يونيسف: أطفال غزة محرومون من 90 بالمئة من استهلاكهم الطبيعي للمياه
غزة ، مينا – في اليوم الـ75 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، احتدمت الاشتباكات بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة وقوات الجيش الإسرائيلي في محاور القتال، وسط قصف عنيف نفذته مقاتلات حربية وآليات مدفعية ضرب المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية من القطاع مخلفا قتلى وجرحى.
وكانت “بيت لاهيا وجباليا شمالي القطاع، وحي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، وشرق الشجاعية شرقي المدينة، وشرق خان يونس جنوبي القطاع”، أبرز محاور القتال التي شهدت اشتباكات من مسافة الصفر اليوم، وفق الأناضول.
كما نفذت المقاتلات الإسرائيلية الحربية، بالتزامن مع القصف المدفعي العنيف، أحزمة نارية في عدة مناطق من القطاع.
يأتي هذا في ظل انقطاع خدمات الاتصال الثابت والإنترنت والمكالمات الخليوية، عن أجزاء واسعة من القطاع للمرة السابعة منذ بداية الحرب، منذ صباح الأربعاء، بحسب بيانين منفصلين صدرا عن “شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال”، وشركة “أوريدو فلسطين”.
وتداول نشطاء فلسطينيون مقطع فيديو نشره أحد الجنود الإسرائيليين لقصف عنيف شرق حي الشجاعية أدى لتدمير عشرات المباني في المنطقة، قدرها شهود عيان بأكثر من 50 مبنى.
مصادر طبية أفادت للأناضول بأن القصف الإسرائيلي اليوم خلف عشرات القتلى والإصابات، فيما لم يصدر من وزارة الصحة الفلسطينية بيانات عن حصيلة ضحايا الأربعاء.
محاور القتال
شنت الطائرات الحربية والآليات المدفعية غارات مكثفة وأحزمة نارية على مختلف مناطق القطاع بدءا من مخيم جباليا ومدينة غزة شمالا، مرورا بالمنطقة الوسطى، وصولا للمدن الجنوبية خان يونس ورفح.
وبالتزامن مع هذه الغارات، شهدت محاور القتال في المناطق الشمالية والجنوبية والوسطى معارك بين مقاتلي الفصائل وقوات الجيش، “ما أوقع إصابات محققة في صفوف الجنود”، وفق بيانات منفصلة صدرت عن الفصائل.
ففي المناطق الشمالية، كانت المعارك، وفق مصادر محلية وشهود عيان، عنيفة فيما لم تحرز قوات الجيش أي تقدم في هذه المناطق.
وفي مدينة غزة، كشفت الساعات الأولى من هذا اليوم، “جرائم ارتكبها الجيش بحق المدنيين داخل منازلهم”، وفق شهود عيان.
ناشطون، وحقوقيون بينهم رئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده، قال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد منتصف الليل: “خلال الساعة الماضية، جرى محاصرة منزل آل عنان وسط مدينة غزة، وإعدام الشباب والرجال، فيما وضعت النساء والأطفال في غرفة واحدة وأطلقت عليهم قنبلة، وما زالوا ينزفون حتى اللحظة”.
عمليات الفصائل
كما نفذ مقاتلو الفصائل، في مدينة غزة، عمليات أوقعت وفق بيانات الفصائل، قتلى في صفوف الجيش.
وقالت كتائب “عز الدين القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، إنها اشتبكت مع قوة إسرائيلية خاصة وسط مدينة غزة، موقعة 4 قتلى من الجنود الإسرائيليين.
وأضافت القسام في بيان: ” اشتبكنا مع قوة صهيونية في منطقة السرايا بمدينة غزة، وأكد مقاتلونا مقتل 4 جنود (إسرائيليين) وإصابة آخرين”.
وأعلنت في بيان آخر، أنها استهدفت قوة إسرائيلية مكونة من “12 جنديا تحصنت داخل مبنى في حي الدرج شرق مدينة غزة”.
وأوضحت في بيان لاحق أنها “استهدفت 8 آليات بمنطقتي الصبرة وتل الهوا بمدينة غزة”، مبينة أنها “استهدفت آلية صهيونية بداخلها 7 جنود بقذيفة الياسين 105، في حي الشيخ رضوان، حيث تم تدميرها بالكامل”.
أما سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، فقالت في بيان إنها “فجرت عبوة في قوة صهيونية راجلة وجرافة عسكرية شرق حي الشجاعية، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح”.
كما شهدت المناطق الشمالية من القطاع، هي الأخرى معارك ضارية بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش، وفق مصادر محلية وشهود عيان.
وقالت “القسام” إنها استهدفت “دبابة ميركافا بقذيفة الياسين 105 في منطقة تل الزعتر شمالي القطاع”.
وتابعت، في بيان ثان، إنها استهدفت “3 دبابات ميركافا بقذائف الياسين 105 شرق جباليا (شمال)”.
وفي المنطقة الوسطى، قالت القسام إنها “قصفت تجمعات لقوات الاحتلال في منطقة المغراقة بقذائف الهاون”، فيما ذكرت سرايا القدس، أنها “استهدفت آليتين عسكريتين بقذائف التاندوم في المغراقة”.
جنوب ملتهب
وفي المناطق الجنوبية، ضرب أحد الأحزمة النارية محيط المستشفى الكويتي بمدينة رفح، ما أدى لإصابة عشرات المواطنين والصحفيين المتواجدين داخل المستشفى لتغطية الأحداث، وفق إفادة مصادر محلية وشهود عيان للأناضول.
وسادت حالة من الذعر في أوساط المرضى والجرحى داخل المستشفى وفي محيطها الذي يضم مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين، جراء هذه الضربات العنيفة والمتتالية، بحسب ذات المصدر.
هذه المنطقة يصنفها الجيش الإسرائيلي ضمن المناطق الآمنة، لكنها لم تسلم من القصف العنيف.
كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية، منازلا في مدينتي رفح وخان يونس (جنوب)، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأفادت مصادر محلية، باندلاع اشتباكات عنيفة ومستمرة في المناطق الشرقية والشمالية لمدينة خان يونس.
وقالت كتائب “القسام”، في بيانين منفصلين إنها “استهدفت 3 دبابات وناقلة جند بعبوة شواظ وقذائف الياسين 105 في خان يونس”.
وقالت في بيان آخر، إنها “فجرت فتحة نفق شرق خان يونس، فور تقدم قوة من الاحتلال (الإسرائيلي) نحوها، ما أوقع أفرادها بين قتيل وجريح”.
ولم يصدر تعقيب من الجيش الإسرائيلي حول بيانات “القسام” و”سرايا القدس” والتي تتحدث عن استهداف آلياته وجنوده.
جهود التهدئة
وتأتي هذه التطورات الميدانية مع وصول رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” إسماعيل هنية، إلى العاصمة المصرية القاهرة الأربعاء، لإجراء مباحثات مع مسؤولي البلاد بشأن تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأفاد مصدر فلسطيني واسع الاطلاع، لمراسل الأناضول، بأن هنية سيلتقي مع مسؤولين مصريين أبرزهم مدير المخابرات العامة عباس كامل، لمناقشة “وقف الحرب الإسرائيلية وإنهاء الحصار على قطاع غزة”.
وأشار إلى أن هذه النقاشات ربما تكون تمهيدا لصفقة تبادل للأسرى بين “حماس” وإسرائيل بوساطة مصرية وقطرية، لكنه أكد أن “حماس” ما زالت متمسكة بموقفها المرتبط بوقف الحرب على غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة قبل الدخول في مفاوضات تبادل الأسرى.
بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إن إسرائيل “اقترحت صفقة للإفراج عن الرهائن لكن حماس ترفض مناقشتها دون وقف إطلاق نار كامل”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الأربعاء 26 ألف قتيل ومفقود، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
وكالة مينا للأنباء