هل سيؤدي “فشل” الربيع العربي إلى مجيء إصلاح إسلامي من إندونيسيا أو تركيا؟
الأربعاء 8 محرم 1437//21 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
جاكرتا
اعتبر الباحث الإندونيسي بجامعة برلين “زكي أومام” أن إجراءات أسلمة المجال العام في إندونيسيا لم تكن لها تداعيات سلبية، وقال إن قبول التيارات السياسية الإندونيسية المختلفة بالعملية الديمقراطية ومرجعية الدستور يعكس تطورا صحيا، ومظهرا لصراع سياسي بين هذه التيارات وليس لرغبة بتغيير النظام.
جاء ذلك خلال ندوة شهدها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، حول دور الإسلام في التجربة الديمقراطية الحديثة في إندونيسيا. ونُظمت الندوة بالتعاون مع معهد غوته الدولي ومؤسسة دويتشه فيلله الإعلامية الألمانية.
ومن جانبه، اعتبر أستاذ دراسات جنوب شرقي آسيا بجامعة غوتنغن الألمانية فريتس شولته، أن تصورات الإندونيسيين للإسلام يغلب عليها الطابع الفطري وليس الحركي أو التنظيمي، وتختلف من منطقة لأخرى بحجم التنوع الكبير هناك، وأوضح أن مصطلح “الأسلمة” المستخدم بالغرب له معني قوي وسلبي، ويختلف عن معناه المقصود بالنقاشات المجتمعية بإندونيسيا، حيث يرتبط هناك بالحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع والدعوة لمظاهر تتعلق بالأخلاقيات العامة كالعفة والحجاب.
ولفت الخبير الألماني إلى عدم صحة التصورات الغربية عن وجود توجه عام لفرض تطبيق الشريعة الإسلامية كإجراءات عقابية بسبب تطبيقها بمقاطعة أتشيه، معتبرا أن “أتشيه ناضلت من أجل الاستقلال وأخذ نصيبها من الثروة، وتعد المقاطعة الوحيدة التي تطبق الشريعة الإسلامية كقانون للعقوبات”.
ورأى أن “أسلمة” المجال العام في إندونيسيا من خلال انتشار الحجاب وأخذ الزكاة، وإصدار القوانين لمكافحة الإباحية الجنسية، وتقنين بيع الخمور، لا تعني أسلمة القوانين في هذا البلد.
وفي نفس السياق، قال الباحث السياسي والحقوقي الإندونيسي أندي بويمن إن بلاده تعتبر واحدة من بين 23 دولة إسلامية تطبق الديمقراطية، وتستمر فيها عملية التحول الديمقراطي بفعالية، حيث شهدت أربعة انتخابات حرة كانت آخرها الرئاسية التي ترشح فيها العام الماضي علمانيان، ورفع فيها الجنرال السابق برابو سوبيانتو شعارات إسلامية فخسر، وفاز فيها حاكم جاكرتا جوكو ويدودو الذي دعمه حزب إسلامي.
وأشار بويمن إلى أن آخر استطلاع للرأي بإندونيسيا كشف أن 85% من الناخبين صنفوا أنفسهم كمتدينين يحافظون على الصلاة والصيام، بينما قال 15% منهم فقط إنهم يصوتون لأحزاب إسلامية، أما الباقون فيصوتون لصالح أحزاب الوسط والأحزاب القومية.
وذكر أيضا أن القبول العام بالديمقراطية يعني للإندونيسيين أخذ ما يناسبهم منها، مشيرا إلى وجود مظاهر لا تتفق مع الديمقراطية هناك مثل اضطهاد المنتمين للطائفة الأحمدية والتمييز ضد الشواذ جنسيا، وفق رأيه.
واعتبر بويمن أن “الإسلام يعتبر الديانة الوحيدة الكبرى التي لم تقبل الإصلاح الديني” وخلص إلى أن ما أسماه “فشل” الربيع العربي سيؤدي لتوقع مجيء إصلاح إسلامي من إندونيسيا أو تركيا، وفق رأيه، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.