نقاش حار بين مندوبي قطر والسعودية في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة

القاهرة (معراج) – شهدت الجلسة العامة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة أمس، مشادات بين مندوبي قطر والسعودية.
وكان السفير السعودي أحمد القطان، قاطع المندوب القطري سلطان المريخي أثناء إلقاء الأخير كلمته فرد المريخي باعتبار ما يقوله المندوب السعودي نبرة تهديد.
ووصف المريخي في كلمته بالجلسة العامة، مطالب الدول الأربع التي تفرض حصارا على بلاده بغير القابلة للتحقيق، مؤكدا أن الأزمة بدأت بجريمة مكتملة الأركان جرى فيها اختراق وكالة الأنباء القطرية ونسب كلام غير صحيح للأمير القطري.
كما وصف المريخي إعلام الدول الأربع بـ«الكلاب المسعورة»، ردا على كلمة كل من ممثلي الإمارات والسعودية في الاجتماع. وأضاف المريخي، أن الدول العربية صامتة عن الحق وأن مطالب الدول الأربع لفك الحصار عن بلاده غير قابلة للتنفيذ.
وجاءت كلمته بعد مشادة مع وزير خارجية جيبوتي محمد ظهر حرسي الذي يترأس الجلسة بعد رفض الأخير منحه الكلمة في البداية للرد على كلمتي ممثلي الامارات والسعودية، مؤكدا أن كلمة قطر لم يحن دورها. وأبدى سامح شكري، وزير الخارجية المصري، رفضه لكافة ما جاء على لسان مندوب قطر بجامعة الدول العربية.
وجدد سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، نفي بلاده دعمها للإرهاب. ووصف مقاطعة الدول الأربع لبلاده بأنها «حصار جائر» و»غير مشروع».
وفيما يتعلق بإيران قال «تتهمنا (الدول المقاطعة) بعلاقات مع إيران، أقسم بالله إيران حقيقة أثبتت أنها دولة شريفة. إيران ما أجبرتنا إن إحنا نفتح سفارة هناك ونسكر سفارة».
وأضاف «إحنا تعاطفنا مع السعودية وسحبنا سفيرنا من هناك تضامنا مع السعودية ورجعنا لإيران من اللي شفناه منكم حقيقة أنتم كدول».
وكان يشير إلى سحب السفير القطري من إيران بعد اقتحام محتجين إيرانيين للسفارة السعودية في طهران، في كانون الثاني/ يناير 2016 ، بعد إعدام رجل دين شيعي بارز في السعودية. وتغلق الرياض سفارتها منذ ذلك الحين.
وأعلنت الدوحة في 23 آب/ أغسطس الماضي عودة سفيرها إلى طهران، وعبرت عن « تطلعها لتعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كافة المجالات».
وأثارت كلمة المريخي حفيظة أحمد قطان سفير السعودية لدى مصر ومندوبها لدى جامعة الدول العربية، وقال إن قطر ستندم على علاقاتها بإيران. وكرر اتهامات بلاده لطهران بالتآمر على دول الخليج.
وقال قطان «يقول (مندوب قطر) إيران دولة شريفة! والله هذه أضحوكة! إيران التي تتآمر على دول الخليج… التي لها شبكات جاسوسية في البحرين والكويت أصبحت دولة شريفة… التي تحرق سفارة السعودية… هذا هو المنهج القطري الذي دأبت عليه».
وأضاف «هنيئا لكم بإيران وإن شاء الله عما قريب سوف تندمون على ذلك».
واتهم المريخي السعودية بالسعي إلى الإطاحة بأمير قطر، وقال إن المملكة تعد الشيخ عبد الله بن علي بن جاسم آل ثاني، أحد أفراد الأسرة الحاكمة القطرية، ليكون أمير البلاد المقبل.
ونفى قطان هذا الاتهام، وقال «هذا شيء عيب أن يقال مثل هذا الأمر، فالمملكة السعودية لن تلجأ لمثل هذا الأسلوب الرخيص، ونحن لا نريد تغيير نظام الحكم، ولكن عليكم أن تعوا أيضا أن المملكة قادرة على أن تفعل أي شيء تريده إن شاء الله».
وزار الشيخ عبد الله السعودية قبل موسم الحج، وطلب من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز السماح للحجاج القطريين بأداء فريضة الحج. وفتحت السعودية حدودها البرية لاستقبال حجاج قطر.
واحتدم الحوار بين قطان والمريخي خلال الاجتماع، ووصل إلى حد التراشق بالألفاظ.
وقال المريخي «الأخ أحمد قطان نبرته فيها تهديد ما، لا أعتقد أنه على قدّ هذه المسؤولية»، ليقاطعه المندوب السعودي قائلا «لا أنا قدّها وقدود». ورد الوزير القطري «لما أتكلم أنت تسكت»، وتبعه قطان «لا أنت اللي تسكت».
وكررت مصر اتهامها لقطر بدعم جماعات متشددة لديها وفي دول أخرى في المنطقة.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري «نعلم جميعا التاريخ القطري في دعم الإرهاب وما تم توفيره لعناصر متطرفة وأموال في سوريا واليمن وليبيا وفي مصر، وأدت إلى استشهاد العديد من أبناء مصر».
وأضاف «سوف نستمر في الحفاظ على مصالحنا والدفاع عن مواطنينا واتخاذ كل الإجراءات التي تكفلها لنا القوانين الدولية والسيادة التي نتمتع بها».
ووجهت الإمارات والبحرين اتهامات مماثلة لقطر بدعم جماعات إرهابية.
وتتوسط الكويت لإنهاء الأزمة منذ بدايتها، لكن من دون جدوى. وعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده للتدخل والوساطة.
وقدمت الدول الأربع قائمة تتضمن 13 مطلبا إلى قطر، لكن مسؤولين قطريين قالوا مرارا إن المطالب متشددة لدرجة أنهم يظنون أن الدول الأربع لا تنوي أبدا التفاوض بجدية بشأنها، وإنما تسعى للنيل من سيادة الدوحة.
وجدد المريخي ، أمس الثلاثاء، الإعلان عن استعداد بلاده للجلوس إلى طاولة المفاوضات والعمل على حل الخلافات، وأثنى على جهود الوساطة الكويتية.
وأعلنت السعودية منذ أيام قليلة تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة القطرية، بعد ساعات من تلقي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اتصالا هاتفيا من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقال شكري في كلمته خلال أعمال الدورة العادية الـ148 في جامعة الدول العربية، أمس، «أريد أن أرد على هذه المهاترات والحديث غير الملائم، والعبارات المتدنية التي لا يجب أن تُستخدم في مثل هذه الأروقة». وأضاف «جميعنا يعلم التاريخ القطري في دعم الإرهاب، وما توفره من أسلحة وأموال لعناصر متطرفة في ليبيا وسوريا واليمن ومصر، وأدت لاستشهاد العديد من أبناء مصر». وتابع حديثه، منفعلًا: «هذه الحقوق لن تضيع، سنستمر في الحفاظ على مصالحنا، والدفاع عن مواطنينا، واتخاذ كل الإجراءات التي تكفلها القوانين الدولية، فنحن شعوب لنا رصيد من التاريخ يمتد لأكثر من 7 آلاف سنة، وعندما نتكلم نتكلم عن حقائق، وعندما نتصرف نتصرف بمسؤولية». واختتم وزير الخارجية المصري حديثه، قائلا: «نرفض ما تقدم به مندوب قطر، ونعتبره كلامًا خارجًا، لا يجب أن يُثار».

اقرأ أيضا  المواجهة مع إيران حتمية وضرورة عربية
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.