هدّد نتنياهو باستهداف نصر الله شخصيًا
الخميس15جمادى الثانية 1437// 24 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
ما زال تهديد الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله باستهداف المنشآت النووية الإسرائيليّة وتوابعها، ما زال يُلقي بظلاله على صنّاع القرار في تل أبيب، ويقُضّ مضاجع الخبراء ومراكز الأبحاث والمُحللين في إسرائيل. فقد بلغ التهديد مستويات لم تواجهها إسرائيل في تاريخها، حتى من قبل حزب الله نفسه، أوْ من قبل قوى إقليمية أخرى. إلّا أنّ تعقيب رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، على التهديدات، لم يخرج عن دائرة الحد الأدنى من التوقعات، إذْ اكتفى بما تُكرره تل أبيب حول الإشارة إلى قدرة إسرائيل وحزمها ونياتها باستهداف نصر الله ومطاردته.
تهديد نتنياهو، الأمين العام لحزب الله، يرتبط بإدراك تل أبيب ونتنياهو أنّ ليس من مصلحة الجمهور الإسرائيليّ تحديدًا أنْ يُقابل رسائل التهديد الصادرة عن نصر الله برسائل تهديد حادة مشابهة، إذْ من شأن ذلك أن ينعكس سلبًا على الداخل الإسرائيليّ، ويرفع حدّة التوتر لدى المواطنين درجات، فضلاً عن أن التهديدات الصادرة من لبنان جاءت على خلفية الردع والرد على تلويحات إسرائيل المتكررة باستهداف الدولة اللبنانيّة واللبنانيين، دولة ومواطنين ومؤسسات.
اكتفى نتنياهو أمس باستعراض قوة إسرائيل، وتوجيه تهديد غير مباشر باستهداف نصر الله، ردًا على التهديد باستهداف الأمونيا في خليج حيفا واستهداف المنشآت النووية الإسرائيلية وتوابعها، إذ قال في معرض ردّه على سؤال: أما في ما يتعلّق بتهديدات نصر الله، فأقترح عليه أنْ لا يختبر عزم إسرائيل، وهو يعرف جيدًا لماذا هو في مخبئه. إلى ذلك، واصلت تل أبيب، كما في الأيام الماضية، بثّ رسائل التهديد غير المباشرة بالحرب على لبنان، عبر استعراض قدراتها الدفاعية والهجومية للحرب المقبلة. وذكرت القناة العاشرة العبرية، في تقرير لها، أنّ بناء الخط الدفاعيّ على امتداد الحدود مع لبنان سيكون بارتفاع تسعة أمتار، وتحديدًا في المقاطع الأكثر خطرًا من تسلل عناصر من حزب الله إلى المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود.
وأشارت القناة إلى أنّ الأعمال بدأت بالفعل في المقاطع القريبة من مستوطنة مسغاف-عام وعدة نقاط أخرى على الحدود، مُوضحةً أنّ الخّط الدفاعيّ من شأنه أنْ يُعالج إمكان تسلل حزب الله، إضافةً إلى تصعيب العمل على نيران القناصة.
وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، أشار قبل مقابلة نصر الله، في خلال جولة على مستوطنات الجليل الأعلى، إلى خطأ التفكير في توجيه الضربات الخاطفة والقاضية للأعداء، والعمل على الاكتفاء بردعهم. وبحسب يعلون من المهم لإسرائيل، هذه الدولة الصغيرة، أنْ لا تختلط عليها الأمور، رغم كل التهديدات المحيطة بها، التي تقودنا إلى التفكير في توجيه ضربة خاطفة قاضية. وقال: هذا الأمر، وأقول لكم، لن ينجح، إذْ علينا أنْ نعمل على الدفاع عن أنفسنا، وفي الوقت نفسه أنْ نواصل العمل على ردع حزب الله في الشمال، الذي يملك 100 ألف صاروخ. ولفت يعلون إلى أنّ حزب الله غير معنيّ ولا يطمح إلى التصعيد الأمني، مع تأكيده في المقابل، أنّ من يحاول فتح جبهة ضد إسرائيل في الجولان ليس تنظيم داعش وليس منظمات إسلامية أخرى، بل مبعوثو إيران، الذين حصل لهم ما حصل.
وأشار مراسل القناة للشؤون العسكرية، أور هيلر، إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يعمل على استكمال جاهزية خوض “حرب لبنان الثالثة”، وهو يسمع ويدرك جيدًا التهديدات الصادرة عن الأمين العام لحزب الله. وأضاف أن الدوائر الاستخبارية المختصة في الجيش تعمل بشكل دائم على تحليل تجربة حزب الله في سوريّة والقتال الذي تخوضه وحداته العسكرية هناك، وضمن هذا الإطار يستعد الجيش لما يمكن أن يعدّه نصر الله للحرب المقبلة، مثل تسلل مئات من المقاتلين إلى إحدى المستوطنات واحتلالها. ونقل المراسل عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن خط السياج والجدار على الحدود اللبنانية يختلف تمامًا عن مثيله على الحدود المصرية أو الأردنية، حيث يهدف إلى منع عمليات تسلل مهاجرين أو مهربين. أما السياج والجدار مع لبنان فهما جزء من استعداد الجيش للحرب المقبلة، ولهذا السبب تعمل وحدات الهندسة على تغيير الطابع الطوبوغرافيا للمنطقة الحدودية، عبر جرف الأراضي وتحويلها إلى جروف شاهقة، يصعب على حزب الله تجاوزها. القناة العاشرة العبرية أشارت في تقرير لها إلى أنّ رسالة نصر الله الردعية مخصصة لمنع إسرائيل من التحرك ضدّ حزبه.
واعتبرت أن هناك قائمة من الأسباب التي تدفع إلى إطلاق هذه التهديدات، بهذا الشكل غير المسبوق، إذْ أنّ السعودية والجامعة العربية وسمتا حزب الله بالإرهاب، الأمر الذي لم نكن نتخيل انه قد يحدث، ونتيجة لذلك، قد يرى البعض أنّ الوقت بات ملائمًا كي تندفع إسرائيل للقيام بعمل ما. وهذه التهديدات تخدم دفع إسرائيل إلى الامتناع عن ذلك.
ولفت مراسل القناة للشؤون العسكرية، اور هيلر، إلى أنّه في الأسابيع الأخيرة سرت شائعات في لبنان بشأن تخطيط إسرائيلي لعمل ما ضد حزب الله، ما يمكن وصفه بالعمل الوقائي لكن ما أسمعه من المؤسسة الأمنية، أنّه إذا طرحت أفكار كهذه على طاولة البحث، فإنها ترفع فورًا لأنّها تُعَدّ عملاً جنونيًا، خاصّةً في ظلّ تهديدات نصر الله وحديثه عن تركيز قدراته النارية على المفاعلات النووية، وأيضًا على حاويات الامونيا في خليج حيفا.
القناة الثانية العبرية أشارت إلى أنّ التجربة تؤكد أنّ على إسرائيل أنْ لا تدير أذنًا صماء لما يرد من تهديدات على لسان نصر الله، لأن التجربة الماضية معه دلّت على أنّه كان يعمل على تنفيذ ما كان يهدد به، لقد شككنا في أنّ صواريخه ستصل إلى حيفا، لكنها وصلت، وعاد وهدد بحيفا وما بعد بعد حيفا، ووصلت الصواريخ.
وحاول المُعلّق العسكريّ في موقع (YNET) الإسرائيليّ، رون بن يشاي، تخفيف حدّة التوتّر الذي سببه الخطاب، قائلاً إنّ نصر الله كان يتحدّث من مُنطلق العصبيّة والقلق، على حدّ تعبيره.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.