السفير الفلسطيني الدكتور زهير الشن: المقاومة مستمرة بكل أشكالها وأفخر بموقف أندونيسيا تجاه فلسطين
قال السفير الفلسطيني الدكتور زهير الشن بعد ترحيبه بوفد وكالة معراج في مكتبه يوم الاثنين الماضي في الثاني والعشرين من يونيو إن الموقف الاندونيسي تجاه القضية الفلسطينية مشرف دائمًا إذ تعد من القضايا الرئيسة في اندونيسيا، وعبر عن سعادته بالمكانة التي تحظى بها فلسطين في قلوب الشعب الاندونيسي.
بعد أن عبر الشن عن ترحيبه الكبير واحترامه لدولة أندونيسيا أنها جعلت قضية فلسطين على هرم قضاياها، قال إن الموقف الأمريكي في قضية ضم الضفة ليس جديدًا عليهم.
وأوضح في بداية حواره أنه منذ نشأة النزاع ونشوء القضية الفلسطينية كان الموقف الأمريكي دائمًا معاديًا للحقوق الفلسطينية الشرعية أهمها حق تحديد المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أرضهم.
وأكد على أن الموقف الأمريكي دائمًا يصب في خانة (إسرائيل)، فقد أقيمت على أرض ليست لها، فهذه الأرض من النهر إلى البحر هي أرض فلسطينية عربية، وبشهادة ومعرفة العالم جميعًا، وبأسف يكمل حديثه بقوله: “ولكن الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني بسبب المخالب الدولية التي نهشت بحقوقه لا سيما الأمم المتحدة الأمريكية وبريطانيا من خلال وعد بلفور بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين، كانت السبب فيما وصل إليه الشعب الفلسطيني”.
وتحدث من خلال حواره مع وكالة معراج عن قرار التقسيم وقال إنه ينص على إقامة دولتين على هذه الأرض، بنسبة 56 بالمئة لإسرائيل، و44 بالمئة للفلسطينين”.
يتساءل السفير الشن باستنكار: “أين نحن من تنفيذ هذا القرار؟؟!”، ويعتبر أن إسرائيل تمادت وتجاوزت الحدود وتحدت المجتمع الدولي، واغتصبت 22 بالمئة إضافية من الأرض الفلسطينية اعتمادًا على قرار 181 وبدعم أمريكي وتواطؤ من المجتمع الدولي أو الدول الأوروبية آنذاك، وبعد ذلك قامت باحتلال 22 المئة المتبقية وهي القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وأجزاء من الوطن العربي كهضبة الجولان وسيناء وأراضٍ لبنانية.
ويوضح أن (إسرائيل) تسعى الآن وبدعم أمريكي كباقي مواقف الأمم المتحدة التي تظهر دائمًا معادية للحقوق الفلسطينية.
وشدد على أن ترامب بسياسته وحكومته وإدارته كشفت عن أنيابها وأكدت أن الولايات المتحدة تقف في وجه الحقوق الدولية، والإنسانية، كما أن سياسة ترامب ظهرت من خلال “الأونروا”، والتي تنص كل سياساتها على التعليم والحياة بسلام، على عكس الحقيقة والتي يظهر فيها ترامب بسيطرة الحرب والنزاع والاضطهاد بسياسته، حيث أوقفت مساعداتها لمنظمة الصحة العالمية، يقول: “هذه السياسة الحمقاء التي يقودها ترامب أبرزت لنا موقفه”، وأكد على موقف الرئيس الفلسطيني الذي قال لا للقرارات الأمريكية وقطع كل الاتصالات معهم.
حيث منح ترامب نتنياهو صكوك يمنحه فيها حقه للأراضي الفلسطينية لماذ تعطيه أرضًا ليست له”.
طالما أن سياسة أمريكا بهذا للسياق يقول: “لن يكون هناك تقارب أو تواصل بيننا وبينهن وسيكتب لكل المخططات التي يديرونها بالفشل”. وشدد على أن الولايات المتحدة الامريكية لن تكون راعية السلام في العالم طالما أنها تتحالف مع قوة الشر الأكبر في العالم وهي إسرائيل.
ويؤكد على أنه يمكن أن تشمل الرباعية الدولية أمريكا المكونة من الأمم المتحدة والصين والهند واندونيسيا، ولا ضير أن تكون أمريكا شمن اللجنة ولكن لن تكون الوحيدة.
“هل تعتقد أن المفاوضات هي الحل الوحيد مع إسرائيل للوصول إلى السلام في فلسطين؟” سؤال وجهته “وكالة معراج” للسفير الفلسطيني في اندونيسيا فأجاب: ” حين اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًا وحيدًا للشعب الفلسطيني، كان هناك مفاوضات تقود الى حكم ذاتي بعد سنوات على الأراضي المحتلة عام 67 وإبقاء بعض الملفات للمفاوضات، وقتها كان رابين كان جادًا في الحوار مع الرئيس الراحل ياسر عرفات للتوصل إلى حل للسلام، حينذاك شعر المتطرفون في إسرائيل بذلك فقاموا بقتله”.
وحين قتلوه انقلبت المعادلة وأتوا من بعده أناس يعيثون في الأرض فسادًا، ويسرقون ويعتدون فأصبحت المفاوضات لأجل المفاوضات وليس بهدف السلام.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني يريد السلام، ويريد أن يعيش بأمان كما يعيش باقي العالم، فهم يؤمنون بأن الأرض ملك لله، ويكمل: “الشعب الإسرائيلي حين أخذ منا أرضنا ونحن قبلنا بذلك كنا لا نعرف أن إسرائيل غير جادة للتوصل للسلام أما الآن فثبت أنها لا تريد السلام”.
فهي من وجهة نظر “الشن” تريد أن تفرض هيمنة ليس على الفلسطينيين فقط، بل على المنطقة المحيطة بها جميعها.
وشدد على أن إسرائيل تتوهم أن شعبنا يريد أن يكون صديقًا لهم، فسيأتي أيام ويندمون على هذا الاعتقاد، وأكد أيضًا أنه يجب أن يغير الشعب إسترتيجيته مع (إسرائيل) فالمفاوضات يجب أن تكون من أجل تحقيق السلام وليس من أجل المفاوضات، وهو يدرك أنه من خلال ما يلمسه الشعب الفلسطيني يوميًا فإن الكيان الإسرائيلي الغاصب لا يريد السلام.
واستنكر السفير الشن موقف المجتمع الدولي الذي يكتفي بالرفض والشجب والإدانات، وأكد أن هذا لا يكفي، يقول: “يجب أن نضع حدًا لإسرائيل كما وضع لغيرها حد”.
وأكد على أن شعبنا ما زال متمسكًا بالمقاومة بأشكالها كافة، لأنه يدرك أن هذا العدو لا يكويه إلا هذه المقاومة، يقول “القرارات والاستنكارات والتصريحات مساندة معنويا لنا لكن إسرائيل لا تكترث كثيرا لهذا الكلام”.
ويدعو خلال حواره المجتمعات الدولية أن يتحركوا، مؤكدًا على أن فلسطين ستقلب جميع الطاولات في كل مكان، فالأرض المباركة في القرآن أرض الأنبياء والرسل وهي أرض المحشر والمنشر، فتعتبر أرض وقف إسلامية،
وختمت “وكالة معراج” حوارها في قولها: “نريد رأيكم في موقف اندونيسيا تجاه القضية الفلسطينية”، حيث قال السفير إنه يقيم في اندونيسيا منذ سنتين ونصف فقد زار المسؤولين والولايات في اندونيسيا وحضر مجالس كثيرة في الجامعات والمؤتمرات، وأكد على أن موقف اندونيسيا هو موقف مبدئي ينبع من اعتبارها أن القضية الفلسطينية من قضاياها الأولى.
وأوضح أنه في إحدى جلساته مع وزيرة الخارجية الاندونيسية “ريتنو مرسيدو” قال لها: “أنت فلسطينية أكثر مني”، حيث يراها تقف في المؤتمرات وتتناول المسألة الفلسطينية وتتحرك في المجتمع الدولي، وتعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية اندونيسية بحتة”.
“فخورين بهذا الدعم والمواقف التي تساهم في رفع الظلم عنا” يقول السفير الشن، موضحًا أن “فلسطين تعتبر نفسها في قلب اندونيسيا رغم بعدها”.
وأكد على أن الشعب الفلسطيني يحصل على الدعم المعنوي والسياسي والمادي والتجاري من اندونيسيا، كما توقع فلسطين اتفاقيات كثيرة مع اندونيسيا.
وعن دعم اندونيسيا التعليمي قال هو مموقف مشرف أيضًا من خلال المنح الطلابية التي توفرها للطلاب الفلسطينيين، عدا عن حصولهم على إعفاء لمسألتي “التمور والزيوت”، وقال مع زوال الجائحة التي غيرت ظروف العالم “انتشار فايروس كورونا”، سيقيمون المعرض الذي كان من المفترض إقامته في الشهور الماضية.
“سلام فلسطين هو سلام العالم، هل تؤمن بهذه النظرية”، كان رد السفير على هذا السؤال أن الذي يحصل في عدد من الدول سببه فلسطين، فهذه القضية هي قضية مركزية للأمة الإسلامية والعربية وأحرار العالم.
وأكد أنه على إسرائيل أن تدرك أنها لو أرادت أن تحفظ وجودها عليها أن تدرك أن الشعب الآخر الموجود معها على الأرض نفسها لا يسمح لها أن تستمر.
يقول: “فانتفاضة الحجارة هزمت الشعب الذي لا يقهر، وشعب فلسطين شعب الجبارين، ولا يوجد لدينا ذهب، بل لدينا عقول شهد لها العالم كله وهزت الكيان ونستطيع أن نغير مجرى التاريخ من خلال وجودنا على هذه الأرض، ومن خلال التكاتف نصنع النصر”.
“كشعب اندونيسي ماذا نفعل تجاه القضية الفلسطينية كي نصنع فرقًا فيها”، كان سؤالًا يختم فيه المحاور من وكالة معراج حديثه مع السفير الفلسطيني في بلادهم.
أجاب الشن”: “الموقف الاندونيسي مهم كون اندونيسيا أكبر بلد إسلامي فإذا تحركت تؤثر على المجتمع الدولي الإسلامي كافة، وهذا يتبعه التحرك الرسمي الاندونيسي في المحافل الدولية والمؤتمرات وبما أنها عضو في مجلس الأمن فتحركاتها وندواتها ومؤتمراتها هو عامل مهم أيضًا لإيصال رسالة الفلسطينيين”.
كما أكد على أن زيارة الاندونيسيين لفلسطين تحت اسم “زيارة الأماكن المقدسة” يقوي ويشعر الفلسطيني بأهمية وجود اندونيسيا”، ويوضح أيضًا أن توعية الشارع الاندونيسي من خلال الندوات واللقاءات مع الجمهور في الجامعات والمراكز الدينية يعطي رسالة على حيوية وقدسية القضية الفلسطينية”.
وكالة معراج للأنباء