هذا وقت التكافل الاجتماعي.. هل يشمر القطاع الخاص عن ساعديه؟

غزة (معراج)- فرَضَ فيروس كورونا نفسه ضيفاً ثقيلاً على المجتمعات في جميع دول العالم، ما استدعى من جميع القطاعات المبادرة والتكاتف في محاولةٍ لمواجهة فيروس كورونا، وظهر دور القطاع الخاص بشكلٍ جليٍ في مواجهة الفيروس في ظل عدم مقدرة القطاع الحكومي العمومي على مواجهة الأزمة التي أرهقت دولاً عظمى.

وأثارت صور الحجر الصحي في مدرسة “مرمرة” للعائدين إلى غزة غضباً واسعاً في الشارع الفلسطيني بغزة، إذ أظهرت ضعف الوزارات المسؤولة في قطاع غزة، الأمر الذي دفع النشطاء لدعوة القطاع الخاص للمبادرة.

وأكثر ما يتخوف منه الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر، هو عدم إمكانية السيطرة على انتشار الفيروس، في حال ظهرت إصابات به في القطاع، وهو ما كان دافعاً لمبادرات عديدة من القطاع الخاص، لكن تلك المبادرات لم ترقَ لحجم الأزمة التي تحتاج لأكبر حملة تكاتف بين القطاع الخاص والحكومة.

وهنا تبرز اهمية التكافل الاجتماعي بين كافة الفئات حيث يستطيع المؤجرين المسامحة أو تقليل قيمة الايجار في فترة الطوارئ بما يمكن المستأجر من ادارة هذه الأزمة.

ومع انتشار فيروس كورونا المستجد أظهرت المؤسسات الحكومية والأهلية الخاصة في جميع دول العالم، نوعاً من المسؤولية الوطنية والاجتماعية العالية، في محاولةٍ لممارسة المسؤولية الاجتماعية فكراً وعملاً.

ويعاني القطاع المحاصر إسرائيليا، للعام الـ13 على التوالي، من ضعف عام في مجال تقديم الخدمات الصحية ونقص في الأدوية والمستهلكات الطبية، بنسبة عجز تقدرها وزارة الصحة بغزة، بنحو 45%.

اقرأ أيضا  مجلس إدارة سلطة النقد يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس

الصحفي الاقتصادي عماد الرجبي دعا القطاع الخاص للانخراط في أوسع عملية تكافلية لمواجهة أزمة فيروس كورونا، والوقوف الى جانب الفئات الهشة اقتصاديا.

كما، ودعا الرجبي في مقال صحفي (هذا وقت التكافل الاجتماعي. الركود واغلاق المنشآت يهددان فلسطين بسبب “كورونا”) الشركات الكبيرة ان تجتمع وتنشأ صندوقا بملايين الدولارت لحماية المنشآت الصغيرة عبر تقديم مساعدات تساهم في دفع التكاليف التشغيلية للمنشآت الصغيرة.

كما، وأشار إلى أهمية تقديم القطاع الخاص مساعدات للحكومة في مواجهة كورونا عبر تجهيز معدات .. الخ.

ولفت الرجبي إلى انَّ الشركات الكبيرة باستطاعتها بحسب نشاطها التشغيلي إلى ايجاد خطة عمل تضمن من خلالها مساعدة ممن توقفت أعمالهم في هذه الفترة على تسديدها على فترات.

واختتم الرجبي مقاله قائلاً “إنه وقت التكافل الاجتماعي فكافة المنشآت لا سيما الصغيرة قد تضررت بل تخرج من السوق ما سيؤدي إلى زيادة البطالة وتوقف مواطنين عن أعالة أسرهم”.

وفور انتشار صورٍ عن سوء الأوضاع داخل الحجر الصحي، تداعى بعض رجال الخير للوقوف إلى جانب أهلهم في قطاع غزة، وممارسة المسؤولية قولاً وفعلاً، إذ تبرع أحد رجال الأعمال بحوالي 50 سريراً خشبياً لصالح الحجر الصحي، بينما تبرع آخر بفتح الشاليه الخاص به كمكان للحجر الصحي.

اقرأ أيضا  جوكوي : يجب إقامة شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير ميناء سامابوسا

وكتب الصحفي محمد أبو جياب مدير تحرير صحفية الاقتصادية سلسلة تساؤلات لدفع الشركات الوطنية للانخراط في المسؤولية الاجتماعية تحت تساؤلٍ كبير بعنوان (ماذا لو)، إذ تساءل “ماذا يحدث لو .. ذهبت إدارات شركات كوكاكولا وبيبسي والمدينة وطبريا وزودت مراكز الحجر بالمياه المعدنية والعصائر”.

كما وكتب على صفحته في فيس بوك “ماذا لو ذهبت إدارة شركة يونيبال أكبر مسوق لمستلزمات النظافة الشخصية “هايجين” في غزة، وزودت كل المحجورين بالمعلومات ومستلزمات النظافة الشخصية، ماذا لو ذهبت شركة مأرب وكيل الورق المعقم “المبلل” وسلمت المحجورين كميات من هذا المنتج.

واضاف : ماذا لو ذهبت شركة بدري وهنية وقدمت جزء من الدعم والاسناد للمحجورين بتوزيع الهدايا أو بعض الاحتياجات الخاصة، وماذا لو ذهبت شركات بيونير وصاحبة ولاين فود لمراكز الحجر وقدمت مساعدات غذائية للعائلات والأشخاص المحجورة، وماذا لو ذهبت في الصباح إدارة مخابز العائلات ووزعت وجبات افطار صحية على المحجورين.

وتابع: ماذا لو.. ذهبت إدارات شركات الأثاث وزودت مراكز الحجر الصحي بالأسرة والكراسي وغيرها، ماذا لو .. ذهبت إدارة شركة الاتصالات الفلسطينية ومكنت المحجورين من التواصل مع عائلاتهم والعالم الخارجي من خلال تمديد خطوط الانترنت، ماذا لو ذهبت إدارات البنوك الفلسطينية على اختلافها، وسلمت للعائلات المحجورة والتي لا وظيفة دائمة لديها، مصروف شهري لمرة واحدة، ماذا لو ذهبت شركتي جوال والوطنية موبايل وتكفلت بتطوير الخدمات العامة “حمامات، مغاسل، مرافق” في مراكز الحجر الصحي.

اقرأ أيضا  جوكوي يسعى لتسريع مشاريع البنية التحتية، ويدعو إلى إشراك القطاع الخاص

واردف : “ماذا لو ذهبت إدارات كبرى المولات التجارية وقدمت الاحتياجات اللازمة لمراكز الحجر الصحي، ماذا لو ذهبت إدارات كبرى المطاعم والمطابخ ورتبت مع إدارات مراكز الحجر لتزويد الناس بالوجبات الغذائية، ماذا لو ذهب كبار تجار الفواكه في غزة وقدموا القليل من الفواكه لمراكز الحجر، ماذا لو ماذا لو ذهبنا جميعا لنعطي هؤلاء البشر شعور العائلة الواحدة ، دون أن يشعروا للحظة واحدة أنهم في مكان منبوذ أو مؤذي نفسيا”.

وحسب الصحة الفلسطينية، فإن قطاع غزة يخلو من إصابات كورونا، في حين أن الضفة الغربية خصوصا مدينتي بيت لحم (جنوب) وطولكرم (شمال)، سجلتا 26 إصابة.

ومنذ السبت 7 مارس/آذار الجاري، تم تعليق الدراسة في المدارس، ورياض الأطفال، والجامعات، في غزة، استجابة لقرار أصدره الرئيس محمود عباس.

وكالة معراج للأنباء

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.