سورة المعارج آية رقم 1 سأل سائل بعذاب واقع
الثلاثاء27 جمادي الثانية 1434 الموافق 7مايو 2013
|
إعراب الآية : |
الجار “بعذاب” متعلق بـ “سأل”، و”سأل” تضمن معنى فعل دعا. |
المواضيع المشتركة في الآية الكريمة : |
الألفاظ المشتركة في الآية الكريمة : |
سأل |
– السؤال: استدعاء معرفة، أو ما يؤدي إلى المعرفة، واستدعاء مال، أو ما يؤدي إلى المال، فاستدعاء المعرفة جوابه على اللسان، واليد خليفة له بالكتابة، أو الإشارة، واستدعاء المال جوابه على اليد، واللسان خليفة لها إما بوعد، أو برد. إن قيل: كيف يصح أن يقال السؤال يكون للمعرفة، ومعلوم أن الله تعالى: يسأل عباده نحو: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم( [المائدة/116] ؟ قيل: إن ذلك سؤال لتعريف القوم، وتبكيتهم لا لتعريف الله تعالى، فإنه علام الغيوب، فليس يخرج عن كونه سؤالا عن المعرفة، والسؤال للمعرفة يكون تارة للاستعلام، وتارة للتبكيت، كقوله تعالى: (وإذا الموءودة سئلت( [التكوير/8]، ولتعرف المسؤول. والسؤال إذا كان للتعريف تعدى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه، وتارة بالجار، تقول: سألته كذا، وسألته عن كذا، وبكذا، وبعن أكثر، (ويسألونك عن الروح( [الإسراء/85]، (ويسألونك عن ذي القرنين( [الكهف/83]، (يسألونك عن الأنفال( [الأنفال/1] وقال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني( [البقرة/186]، وقال: (سأل سائل بعذاب واقع( [المعارج/1]، وإذا كان السؤال لاستدعاء مال فإنه يتعدى بنفسه أو بمن، نحو: (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب( [الأحزاب /53]، (واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا( [الممتحنة/10]، وقال: (واسألوا الله من فضله( [النساء/32]، ويعبر عن الفقير إذا كان مستدعيا لشيء بالسائل، نحو: (وأما السائل فلا تنهر( [الضحى/10]، وقوله: (للسائل والمحروم( [الذاريات/19]. |
وقع |
– الوقوع: ثبوت الشيء وسقوطه. يقال: وقع الطائر وقوعا، والواقعة لا تقال إلا في الشدة والمكروه، وأكثر ما جاء في القرآن من لفظ (وقع) جاء في العذاب والشدائد نحو: (إذا وقعت الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة( [الواقعة/1 – 2]، وقال: (سأل سائل بعذاب واقع( [المعارج/1]، (فيومئذ وقعت الواقعة( [الحاقة/15] ووقوع القول: حصول متضمنه، قال تعالى: (ووقع عليهم بما ظلموا( [النمل/85] أي: وجب العذاب الذي وعدوا لظلمهم، فقال عز وجل: (وإذا وقع القوم عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض( [النمل/82] أي: إذا ظهرت أمارات القيامة التي تقدم القول فيها. قال تعالى: (قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب( [الأعراف/71] وقال: (أثم إذا ما وقع آمنتم به( [يونس/51]، وقال: (فقد وقع أجره على الله( [النساء/100] واستعمال لفظة الوقوع ههنا تأكيد للوجوب كاستعمال قوله تعالى: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين( [الروم/47]، (كذلك حقا علينا ننج المؤمنين( [يونس/103] وقوله عز وجل: (فقعوا له ساجدين( [الحجر/29] فعبارة عن مبادرتهم إلى السجود، ووقع المطر نحو: سقط، ومواقع الغيث: مساقطه، والمواقعة في الحرب، ويكنى بالمواقعة عن الجماع، والإيقاع يقال في الإسقاط، وفي شن الحرب بالوقعة. ووقع الحديد: صوته، يقال: وقعت الحديدة أقعها وقعا: إذا حددتها بالميقعة؛ وكل سقوط شديد يعبر عنه بذلك، وعنه استعير: الوقعية في الإنسان. والحافر الوقع: الشديد الأثر، ويقال للمكان الذي يستقر الماء فيه: الوقيعة، والجمع: الوقائع، والموضع الذي يستقر فيه الطير: موقع، والتوقيع: أثر الدبر بظهر البعير، وأثر الكتابة في الكتاب، ومنه استعير التوقيع في القصص. |
تفسير الجلالين : |
1 – (سأل سائل) دعا داع (بعذاب واقع) |
تفسير ابن كثير : |
فيه تضمين دل عليه حرف الباء كأنه مقدر استعجل سائل بعذاب واقع كقوله تعالى ” ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده ” أي وعذابه واقع لا محالة. قال النسائي حدثنا بشر بن خالد حدثنا أبو أسامة حدثنا سفيان عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى” سأل سائل بعذاب واقع ” قال النضر بن الحارث بن كلدة وقال العوفي عن ابن عباس ” سأل سائل بعذاب واقع ” قال ذلك سؤال الكفار عن عذاب الله وهو واقع بهم وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى ” سأل سائل ” دعا داع بعذاب واقع يقع في الآخرة قال وهو قولهم ” اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ” وقال ابن زيد وغيره ” سأل سائل بعذاب واقع ” أي واد في جهنم يسيل يوم القيامة بالعذاب وهذا القول ضعيف بعيد عن المراد والصحيح الأول لدلالة السياق عليه . أي مرصد معه للكافرين وقال ابن عباس ” واقع ” جاء . |
تفسير القرطبي : |
سورة المعارج وهي مكية باتفاق . وهي أربع وأربعون آية قرأ نافع وابن عامر ” سال سايل ” بغير همزة . الباقون بالهمز . فمن همز فهو من السؤال . والباء يجوز أن تكون زائدة , ويجوز أن تكون بمعنى عن . والسؤال بمعنى الدعاء ; أي دعا داع بعذاب ; عن ابن عباس وغيره . يقال : دعا على فلان بالويل , ودعا عليه بالعذاب . ويقال : دعوت زيدا ; أي التمست إحضاره . أي التمس ملتمس عذابا للكافرين ; وهو واقع بهم لا محالة يوم القيامة . وعلى هذا فالباء زائدة ; كقوله تعالى : ” تنبت بالدهن ” [ المؤمنون : 20 ] , وقوله . ” وهزي إليك بجذع النخلة ” [ مريم : 25 ] فهي تأكيد . أي سأل سائل عذابا واقعا . المصدركلمات. (R-024)وكالة معراج للأنباء مينا. |