هل أثرت الأحداث الأمنية بتركيا على سياحتها؟
الخميس 5 ذو القعدة 1436//20 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
يبدو أن قطاع السياحة في تركيا تأثر بالأحداث الجارية في البلاد، إذ تراجعت أعداد السياح الذين زاروا تركيا في يوليو/تموز الماضي بنسبة 8.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، غير أن العاملين في القطاع لا يرون تراجعا كبيرا قد حصل على الرغم من التطورات الأمنية.
ويرى خبراء أن الاضطرابات الأمنية أضرت بحالة الاستقرار الاقتصادي بصفة عامة، والسياحة بصفة خاصة، فيما يعتبر بعض الخبراء أن تركيا لم تتأثر بشكل كبير بالتطورات الأمنية، بل على العكس هناك إقبال من لدن السياح كما في كل عام.
وقد شهدت إسطنبول في الآونة الأخيرة هجومين استهدف أحدهما مركزا للشرطة في القسم الآسيوي للمدينة، وآخر استهدف السفارة الأميركية، وتنبت جماعة يسارية متطرفة الهجومين.
ويقول مدير فندق بيرجر القريب من شارع الاستقلال في إسطنبول هاكان دالكيران إن “السياح الذين يأتون إلى هنا معظمهم من البلدان العربية، ولا يكترثون لما حصل من اضطرابات أمنية، والدليل على ذلك أن الفندق كان مكتظا بالسياح منذ بداية الشهر الحالي إلى منتصفه رغم اقتراب افتتاح المدارس”، ويضيف دالكيران أن معظم رواد فندقه من المغرب العربي والسعودية ومصر.
دالكيران: إسطنبول لم تتأثر كثيرا بالاضطرابات جنوب تركيا
وكما نقلت الوكالة معراج للأنباء الإسلامية أن إسطنبول لم تتأثر بشكل كبير بالأحداث الواقعة جنوبي البلاد فهي بعيدة، لكن قبل الربيع العربي كانت السياحة أفضل بكثير حسب دالكيران، إذ كان السياح يتوافدون من جميع أنحاء العالم، ولا سيما من الوطن العربي.
أفضل المواسم
وعن أفضل موسم سياحي في السنوات الخمس الأخيرة، قال مدير الفندق إن موسم 2012 كان الأفضل، لكن بعد أحداث ميدان تقسيم والربيع العربي ولجوء السوريين إلى تركيا تأثرت حركة السياح، يضاف إلى ذلك التنافس القوي بين الشركات السياحية الكبرى، حيث كثرت الإعلانات وازداد التنافس بينها.
ويوافق دالكيران وعدد من الأتراك على أن إسطنبول لم تتضرر من انخفاض قيمة الليرة التركية، لكنهم لا يعتبرون موسم السياحة هذه السنة ناجحا مقارنة بالسنوات السابقة.
ويقول منصور محمد -وهو سوري من حلب ويعمل في مكتب سياحي بإسطنبول- إن نشاط المكتب ما زال جيدا، وهو يستقبل الكثير من المجموعات السياحية كل أسبوع، مشيرا إلى أن العرب يتوافدون بشكل كبير على المدينة، وأغلب السياح لم يتأثروا بالاضطرابات الأمنية في جنوب البلاد.
ويضيف أنه ” لا يوجد تهديد كبير للسياحة في إسطنبول، بالنهاية هي مدينة كبيرة جدا، والتجول فيها يستغرق ساعات”، غير أنه يشير إلى أن فرق سعر الصرف بين الليرة والعملات الأخرى أثر سلبا على العقود السياحية القديمة التي بقيت مستمرة إلى الآن، إذ خسرت بعض المكاتب السياحية بسبب انخفاض الليرة أمام الدولار.
سياح يلتقطون صورا على ضفة البوسفور بمدينة إسطنبول (أسوشيتد برس)
شهادة سائح
ويقول غايو ريس -وهو سائح فرنسي- إن إسطنبول مدينة آمنة، ولم يتأثر السياح القادمون من أوروبا بالإعلام الغربي الذي يحاول تضخيم الأحداث الجارية في تركيا. ويضيف “شخصيا لم أفكر نهائيا بتغيير وجهتي السياحية رغم الأحداث في تركيا، وسعيد جدا بزيارة إسطنبول ومعالمها الأثرية والسياحية”.
وتعتبر السياحة أحد أهم أعمدة الاقتصاد التركي، خاصة في العقود الأخيرة، فقد بلغ عدد السياح 41.6 مليونا في عام 2014، يشكل الألمان النسبة الكبرى منهم، يليهم الروس والإنجليز حسب تقرير لوزارة السياحة صادر في 31 يوليو/تموز الماضي.
وتعيش تركيا منذ ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران الماضي حالة من عدم الاستقرار السياسي الذي أثر على الاقتصاد، لكن الوضع الأمني تأثر كثيرا بعد عودة تفجيرات وهجمات حزب العمال الكردستاني، والذي تصنفه أنقرة ضمن قوائم الإرهاب، وتشن عمليات عسكرية ضد معاقله، وكذلك إعلان أنقرة مشاركتها في التحالف الدولي لضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.