اليهود مثلا؟! وأول المنددين به سيكون من قادة النظام العربي، ولكن هذا التصريح القاتل للأطفال الفلسطينيين مسبقا مع سبق الإصرار يأتي من كلينتون ضد أطفال فلسطين، لذا فمن في العالم يقيم وزنا لأطفال فلسطين؟! حسبنا أن نقول إن على الفلسطينيين أنفسهم أن يقيموا وزنا لأطفالهم بأنفسهم دون النظر لموقف النفاق العالمي والعربي ، ولكن يبقى السؤال المؤلم: لماذا تخرس السلطة ووزير خارجيتها ؟!
المصدر : فلسطين أون لاين