ندوة «المراكز الإسلامية في أوروبا والأميركيتين وروسيا» تشيد بجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين

الإثنين 2 شعبان 1437/ 9 ماي/آيار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.

بوقوينو

أشاد المشاركون في ختام ندوة «المراكز الإسلامية في أوروبا والأميركيتين وروسيا» التي عقدتها رابطة العالم الإسلامي في البوسنة والهرسك بمركز الأميرة الجوهرة الثقافي في بوقوينو بمشاركة مديري المراكز الإسلامية في الغرب والباحثين والأكاديميين بالجهود المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله – وحرصهم على خدمة الإسلام والمسلمين، ودعم المراكز الإسلامية بما يسهم في تثبيت المسلمين والحفاظ على هويتهم الإسلامية.

وأكد المشاركون في بيانهم الختامي أن المسلمين في العالم جسد واحد وأمة واحدة مهما تعددت ثقافاتهم ولغاتهم، وذلك مدعاة للمزيد من التواصل والترابط والتعاون بين المسلمين أينما كانوا بما يحقق مشاعر الأخوة ويعزز الانتماء إلى الإسلام داعين إلى بذل المزيد من الجهود في التعريف بالإسلام وتحسين صورته وذب الافتراءات المثارة حوله، وإشاعته في المكونات الثقافية الأخرى، لافتين الى أن المراكز الإسلامية هي الملاذ الآمن للأقليات المسلمة في الغرب، وعليها أن تكون مصدرا لتوحيد الناس واجتماعهم على كلمة سواء.

وحثوا على تنظيم البرامج الثقافية والفكرية التي تسهم في تأهيل أبناء الأقليات المسلمة ليؤدوا مسؤولياتهم الدينية والاجتماعية في بلادهم، ويحافظوا على هويتهم من الذوبان في المحيط الذي يعيشون فيه والحرص على أن تكون أعمال المراكز الإسلامية وفق الأطر القانونية السائدة في بلادها مع أهمية التواصل مع العالم الإسلامي، وتعزيز العلاقات مع المؤسسات الإسلامية العالمية لخدمة الأقليات المسلمة بما لا يتعارض مع المصالح الوطنية والاتفاقات الدولية إلى جانب تعزيز التواصل مع الجهات الموضوعية في الغرب، وحثها على توظيف منابرها الإعلامية والثقافية والأكاديمية في بيان الحقائق بحياد وموضوعية ودعوة أتباع الديانات الأخرى إلى التعرف على الإسلام من خلال أصوله الصحيحة.

وطالبوا بالعمل على كشف ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، كونها وليدة الجهل بحقيقة الإسلام وإبداعه الحضاري وغاياته السامية، والتحذير من آثارها السلبية على السلم العالمي، وما تسببه من العداء والكراهية بين الناس وأن تكون المراكز الإسلامية عنصرا مهما في مكافحة الإرهاب وتعزيز السلام وإشاعة الأمن في المجتمعات التي تعمل فيها.

وأوصوا بالحرص على تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين، وبيان منهجه الوسطي القويم في التعامل مع المسلمين وغيرهم وأن تتكامل جهود المراكز الإسلامية والأقليات المسلمة في التعاون مع المواطنين ومشاركتهم مسيرة التقدم والبناء والتنمية، والحذر من الانفصال عن الواقع بالانعزال وتبني الأعمال الفردية وكذا تحذير الأقليات المسلمة من الانجرار إلى منزلقات الغلو والإرهاب والتطرف والطائفية، والبعد عن المفاهيم التي تؤثر على وحدة المسلمين، أو تعيق تعاونهم مع المجتمعات التي يعيشون فيها والحرص على اندماج الأقليات المسلمة مع غير المسلمين في العمل والمشاركة في التنمية، مع الحفاظ على الأسس الدينية والخلقية التي جاء بها الإسلام.

اقرأ أيضا  الهيئة العالمية للعلماء المسلمين تدين انتهاكات إيران الصارخة لحقوق أهل السنة

واستنكر المشاركون بشدة الحوادث الإرهابية التي وقعت في بعض دول أوروبا، وأكدوا براءة الإسلام من كل مظاهر الغلو والتطرف والإرهاب، وأدانوا الصور المشوهة التي تُنشر في بعض وسائل الإعلام، مستغلة أخطاء بعض المنتسبين للإسلام التي لا تعبر عن حقيقة الإسلام دين الرحمة للعالمين.

وشكر المشاركون رابطة العالم الإسلامي على عقد هذه الندوة، وأثنوا على جهودها في خدمة الإسلام، وعلاج مشكلات المسلمين كما شكروا مركز الأميرة الجوهرة الثقافي في بوقونيو لتعاونه في تنظيم الندوة والإعداد لها.

وكان معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي قد أثنى على الاسهامات التي قامت بها المملكة العربية السعودية في بناء معظم المساجد والمراكز الإسلامية ودعمها في البلاد الغربية وحرصها على دعم المناشط الإسلامية في العالم ونصرة الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة مشيدا في ذات الوقت بما تبذله سفارة خادم الحرمين الشريفين في البوسنة والهرسك، من جهوده وتعاون وما تضطلع به في خدمة مسلمي البلقان تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود- أيده الله – المتواصلة في هذا الشأن.

وقال معاليه في كلمته يوم امس في افتتاح ندوة “المراكز الإسلامية في أوروبا والأمريكيتين وروسيا” التي تقيمها الرابطة بمركز الأميرة الجوهرة الثقافي في بوقوينو بالبوسنة والهرسك: إن الجاليات المسلمة في البلاد الغربية، مرت بمراحل عديدة تعاقبت فيها الأجيال، وتراكمت التجارب، وتقلبت الظروف، وتتميز الجاليات المسلمة في الوقت الحاضر عمن سبقها بمؤهلاتها العلمية، والوعي الديني، والحرص على المحافظة على الهوية الإسلامية، وإيجاد أطر تربط بعضهم ببعض، وتساعدهم على أمورهم الدينية والاجتماعية، فأنشأوا الجمعيات والاتحادات والمؤسسات والمراكز والمجالس.

وأفاد أن الهيئات والمؤسسات الإسلامية تواجه العديد من مشكلات عاقتها عن القيام بالمأمول منها في خدمة الجاليات دينياً واجتماعياً، ومن ذلك اختلاف اللغات والانتماءات الوطنية الأصلية والتعصب للمذاهب والأحزاب والجماعات، ونشاط الفرق والطوائف المنحرفة علاوة على الأثر السلبي الذي تحدثه حوادث الإرهاب التي تسيء إلى المسلمين، والضغوط النفسية التي يسببها إعلام الأحزاب والمنظمات القومية المتطرفة، وتصعيد موجة التخويف من تزايد الوجود الإسلامي في الغرب مؤكدا أنه على الرغم من هذه المشكلات، فقد تحقق الكثير من الخير للجاليات المسلمة عبر هذه الهيئات والمؤسسات، بتوفيرها أماكنَ وأجواء ملائمة للقاء والتعارف والتواصل، وإقامة الصلوات والجُمع والأعياد، وتلقِّي الدروس والمحاضرات التي تعلم الدين وتحث على التمسك به وتوثيق صلة المسلمين بعضهم ببعض، وترشد إلى حسن تعاملهم مع غيرهم، ومساعدة الأسر في تعليم الناشئة أساسيات الدين واللغة العربية، وإنشاء المكتبات الإسلامية، وتنظيم الدورات التعليمية في اللغة العربية والعلوم الشرعية.

اقرأ أيضا  رابطة العالم الإسلامي تدين إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى

وحث الدكتور التركي المراكز والمؤسسات الإسلامية على إيجاد علاقة متينة بمجتمع الجاليات المسلمة، تتميز بالانفتاح عليها، والاهتمام بشؤونها في مختلف مواقعها، والتعرف على حاجاتها ومشاركتها همومها وتطلعاتها، والتعاون معها على حل مشكلاتها، ومساعدتها بما يمكن في الفتاوى والإرشادات الشرعية، وتوجيه شبابها توجيهاً سليماً، والاستفادة من خبرتهم ومواهبهم في البرامج والمشاريع المختلفة لافتا أن التوعية الدينية في الجاليات المسلمة، على اختلاف شرائحها، من أهم المهمات المنوطة بالمراكز الإسلامية حيث يجب أن تركز على إبراز عالمية الإسلام، وما اشتمل عليه من خير ورحمة للبشرية، وأن انتشاره في كثير من الشعوب والبلدان، كان بسبب السمو الخلقي والإنساني، الذي أبداه المسلمون الأولون، في التعامل مع غيرهم.

وأوضح معالي الدكتور عبدالله التركي أنه ينبغي أن يتوجه المركز الإسلامي إلى غير المسلمين، برسالة مؤداها التعرف والتعريف بالإسلام والمسلمين، وما لديهم من ثقافة وتراث، وتفنيد الشبهات التي تثار حول بعض القضايا التي يثيرها الإعلام المعادي، وتجلية الموقف الصحيح للإسلام من الإرهاب والتطرف، والعلاقة مع غير المسلمين، وما تشتمل عليه الرسالة الخاتمة من الدعوة إلى العدل والرحمة والمثل العليا، واحترام الكرامة الإنسانية، ومحاربة الظلم والطغيان، وبغي الإنسان على أخيه الإنسان علاوة على الحرص مبينا أن حرص المراكز والجمعيات الإسلامية، على توقي ما يثير النزاع فيما بينها، أو فيما بينها وبين الفئات غير المسلمة على اختلافها، يعطي للرسالة التي تتوجه بها إلى غير المسلمين، قوتها التأثيرية، ولا سيما إذا تكامل هذا مع تركيز الجهود على توعية مجتمع الجاليات، وتأهيله لإظهار إيجابياته في خدمة المجتمع وتنمية مؤسسات الدولة

وطالب المراكز الإسلامية بالصلة الإيجابية مع سفارات الدول الإسلامية، فيما يؤدي إلى التعاون العام وخدمة الجاليات، بعيداً عن الدخول في المشكلات التي تدور في داخل العالم الإسلامي، وتوجيه الجاليات المسلمة إلى تعميق معاني الوحدة الإسلامية، والتركيز على القضايا المحلية التي تخصها والتعاون في معالجتها مؤكدا أن نقل الخلافات والمشكلات التي تقع في بعض الدول الإسلامية، إلى مجتمع الجاليات، يؤثر سلباً على التعاون على تحصين أنفسهم وأسرهم من الذوبان في مجتمع المهجر مشددا على أن يكون لقيادات المراكز مواقف واضحة ومعلنة من الجماعات والتنظيمات التي تنتهج العنف والإرهاب، حتى تكون المراكز بعيدة عن الشبهات، وتتمكن من إيجاد صلة تعاونية مع الشخصيات الإسلامية العلمية والدعوية في العالم الإسلامي، تستعين بهم في الدورات التعليمية أو التدريبية والمحاضرات الموجهة لعموم الجاليات المسلمة.

اقرأ أيضا  بان كي مون: يجب محاسبة من يقف وراء جرائم الكراهية ضد المسلمين

ثم ألقى مدير مكتب الرابطة في سراييفو رحمة الله نذير قاري كلمة رحب فيها بالحضور وشكرهم على مشاركتهم في هذه الندوة التي تقيمها الرابطة للوقوف على المشكلات والتحديات التي تواجه المراكز الإسلامية في الغرب معربا عن أمله في أن تحقق الندوة الأهداف المرجوة منها.

بعد ذلك ألقت نائبة رئيس فدرالية البوسنة والهرسك الدكتورة ملكية محموتبيقوفيتش كلمة عبرت فيها عن شكرها للمملكة العربية السعودية على دعمها المتواصل لشعب البوسنة والهرسك مثمنا الدور الثقافي والعلمي والديني الذي يقام من خلال مركز الجوهرة في بوقوينو.

بعدها ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البوسنة والهرسك هاني بن عبدالله مؤمنة كلمة أكد فيها أن المملكة تضطلع من خلال حركة المراكز الإسلامية في الدول غير الإسلامية إلى نشر الإسلام وبيان حقيقته وسماحته ووسطيته علاوة على عمارة وبناء المساجد والعناية بها لافتا أن المملكة منذ تأسيسها حتى الآن اهتمت بالشأن الإسلامي في العالم ودعمت رابطة العالم الإسلامي واحتضانها وتعزيز كل ما تقوم به إلى جانب إنشاء المساجد وإقامة مسابقات القرآن والسنة مؤكدا أن ما تقدمه المراكز الإسلامية هو محل انظار العالم ويجني ثمارها في معرفة الدين الإسلامي الحقيقي، بحسب الرياض.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.