هل يقف اليمن على أعتاب حرب شطرية؟
الأربعاء 5 جمادى الثانية 1436// 25 مارس/آذار 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”
تركيا – أنقرة
حشد الحوثيون بمساندة من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح القوات الموالية لهم على الحدود التي كانت قائمة بين شمال اليمن وجنوبه قبل تحقيق الوحدة بينهما في العام 1990، فيما تحتشد في الطرف المقابل قوات عسكرية تتبع الرئيس عبد ربه منصور هادي مدعومة بتشكيلات قبلية مسلحة تعرف بـ”اللجان الشعبية الجنوبية”.
وهو ما يعني أنه في حال نشبت الحرب فستكون بين الشمال والجنوب وفقا للحدود السابقة. ففي مدينة قعطبة الشمالية المحاذية للضالع الجنوبية، وصلت مساء الإثنين قوة عسكرية تشمل عددا من الدبابات وناقلات الجند والسيارات العسكرية بالإضافة لأسلحة متنوعة.
وأشارت المصادر إلى أن هذه القوات وصلت إلى معسكر قوات الأمن الخاصة الخاضع لسيطرة موالين للرئيس السابق علي صالح، وهو المعسكر ذاته الذي بدأ منذ أيام يستقبل مسلحين حوثيين وسيارات تحمل شعار جماعة الحوثي.
وفي وقت مبكر من يوم الثلاثاء، أفاد صالح الحقب، الناشط الشبابي أن أكثر من خمسين سيارة عسكرية عبرت يوم الثلاثاء من شمال اليمن باتجاه المناطق الحدودية في قعطبة والضالع، مضيفا أن السيارات تحمل عشرات المسلحين بلباس مدني، بالإضافة لأسلحة متنوعة منها قاذفات آر بي جي.
وفي الجهة الغربية بدأت قوات موالية للحوثيين الزحف نحو المناطق الحدودية بين الراهدة التابعة لمحافظة تعز (شمال)، وكرش أول منطقة جنوبية، وخلال اليومين الماضيين شوهدت قوات عسكرية ومسلحين تابعين لجماعة الحوثي وهم يغادرون صنعاء مرورا بمحافظتي إب وتعز، الأمر الذي عده مراقبون تصعيدا واضحا نحو الحرب، خاصة وأنه يتزامن مع إعلان جماعة الحوثي “التعبئة العامة” لمواجهة من تصفهم بـ”القاعدة” و”داعش” في تعز والجنوب، بحسب قرار اللجنة الثورية التابعة للجماعة مساء السبت الماضي.
بدوره، قال أنيس الصبيحي المسئول الإعلامي لتحالف قبائل الصبيحة المناهض للحوثيين، إن “قوات عسكرية تتبع الحوثيين وصلت مساء الإثنين إلى منطقة الراهدة الشمالية، على بعد قرابة عشرين كيلومتر من منطقة كرش الجنوبية”.
وأضاف أن “قوة عسكرية تتألف من وحدات تتبع الجيش الموالي للرئيس هادي، ومسلحين يتبعون اللجان الشعبية يحتشدون على الحدود للتصدي لأي تقدم من مسلحي الحوثي والقوات الداعمة لهم”.
وأوضح الصبيحي أن “الوحدات العسكرية واللجان الشعبية ينتشرون في عدد من المواقع المحاذية لمناطق احتشاد الحوثيين”، مشيرا إلى أن “عددا من مسلحي القبائل في المناطق القريبة التحقوا باللجان الشعبية للمشاركة في التصدي للحوثيين”، بحسب قوله.
من جهته، دعا الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال الاثنين، الجنوبيين لـ”مواجهة جحافل الغزو الجديد، والتصدي للعدوان الغاشم الوشيك”، في إشارة لإعلان الحوثيين التعبئة العامة ضد الجنوب وبدء التحضير لشن حرب على “القاعدة وداعش”، من خلال حشد قوات عسكرية في المناطق المحاذية للجنوب.
وقال بيان صادر عن الهيئة الوطنية الجنوبية، إحدى فصائل الحراك الجنوبي، إن “المكونات الثورية التحررية الجنوبية ستكون في مقدمة الصفوف دفاعا عن الوطن الجنوبي”، داعيا دول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية ودول العالم كله للقيام بواجباتها، تجاه ما وصفه بـ”الغزو الجديد، والوقوف مع شعبنا لصد هذا العدوان”.
وفي الضالع، أفاد مصدر قيادي في الحراك الجنوبي أن مسلحي اللجان الشعبية (تابعة للحراك)، بدأوا يستعدون لمواجهة ما وصفه بـ”التمدد الحوثي تجاه الجنوب”، وأضاف المصدر في حديثه للأناضول في وقت سابق، أنهم سيتصدون لأي محاولة من المسلحين الحوثيين باتجاه مناطق الجنوب.
أما الكاتب الصحفي والسياسي، عبد الرقيب الهدياني نائب رئيس تحرير صحيفة “أكتوبر” الحكومية بعدن، فقال للأناضول: إن “الحوثيين يسعون لاجتياح تعز، كمقدمة لتهديد الجنوب بعد ذلك”.
وأشار إلى أن سيطرتهم على تعز “تحقق لهم عدة أهداف منها السيطرة على جزيرة ميون القريبة من باب المندب، بالإضافة للمنفذ البحري في منطقة الخوخة التي تطل على البحر الأحمر”، مضيفا أن “القوة التي تتحكم في تعز تضمن السيطرة على مناطق واسعة شمالا وجنوبا”.
المصدر : البيان