هنية يطرح استراتيجية وطنية من خمسة بنود
غزة (معراج) – دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، إلى تبني استراتيجية وطنية للعمل على أساسها لمواجهة التحديات التي تحدق بالقضية الفلسطينية.
وبيّن هنية خلال كلمته في المؤتمر العلمي الدولي الأول “حماس في عامها الثلاثين.. الواقع والمأمول” اليوم، أن الاستراتيجية مكون من خمسة بنود هي: الاستمرار في بناء منظومة القوة التي تحمي مشروع المقاومة وتحميه وتطوره ضد الاحتلال الإسرائيلي، العمل على بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية قائمة على احترام مبدأ الشراكة والاتفاقيات الموقعة وبناء البيت الفلسطيني، الانفتاح على كل مكونات هذه الأمة وكل القوى والدول والتكتلات، العمل على إنهاء حصار قطاع غزة، نهضة الأمة والعمل من أجل استعادة الأمة لدورها في قضية فلسطين وقضية القدس.
وأشار إلى أن منظومة القوة ستوفر كل الاحتضان لمشروع المقاومة الشامل شعبيًا وسياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.
وطالب هنية بالعمل على بناء وحدة وطنية حقيقية قائمة على احترام مبدأ الشراكة واحترام الاتفاقيات الموقعة، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني بمستوياته الثلاثة: البرنامج الوطني، والسلطة وإعادة تعريفها، والمرجعية الفلسطينية.
الانفتاح على الأمة
وشدد على ضرورة اعتماد استراتيجية الانفتاح على كل المكونات في الأمة بكل القوى والتكتلات، مبينا أننا بحاجة إلى احتضان الأمة، وأن ما تميزت به حماس في علاقاتها أنها لا تتدخل في شؤون الدول، ونأت بنفسها عن مفهوم المحاور.
وأوضح أنه بالانفتاح على الأمة نواجه الخطر الدائم، ليس على القضية والقدس، بل الخطر الذي يجتاح المنطقة ويريد تفكيك كل مقومات الصمود في الأمة وضربها.
ونوه إلى أهمية الأخذ بالاعتبار أن القضية الفلسطينية والمقاومة بحاجة إلى خط قوي يتبنى المقاومة، وعدم الاعتراف بالكيان، وتوفير الدعم اللازم لصمود الشعب الفلسطيني.
كسر الحصار
وأضاف “حين نضع حصار غزة على الطاولة؛ فالقيادة مسؤولية مع كل إخواننا في الوطن وفصائل المقاومة، ونريد اتخاذ قرار ينهي الحصار، وأي تفاهمات لإنهاء الحصار لن تكون مقابل ثمن سياسي، وليس تطبيقاً لصفقة القرن، ولا تطالب بنزع سلاح المقاومة”.
وتابع: “نريد تحقيق المصالحة وإنهاء الحصار بشكل متوازٍ، لكن الربط بينهما متعثر”، مشيراً إلى أن شروط فتح بالمطالبة بكل شيء فوق الأرض وتحتها تثقل المصالحة ولا تؤمن مناخًا لتحقيقها.
ولفت هنية إلى أن الحركة ستسير في ملف إنهاء الحصار ضمن ضوابط وقاعدة صلبة بأن التحركات تتم في إطار وطني، معبراً عن فخره واعتزازه بكل الفصائل الوطنية والإسلامية الموجودة على الأرض وفي ميدان السياسة والبندقية والمقاومة.
ونوه إلى أن حماس كانت مصرة على الذهاب إلى القاهرة بوجود كل الفصائل على الطاولة، وأن نكون شركاء في اتخاذ القرار والسير في هذا الاتجاه.
ودعا هنية كل أحرار الأمة إلى الانتقال من استراتيجية العمل والدعم والإسناد إلى الانخراط في مشروع التحرير الفلسطيني، كما دعا أبناء أمتنا إلى الانخراط والتحشيد ضد مخططات الإدارة الأمريكية التي تعمل على إنهاء حق العودة.
وشدد على ضرورة حماية القضية الفلسطينية في بُعدها الإسلامي والعالمي، مشيرا إلى وجود تغيرات مهمة تتمثل في المنظمات التي تعمل لصالح قضيتنا وروايتنا التي تبناها الكثير من أحرار العالم.
تجربة حماس
وأكد هنية أن مؤتمر الحركة اليوم يدل على أنها وصلت إلى النضج والرشد التنظيمي والسياسي والفكري، ووصلت من خلال مسيرتها المعمدة بالدم والشهادة على مدار 30 عاماً إلى درجة الشجاعة في أن تعرض أدبياتها وفكرها واستراتيجيتها وأداءها وتكتيكاتها وصوابها وخطأها على جموع شعبنا الفلسطيني.
ولفت إلى أن حماس لم تتردد في اعتماد إقامة المؤتمر ومساهمة الجميع في تقديم النصيحة والرأي والرؤية للحركة من أجل مواصلة طريقها نحو التحرير والعودة، مبينا أن الحركة بعد 30 عاما تخطت حدودها التنظيمية، ولم تعد مختزلة، بل تعمل مع فصائل المقاومة والعمل الوطني.
وأضاف هنية أن حماس تحتفظ بمنهجية المقاومة، وخاضت تجربة الحكم والسياسة، وعرضت نفسها في المجلس التشريعي والحكومة، وتشكيل الأجهزة الأمنية، وقدمت رجال التنظيم ليصبحوا رجال دولة في مرحلة تداخلت فيها مرحلة البناء والتحرير.
وأكد هنية أن حماس قلب القضية الفلسطينية، وتمثل ذراعًا متقدمًا للأمة في مواجهة المشروع الصهيوني، مبيناً أن محاولات محاصرة القضية الفلسطينية وتحييد الأمة شكل خطراً كبيراً على الأمة.
وحذر هنية من تغيرات إقليمية بتفكيك الإقليم وإعادة تركيبه من جديد، ومحاولات أمريكية لدمج الكيان في إطار تحالفات في المنطقة، وأن تكون إسرائيل هي المقرر في تلك التحالفات.
وشدد على أن حماية المسار والمسيرة منوط بهذا الشعب رجالا ونساء، وأي إنجاز حققته حماس وفصائل المقاومة بعد 30 عاما يعود بعد فضل الله إلى شعبنا الذي قدم دماء أبنائه ليحمي المقاومة.
مسيرات العودة
وأكد رئيس المكتب السياسي أن المؤتمر يكتسب أهميته من حيث التوقيت الذي ينعقد فيه، الذي تزامن مع مسيرات العودة وكسر الحصار، مبينا أن المسيرات مثّلت حبل النجاة للقضية الفلسطينية.
وقال هنية: إن المسيرات عكست عظمة هذا الشعب التي برهنت على روح الصمود الأسطوري والإبداع الهائل الذي كشفه أبناؤنا وشبابنا وكبارنا وصغارنا على التخوم الزائلة، مشددا على أن مسيرات العودة وكسر الحصار لن تتوقف أبدا حتى تحقق أهدافها برفع الحصار عن قطاع غزة، قائلا: لن نقبل بأرباع الحلول ولا أنصاف الحلول.
ونوه إلى أن روح مسيرات العودة تمتد في الكل الفلسطيني، مرسلاً التحية للبطل خليل جبارين الذي قتل مستوطناً كان ينادي المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، معتبراً أنه أناب عن الأمة في توجيه الضربة المسددة لكل من يعبث في الأقصى والقدس.
المصدر : فلسطين أون لاين