وزير الخارجية السعودي: القمة العربية الإسلامية الأمريكية.. تحوّل من علاقة توتر إلى علاقة شراكة استراتيجية
الرياض (معراج) – أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير, أن الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بلاده, ومشاركته في أعمال القمة الأولى العربية الإسلامية الأمريكية, تعطي مؤشراً إيجابيًا ودلالة عميقة للعمل معاً في الحدّ من التوتر في المنطقة, وتشجيع الحوار بين أتباع الأديان السماوية, وإيضاح القيم الانسانية التي تتفق فيها من عدلٍ ومساواة ورحمة وسلام بين الشعوب .
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن الوزير الجبير قوله خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بالرياض: إن التاريخ سيذكر لهذه القمة, أنها نقطة تحول, من علاقة توتر إلى علاقة شراكة استراتيجية بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربي, والعمل معاً في إرساء السلام وبناء المجتمعات ومحاربة الإرهاب والتطرف، بحسب برناما.
وأشار إلى أن القمة الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية, ستسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين, فيما ستسهم القمة العربية الإسلامية الأمريكية في فتح صفحة جديدة من الشراكة والتعاون في مواجهة التطرف ومحاربة الإرهاب, إضافةً إلى بناء شراكة تخدم الطرفين في مجالات عدة.
ونوه بتطابق الرؤى بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية حيال مختلف القضايا الإقليمية، المبنية على أهمية التعاون بين أمريكا وتحالفاتها التقليدية، والعمل معاً بكل قوة وصارمة، للتصدي للسياسات الإيرانية العدوانية ولممارساتها السلبية المتمثلة في تدخلها السافر في شؤون البلدان المجاورة لها، وإصرارها على دعم الإرهاب، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية متفقتان على ضرورة مواجهة التحديات التي تواجه مصالح البلدين في جميع الجوانب، وتعزيز التبادل التجاري بينهما.
وعن القمة الخليجية الأمريكية، قال الجبير: تأتي هذه القمة مكملةً لقمتين سابقتين، حققتا نجاحاً كبيراً، استناداً لنتائجهما التي أظهرت توافقاً كبيراً في مختلف المناحي التي تناولتهما هاتين القمتين، الأولى في كامب ديفيد منذ عامين والثانية قبل عام واحد في الرياض، متطلعاً لتتويج هذا النجاح بمخرجات هذه القمة الثالثة التي تحتضنها الرياض مرة أخرى، بما يؤكد صلابة العلاقة التي تربط الولايات المتحدة بدول مجلس التعاون الخليجي ومتانتها، لاسيما وأنها تقوم على مبادئ واستراتيجيات راسخة ووضحة، لافتاً الانتباه إلى المبادرات العديدة التي بحثت موضوع التسليح، وموضوعات أخرى تتعلق بالجانب الفني والتقني والاقتصادي والسياسي، وغير ذلك مما يتعلق بالجهود الثنائية لمواجهة الإرهاب وتمويله، وتعزيز التعاون في المجال التعليمي.
ووصف الجبير القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالتاريخية، لاسيما وأنها الأولى من نوعها، عادّها مؤشراً واضحاً لجدية الطرفين بنقل الحوار إلى مرحلة جديدة ومتقدمة ومختلفة ليصبح حوار شراكة إيجابي، مبيناً أن القمة ستشهد كلمة للرئيس ترامب، فيما سيكون التركيز خلال اجتماعات القمة على مواجهة التطرف والإرهاب، وبحث السبل الكفيلة بنشر فكر التسامح والتعاون والتعايش، من خلال شراكة بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية في عدة مجالات.
وأبات أن القمة ستحظى بمشاركة 37 قائداً بين ملوك ورؤساء دول، وهو الأمر الذي يضفي على القمة مزيداً من التميز والاستثنائية، مفيداً أنها ستتطرق إلى محور مهم ذو علاقة بالشباب والتعليم والتقنية والتجارة والاتصالات، متطلعاً لأن تكون هذه القمة بداية لفتح صفحة جديدة لعلاقات مثالية ونموذجية بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة والغرب بشكل عام.
ونوه بجهود الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز التي بذلها طوال الفترة الماضية، فيما يتعلق بالتعاون مع الملف الأمريكي وفي الزيارة الاخيرة التي قام بها إلى العاصمة واشنطن، والتقى خلالها بالرئيس ترامب، وعدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية، وحققت ناجحاً كبيراً أدى إلى الرفع من مستوى العلاقات بين البلدين، ومهدت الطريق لزيارة الرئيس ترامب الى السعودية.
وعن العلاقات السعودية الأمريكية أكد الجبير أنها علاقة امتدت لسبعة أو ثمانية عقود ماضية، تمتعت فيها بالنمو والتطور والقوة مع مرور الزمن، مقللاً من تبيان الآراء بين الجانبين من حين لآخر، مؤكداً أن هذا التباين لا يعدو اختلافاً في الرؤى حول الآليات المتبعة للوصول للأهداف المتفق عليها، بوصفها من الثوابت التي طالما اتفق عليها الطرفان.
وشدّد على الوضوح الذي أظهرته إدارة ترامب وتتطابق فيه الرؤية مع المملكة العربية السعودية، فيما يتعلق بالدور الأمريكي المؤثر عالمياً، وأهمية عودته إلى وضعه الطبيعي الريادي، وفيما يتعلق بالقضاء على الارهاب ومواجهة التصرفات الإيرانية التي تغذي الطائفية وتعزز ثقافة العداء والاختلاف.
ونوه بخطة الإدارة الأمريكية الرامية لإعادة بناء علاقات تقليدية على مستوى التجارة والاستثمار، التي نتفق معها في السعودية، لذا بحثنا سوياً خلال الأشهر الفائتة العديد من الجوانب ذات العلاقة بهذه الشؤون، وأهمية أن يظل الحضور الأمريكي العالمي رائداً كعادته، لأن تراجعه يسمح لقوى الشر أن تتحرك بشكل يهدد السلام العالمي.
ولفت النظر إلى موقف السعودية الثابت دائماً من القضية الفلسطينية بالتوصل إلى حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي، مبني على المبادرة السعودية التي أقرها مجلس الأمن التي تفضي إلى إنشاء دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن، وبدولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وأضاف أن القمة حملت عنوان ” العزم يجمعنا ” للعمل على إيجاد شراكة حقيقية لمحاربة الارهاب وتجفيف مصادر تمويله، مبيناً أن القمة ستشهد افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف ومقره الرياض، كما سيقوم المركز على جمع المعلومات اللازمة للحرب على الارهاب وتقديم المبادرات والأفكار والدعم في هذا المجال .
وأكد الجبير أن الولايات المتحدة الأمريكية لها دور كبير في مواجهة التطرف، حيث تتمتع بتقنية عالية ولها خبرات عسكرية كبيرة وتستطيع أن تقدم الدعم اللازم فيما يتعلق بالتحالف العسكري الإسلامي ، مشيراً إلى أن القمة ستعمل على زيادة التعاون بين التحالف العسكري الإسلامي، الذي يتكون من 41 دولة والتحالف الدولي لمحاربة داعش بسوريا والعراق، الذي يضم 60 دولة من مختلف دول العالم .
وبين أن السعودية تشارك في كثير من التحالفات الإقليمية فهناك تحالف بين دول مجلس التعاون ممثلاً بدرع الجزيرة، وهي صاحبة فكرة إنشاء التحالف الاسلامي لمواجهة التطرف والارهاب وهناك حديث عن تكثيف هذه الجهود لبناء مؤسسة أمنية في المنطقة تستطيع أن تتصدى إلى أي تعديات قد تظهر في المنطقة وتبقى هذه الأفكار مطروحة وتبحث من قبل المختصين في هذا الشأن، وهناك أيضاً فكرة القوة المشتركة العربية التي طرحها الرئيس المصري، مشيرا إلى أن هناك إدراك للحاجة إلى مثل هذا التحرك وهناك تشاور حول تحقيق ذلك واتفاق من ناحية المبدأ.
وفيما يتعلق بالقضية السورية شدد الجبير أن هناك توافق في الموقف تؤكد ضرورة تطبيق اتفاق جنيف 1، الذي يدعو إلى كتابة دستور جديد وعقد انتخابات تقود إلى مستقبل يشارك فيه السوريون جميعا لا مكان للأسد فيه وهو الشخص المسؤول والمتسبب في قتل أكثر من 500 ألف مواطن سوري إضافة إلى تهجير ما يقارب12مليون سوري، مؤكداً ضرورة دعم فكرة ايجاد مناطق آمنة ومستقرة في سوريا لحماية المدنيين ولضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم وحمايتهم من انتهاكات نظام الأسد وحلفائه من الحرس الثوري الإيراني ومليشيات حزب الله وغيرها من المليشيات الطائفية القادمة من خارج سوريا للقتال بجانبه ضد الشعب السوري.