هل يمكن التعرف على تفاصيل صفقة القرن؟

د. فايز أبو شمالة

بعيدًا عن نفي وزارة الخارجية الأمريكية للخبر الذي نقتله صحيفة يديعوت أحرونوت عن صحيفة نيويورك تايمز، والذي يتحدث عن استكمال صفقة القرن، والتي جاءت أفكارها من خارج الصندوق، ولن تفرض على الأطراف فرضًا، وتبدأ بالحل الإقليمي، وتنتهي بتصفية القضية الفلسطينية، بعد الأخذ بعين الاعتبار الواقع القائم من مستوطنات، وحدود آمنة.

بعيدًا عما سبق، ولمعرفة التفاصيل صفقة القرن من خلال أقوال الرئيس الأمريكي ترامب، وهو يقدم نفسه للفوز بالانتخابات الأمريكية قبل عام، حين قال بالحرف الواحد:

عندما أكون الرئيس الأمريكي:

1ـ سينتهي التعامل مع اليهود مواطنين درجة ثانية من أول يوم عمل في الرئاسة، وأول شيء سأعمله، سألتقي مع رئيس الوزراء نتانياهو فورًا، فأنا أعرفه منذ سنوات، وسوف نعمل معًا لدعم وترسيخ السلام والاستقرار في إسرائيل، وفي المنطقة كلها.

ـ وقد تم ذلك، ونفذ ترامب وعوده بلقاء نتنياهو، والاستجابة لكل اشتراطات إسرائيل حتى الآن.

ووسط هتاف وتصفيق اليهود، أضاف ترامب:

2ـ هنالك أطفال يتم تعليمهم كراهية إسرائيل وكراهية اليهود، يجب أن يتوقف هذا، فعندما تعيش في مجتمع يكون المحاربون بالسلاح هم الأبطال، سيكبر الأطفال وهم يتمنون أن يكونوا محاربين بالسلاح، في المجتمع الفلسطيني الأبطال هم من يقتلون اليهود، ونحن لن نسمح لهذا بأن يستمر، فلا يمكن أن يتحقق السلام عندما يعامل (الإرهابيون) كشهداء، إن تمجيد الإرهاب عائق كبير أمام السلام، ويجب أن تنتهي فورًا، ويجب أن تنتهي ثقافة الكراهية المتصاعدة من مناهج ومساجد الفلسطينيين، وإذا أردنا أن نحقق السلام، على الفلسطينيين أن يغيروا مناهجهم التعليمية، عليهم أن يتخلصوا من مناهج الكراهية، عليهم التخلص منها الآن، فورًا.

اقرأ أيضا  المعلومات الخاطئة من أسباب رئيسية لظهور الأزمة الدولية

ـ وقد تحقق قسم كبير من هذا الوعد الأمريكي، إذ تم تعديل بعض المناهج، وتم إلغاء قصيدة محمود درويش “أحن إلى خبز أمي، وقهوة أمي” وقد تم إلغاء وزارة شؤون الأسرى، وتجري ملاحقة مخصصات الأسرى والمحررين بالقطع والحرمان.

3ـ وأضاف ترامب وسط هتاف وتصفيق اليهود: تأكدوا أنه لا يوجد توافق أخلاقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإسرائيل لا تسمي ميادين عامة بأسماء الإرهابيين، وإسرائيل لا تدفع أبناءها لطعن الفلسطينيين عشوائيًا.

ـ وقد تم هدم النصب التذكاري الذي شيده الفلسطينيون وسط جنين للشهيد خالد نزال.

4ـ عندما أكون رئيس أمريكا، سوف ننقل السفارة الإسرائيلية إلى العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل القدس، وسوف نرسل رسالة واضحة، أن ليس هنالك ضوء نهار يفصل بين أمريكا وبين حلفائنا الأكثر اعتمادية في دولة إسرائيل.

اقرأ أيضا  أيهود باراك يدعو لدعم السيسي والبرادعي

ـ وقد تم تأجيل النقل لفترة محددة، والإجراءات متواصلة لتطبيق الوعد في أقرب فرصة.

5ـ وعلى الفلسطينيين أن يجلسوا على الطاولة وهم على علم بأن الرابط بين الولايات المتحدة وإسرائيل غير قابل للكسر، يجب أن يأتي الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات وهم جاهزون لوقف الإرهاب الذي يرتكب يوميًا ضد إسرائيل. يجب أن يفعلوا ذلك وعليهم أن يأتوا إلى طاولة المفاوضات وهم جاهزون للاعتراف بأن إسرائيل هي دولة يهودية. وأنها سوف تبقى وإلى الأبد متواجدة كدولة يهودية.

ـ لقد اعترف بذلك السيد عباس، وقال قبل أيام أمام تجمع من اليهود، بأن إسرائيل وجدت لتبقى.

6ـ أنا أحب إسرائيل، أنا أحب إسرائيل، أنا كنت مع إسرائيل منذ زمن بعيد، وأنا استلمت أعظم التقدير من إسرائيل، وأبي من قبلي يحب إسرائيل، وابنتي إيفانكا على وشك أن تنجب لنا طفلًا يهوديًا جميلًا.

اقرأ أيضا  الاحتلال الإسرائيلي يصيب 134 فلسطينياً قرب حدود غزة‎

ـ وقد صار لترامب حفيد يهودي بالفعل.

بعد هذا الحديث الأمريكي لم يبقَ لكم أيها العرب الفلسطينيون إلا أنفسكم ووحدتكم الوطنية، لم يبق لكم إلا أمتكم العربية والإسلامية تستنهضون عزيمتها للوقوف من خلفكم، لم يبقَ لكم إلا طريق الكرامة التي شقته لكم بندقية المقاومة، فقد خاب أمل من راهن على أمريكا، وخابت حسابات من ربط مصيره بمصير انتظار طاولة المفاوضات.

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.