نداء من قيادات العمل الإسلامي في الدول الإسكندنافية
الجمعة 7 جمادى الثانية1436//27 مارس/آذار2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
السويد – أوربرو
في ختام الندوة الاسكندنافية “المسلمون وحرية التعبير” والتي عقدت تحت إشراف إدارة الثقافة والتواصل الحضاري بوقف الرسالة الاسكندنافي في مدينة أوربرو بالسويد يوم الأحد الموافق 22 مارس 2015 والتي شارك فيها عدد من قادة العمل الإسلامي الاسكندنافي، أصدر المشاركون في الندوة بيانا حول قضية الخلاف والتوتر الحاصل بين مملكة السويد والمملكة العربية السعودية على خلفية التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية السويدية حول قضية حقوق الانسان في السعودية، وجاء في البيان:
إلى جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية
وإلى السيد ستيفان لوفين رئيس وزراء مملكة السويد
بعد التحية:
في ختام الندوة الاسكندنافية ” المسلمون وحرية التعبير” والتي عقدت تحت إشراف إدارة الثقافة والتواصل الحضاري بوقف الرسالة الاسكندنافي في مدينة أوربرو بالسويد يوم الأحد الموافق 22 مارس 2015 والتي شارك فيها عدد من قادة العمل الإسلامي الاسكندنافي، أصدر المشاركون في الندوة بيانا حول قضية الخلاف والتوتر الحاصل بين مملكة السويد والمملكة العربية السعودية على خلفية التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية السويدية حول قضية حقوق الانسان في السعودية، وجاء في البيان:
إن العلاقة التاريخية التي تربط المملكتين قديمة ومتينة بنيت على أسس من العراقة والأصالة التاريخية والتعاون المشترك والاحترام المتبادل بين البلدين الصديقين. وهذه العلاقة امتدت لعشرات السنين، وبين البلدين الكثير من المصالح التجارية المشتركة، وتعاون مشترك في المجالات العلمية والثقافية والحضارية، ولاشك أن هذه العلاقات لها أثر واضح في تقوية التواصل الحضاري والتعايش ودعم الحوار بين أتباع الديانات، وقد شهدت الساحة العالمية دورا واضحا للمملكة العربية السعودية في مجال الحوار الدولي بين الأديان و محاربة التطرف والإرهاب ونبذ العنف بكل أشكاله، ولاشك أن دولة السويد تلعب دورا مهما في مجال الحوار و نبذ العنف و الإرهاب و تلتقي مع السعودية في ترسيخ السلم والأمن العالميين، ومن هنا فإن هذه المقومات لابد أن تكون كفيلة بحل أية اشكالات أو خلافات ناجمة عن تصريحات إعلامية لا تخدم مصلحة البلدين.
إن الاحترام المتبادل بين الدولتين هو السبيل الوحيد للوصول إلى تفاهم جدي وحضاري حول جميع القضايا العالقة بين البلدين الصديقين. ونحن كلنا ثقة بأن تقوم حكومتنا في السويد بمراجعة الأمر بكل مهنية والبحث عن حل عاجل وسريع لتصحيح العلاقة مع هذه الدولة المهمة.
ومن هذا المنطلق يناشد المواطنون السويديون المسلمون رئيس الوزراء ستيفان لوفين التحرك لحل القضية من خلال الحكمة السويدية والوسطية المعروفة والعقلانية التي اتصفت بها جميع حكومات السويد على مر التاريخ، وهذا يستوجب تحركا سريعا للحد من تداعيات الأزمة الحاصلة بين وطننا السويد والسعودية ذات المكانة الخاصة لدى المسلمين لأن بها قبلتهم ومسجد رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وفيها عمقهم الديني، كما أنه من واجب المواطنة علينا نحن السويديون المسلمون فإننا قلقون على المصالح الاقتصادية والتجارية لإخواننا المواطنين السويديين في السعودية ولا نرضى لهم الأذى والخسارة التي تؤثر على اقتصاد بلدنا السويد، ومع حرصنا على الالتزام بقرارات حكومتنا السويدية والحفاظ على مصالحنا الاقتصادية والثقافية والعلاقات الطيبة المبنية على الاحترام المتبادل نتمنى أن يتم التصالح مع السعودية وفض الخلاف بالطرق الدبلوماسية والعلاقات الشعبية، ونعلن استعداد المشاركين في الندوة على القيام بدور إيجابي وفعال في دعم جهود الحكومة السويدية لحل القضية والتوسط بكل ما نستطيع من خطوات وإجراءات أملا في نزع فتيل القضية والحد من تأثيراتها الضارة للطرفين.
وكما ناشد المجتمعون في الندوة جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن يساهم في حل هذه القضية خصوصا وأن مملكة السويد من أوائل الدول التي استقبلت العرب والمسلمين المضطهدين من كل أنحاء العالم ومنحتهم الأمان والحرية ووفرت لهم العيش الكريم، حتى أصبحوا جزءاً من المجتمع السويدي ولوناَ من نسيجه الفعال، كما قدمت السويد للمسلمين كافة التسهيلات التي تيسر لهم بناء المراكز والمساجد والمدارس الإسلامية وسمحت للمملكة العربية السعودية بدعم الأقلية المسلمة وبناء المساجد لهم مما هو واضح في بناء مسجد جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله في مدينة جوتنبرج، كما أن الحكومة السويدية تدعم أنشطة المسلمين الدينية أسوة بالأديان الأخرى كما هو منصوص في قرارات الدولة ودساتيرها، ويتمتع السويدي المسلم بحقوق ومزايا كبيرة في المجتمع، وهو ممثل في السلطات والمجالس النيابية، لذلك كلنا أمل في حكمة جلالة ملك السعودية أن يتجاوز هذا الخلاف وأن يصدر توجيهاته إلى الجهات المختصة بوضع الخطوات التي من شأنها إعادة العلاقات بين البلدين الصديقين إلى ما كانت عليه، بما في ذلك قبول عودة سفير المملكة العربية السعودية الأستاذ إبراهيم بن سعد البراهيم إلى السويد.
ونشير إلى أن المواطنين السويديين يكنون الاحترام والتقدير للسعودية ويعتقدون بأن إخوانهم المسلمين السويديين لديهم معزة خاصة لدى جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز والتي تكفل قبوله لهذا المسعى وعودة العلاقات إلى سابق عهدها بما في ذلك عودة الوفود والشركات إلى البلدين.
ونحن نأمل من وزيرة الخارجية مارجوت فالستروم عقد مؤتمر للتسامح و السلام على غرار مؤتمر الإسلام و أوروبا الذي عقد قبل سنوات ويكون هذا العام تحت رعاية الملك سلمان بن عبد العزيز و الملك كارل جوستاف السادس عشر و تشارك فيه شخصيات سياسية و فكرية و دينية من البلدين ومن العالم، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة، يتضمن جدول أعماله من بين أمور أخرى موضوع تلاقي الحضارات، و نعتقد أن مثل هذا المؤتمر يؤسس لحوار جدي وبنّاء حول هذه القضايا مع العالم العربي و الإسلامي،بحسبما ورد في البشرى.
المشاركون في ندوة المسلمون وحرية التعبير:
محمود الدبعي/ رئيس مؤسسة السلام للاغاثة وحقوق الانسان
حسين الداودي/ نائب الامين العام والمدير التنفيذي لوقف الرسالة الاسكندنافي
شاهين محمود/ مدير ادارة التعليم بوقف الرسالة الاسكندنافي
فهد الحجي/ مدير إدارة الثقافة والتواصل الحضاري
حازم الحريري/ المشرف العام على وقف مدينة فلين ومدير لجنة المشاريع والعلاقات الخارجية في المركز الثقافي الإسلامي بمدينة أوربرو
علي صلاح أحمد/ رئيس المركز الثقافي العربي بمدينة أوربرو وخبير في العلاقات الإعلامية
ثامر أبو العينين/ صحفي معتمد لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف
صالح بوزينة/ شيخ وامام وداعية بجنوب السويد هلسنبوري
عمر نور عبد اللطيف/ شيخ وداعية وباحث شرعي بالمركز الثفافي الإسلامي بمدينة لوند، جنوب السويد
محمد زيدان/ رئيس الجمعية الثقافية الإسلامية في لارفيك و نائب مدير وقف الأمانة في أوسلو
حسين العيسى/ سكرتير العلاقات العامة بوقف الرسالة الاسكندنافي
كمال عمارة/ شيخ وداعية بمدينة اوسلو النرويج
كريم عسكري/ المدير التنفيذي لوقف ايسلندا الاسلامي
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.