نهاية حرب أوكرانيا تحت سيطرة دونالد ترامب
جاكرتا, مينا – يبدو أن الحرب في أوكرانيا ستنتهي حالما يتم تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في 20 يناير 2025.
وقد أشار كل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استعدادهما لإنهاء الحرب التي استمرت 34 شهرًا.
وفي حديثه في منتدى نادي فالداي في سوتشي في 7 نوفمبر 2024، صرح بوتين أنه منفتح على المبادرات لإنهاء النزاع في أوكرانيا، بشرط أن يظهر كل من أوكرانيا والغرب التزامًا واضحًا لحل النزاع. كما أكد بوتين أنه لن يتراجع عن شرق أوكرانيا لأنه ذو أهمية استراتيجية وثقافية كبيرة بالنسبة لروسيا، خاصة وأن أوكرانيا أصبحت تمثل كبرياء روسيا بعد تعرضها للإهانة في سوريا نتيجة فشلها في حماية حلفائها في السلطة.
من جهته، لم يعد زيلينسكي متمسكًا بمواقفه بشأن شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، معترفًا بأنه يمكن استعادة هذه الأراضي في المستقبل عبر الوسائل الدبلوماسية.
وفي مقابلة مع قناة سكاي نيوز في 30 نوفمبر 2024، أعلن زيلينسكي استعداده لتأجيل قضية الأراضي التي ضمتها روسيا إلى وقت لاحق، بشرط أن يُسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتوفير الحماية لأراضيها غير المحتلة من قبل روسيا تحت مظلة الناتو.نقلته :مينا”.
هذا التغيير في موقف زيلينسكي لم يكن مفاجئًا بالنظر إلى التغيرات السياسية في الولايات المتحدة مع عودة ترامب إلى الساحة.
وقد أعلن ترامب مرارًا أنه سينهي الحرب في أوكرانيا، حتى إذا تطلب الأمر تقديم تنازلات مثيرة للجدل، كما أشار شريكه في الحملة JD Vance الذي اقترح أن تضحي أوكرانيا ببعض أراضيها التي تحتلها روسيا.
السؤال هو: ما هي التنازلات التي وعدت بها الولايات المتحدة لأوكرانيا إذا وافقت على التخلي عن هذه الأراضي لصالح روسيا؟
تعتبر التنازلات أمرًا مهمًا لأن بوتين، الذي يرفض الانسحاب من المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا، لا يريد لأوكرانيا أن تنضم إلى الناتو، وهو يشعر بالقوة بسبب فشل العقوبات الدولية في إضعاف سلطته.
تواجه هذه المعضلة تحديًا كبيرًا أمام ترامب، خاصة وأنه يجب عليه أيضًا مواجهة الرأي العام الأمريكي. وأظهرت استطلاعات الرأي من مركز “بيو ريسيرش” في 17 نوفمبر 2024 أن 50٪ من الأمريكيين يريدون استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، رغم أن الدعم يختلف بين الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين.
هذا الرأي العام يجب أن يُؤخذ في الاعتبار، حيث أن تجاهله قد يضر بشعبية ترامب ويؤثر على موقع الحزب الجمهوري في الكونغرس، مما قد يعقد عمل حكومته. الولايات المتحدة ستجري انتخابات فرعية في عام 2026 لاختيار أعضاء مجلس النواب، وإذا كانت الانتخابات تعيد الديمقراطيين إلى الأغلبية في الكونغرس بسبب عدم رضا الناخبين عن سياسة ترامب بما في ذلك في أوكرانيا، فإن موقع ترامب سيكون في خطر.
الحرب التي لا تنتهي
استطلاعات الرأي، مثل استطلاع “غالوب” الذي أُعلن في 19 نوفمبر 2024، أظهرت أن 52٪ من الشعب الأوكراني يريدون إنهاء الحرب سريعًا، بينما 38٪ فقط يريدون استمرار القتال حتى النصر.
وفي روسيا، كان الوضع مشابهًا، حيث أظهرت بعض الاستطلاعات المعارضة أن الدعم للحرب في أوكرانيا لم يعد كما كان من قبل. وقد تسببت الحرب في أوكرانيا في مشاكل اقتصادية للشعب الروسي، مما أدى إلى زيادة التضخم بنسبة 7.4٪ في يناير 2024، مما جعل الشعب الروسي يعاني من صعوبة في شراء المواد الأساسية.
التأثير على السياسة الأمريكية
إلى جانب روسيا وأوكرانيا، تعاني الولايات المتحدة أيضًا من تدخلها الدولي الطويل في النزاع، مما دفع الشعب الأمريكي إلى العودة إلى دعم ترامب الذي يُعتبر مناهضًا للعولمة، كما أظهرت انتخابات 2024.
ترامب لا يريد أن تُستنفد طاقة الولايات المتحدة بسبب الصراع في أوكرانيا، إذ يفضل التركيز على المنافسة مع الصين، ولذلك يُتوقع أن يعمل على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
نهاية الحرب قد تكون قريبة
تعود جذور النزاع في أوكرانيا إلى انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، ولكن خلافًا للدول الأخرى التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي، ورثت أوكرانيا حوالي 2000 سلاح نووي من الاتحاد السوفيتي، مما جعلها تمتلك ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا.
في عام 1994، تم التوصل إلى اتفاق في بودابست حيث تعهدت أوكرانيا بتسليم أسلحتها النووية إلى روسيا، مقابل أن تحترم روسيا استقلال وسيادة أوكرانيا.
لكن في 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، بينما لم تفعل الولايات المتحدة ولا بريطانيا شيئًا لتقديم المساعدة لأوكرانيا.
ومع وصول ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، تغيرت السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، حيث قدمت الولايات المتحدة لأول مرة مساعدات عسكرية لأوكرانيا.
ترامب كان أيضًا حازمًا مع بوتين، كما يظهر ذلك في قرار ترامب السماح للقوات الأمريكية بضرب مجموعة فاغنر في سوريا دون الخوف من تصعيد الصراع مع روسيا.
ومع تولي ترامب الحكم مرة أخرى، سيكون بوتين مجبرًا على مواجهة أسلوب ترامب الذي يصعب التنبؤ به.
خلال الحملة الانتخابية 2024، اعترف بوتين أنه يفضل بايدن لأنه أسهل في التنبؤ به مقارنةً بترامب، الذي يمكن أن يتسبب في عواقب غير متوقعة.
النهاية قد تكون في الأفق
يمكن القول إن الحرب في أوكرانيا تقترب من النهاية، لكن هذا يتطلب تقديم تنازلات مؤلمة لجميع الأطراف المتورطة
وكالة مينا للأنباء