هل تكون الانتفاضة سببًا في تحقيق المصالحة؟

انتفاضة القدس - basaer-online.com -
انتفاضة القدس – basaer-online.com –

د.عصام شاور

الخميس 18 ربيع الثاني 1437//28 يناير/كانون الثاني 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

قال أحد القيادات الفلسطينية معلقًا على الاتصالات واللقاءات بين فتح وحماس ومؤكدًا على وجودها: “يجب علينا ألا نرفع سقف توقعاتنا وألا نهول ونضخم تلك الاتصالات واللقاءات خاصة وأن للشعب الفلسطيني في قطاع غزة تجارب مؤلمة في السابق”.

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا نعلق آمالنا على إمكانية إنجاز وحدة وطنية وتحقيق مصالحة تم الاتفاق على تطبيقها ألف مرة ؟ نحن على يقين بأن الهدف سهل للغاية ويمكن تحقيقه في جلسة واحدة وبقرار واحد، ولكن هناك من لا يريد ذلك، وتجارب غزة المؤلمة ليست تلك المتعلقة بحكومة الوحدة ذاتها وإنما في الحصار الذي طال والدماء التي سالت والدمار الذي لحق بها، والمؤلم ألا يجد المواطن ما يقيه شر المنخفضات الجوية وهو قابع في كرفان ولا يشعر به صاحب القرار المنعم في قصره؟.

اقرأ أيضا  هنية: نحن مع أية مبادرة لفتح معبر رفح على قاعدة الشراكة

إن الدعوة إلى عدم التفاؤل ليست حكيمة ولا في محلها بل هي تأكيد على عدم وجود ثقة أو نية لتحقيق المصالحة وتشكيل حكومة الوحدة، فما هي العقبات التي تواجه المتخاصمين حتى تتعطل مصالح الشعب؟ لماذا لا يصارحون الشعب ويرحمونه من الأسباب التي يسوقونها ولا تهم الشارع الفلسطيني من بعيد أو قريب؟ نحن على يقين بعدم وجود إرادة حقيقية لإنجاز المهمة السهلة, وهذا الذي يعطلها منذ الانقسام وما عدا ذلك فإنما يأتي في سياق المناكفات وتسجيل النقاط, وما علموا أنه لا فائدة ترجى من تلك الأعمال ولا مكاسب شعبية يمكن تحقيقها بها؛ لأن للناس مطالب واحتياجات أساسية وملحة تشغلهم عن الاهتمام بمشاكل الفصائل والأحزاب.

اقرأ أيضا  كالا يدعو أمين إلى مكتب نائب الرئيس للمناقشة

رغم كل ما ذكرته إلا أنني متفائل بإمكانية تحقيق المصالحة في المنظور القريب؛ لأن المصالحة باتت مطلبًا ضروريًا لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولأن الفيتو الأمريكي على المصالحة الداخلية قد يسقط باعتبار أن إسقاطه أخف الضررين ويمكن أن يؤدي إلى تهدئة وتفادي سيناريوهات أسوأ بالنسبة للعدو الإسرائيلي، حيث إن انتفاضة القدس خففت الكثير من الضغط على منظمة التحرير, كما أن تعنت (إسرائيل) قد يقرب الأطراف الفلسطينية من بعضها البعض وينهي قرابة عشر سنوات من “الانقسام الأسود”، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة وقف انتفاضة القدس ومنح العدو تهدئة مجانية.

المصدر : فلسطين أون لاين