16 عاماً على “انتفاضة الأقصى”.. رحل شارون وبقيت فلسطين
الأربعاء 26 ذو الحجة 1437/ 28 سبتمبر/ أيلول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
فلسطين
قبل 16 عاماً، وفي مثل هذا اليوم (28 سبتمبر/أيلول 2000) اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عقب اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الراحل أرييل شارون، المسجد الأقصى، ومعه قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال.
وتجوّل شارون آنذاك في ساحات المسجد، وقال إن “الحرم القدسي” سيبقى منطقة إسرائيلية”، مما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين وجنود الاحتلال ، واستشهد سبعة فلسطينيين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جندياً إسرائيلياً.
ولاحقاً، شهدت مدينة القدس مواجهات عنيفة، أسفرت عن إصابة العشرات، وسرعان ما امتدت إلى كافة المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسميت بـ”انتفاضة الأقصى”.
ويعتبر الطفل الفلسطيني “محمد الدرة” رمزاً للانتفاضة الثانية، فبعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية، يوم 30 سبتمبر/أيلول 2000، مشاهد إعدام للطفل البالغ (11 عاماً) الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة.
وأثار إعدام جيش الاحتلال الإسرائيلي للطفل الدرة مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم للخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة الجيش، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات منهم.
وتميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى، التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال .
كما نفذت الفصائل الفلسطينية عمليات فدائية داخل المدن المحتلة، استهدفت تفجير مطاعم وحافلات، تسببت بمقتل مئات الإسرائيليين.
ووفقاً لأرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن استشهاد 4412 فلسطينياً إضافة لـ 48322 جريحاً، بينما قتل 1069 إسرائيلياً وجرح 4500 آخرون.
وتعرضت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة -خلال الانتفاضة-لاجتياحات عسكرية وتدمير آلاف المنازل والبيوت، وكذا تجريف آلاف الدونمات الزراعية.
ومن أبرز أحداث الانتفاضة الثانية، اغتيال وزير السياحة بحكومة الاحتلال، رحبعام زئيفي على يد عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وعمل شارون على اغتيال أكبر عدد من قيادات الصف الأول بالأحزاب السياسية والحركات العسكرية الفلسطينية، في محاولة لإخماد الانتفاضة، ولإضعاف فصائل المقاومة وإرباكها، وفي مقدمتهم مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، وعدد من كبار مؤسسي الحركة، وأبو علي مصطفى (مصطفى الزبري)، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وشهدت الانتفاضة الثانية، تطوراً في أدوات المقاومة الفلسطينية، مقارنة بالانتفاضة الأولى التي كان أبرز أدواتها الحجارة والزجاجات الحارقة.
وعملت الفصائل الفلسطينية، على تطوير أجنحتها العسكرية، وبخاصة كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي توسعت بشكل كبير، عُدّة وعتاداً، وباتت تمتلك صواريخ تضرب بها مدن وبلدات الاحتلال .
وكانت مستوطنة “سديروت”، جنوبي (إسرائيل)، على موعد مع تلقي أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع، أطلقته كتائب القسام، بعد عام من انطلاق انتفاضة الأقصى يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001، لتطور الكتائب بعد ذلك – وعلى نحو متسارع- من قدراتها في تصنيع الصواريخ حتى وصل مداها إلى كبرى المدن في (إسرائيل).
وتوقفت انتفاضة الأقصى في الثامن من فبراير/شباط 2005 بعد اتفاق هدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قمة “شرم الشيخ”، إلا أن مراقبين يرون أن الانتفاضة الثانية، لم تنته لعدم توصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى أي حل سياسي ولاستمرار المواجهات بمدن الضفة.
وتتزامن ذكرى الانتفاضة الثانية، مع مرور عام على اندلاع موجة مواجهات جديدة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأطلق الفلسطينيون على ما يدور في الضفة في الوقت الحالي من مواجهات اسم “انتفاضة القدس”.
ومنذ الأول من أكتوبر/تشرين أول الماضي، تتواصل موجة من التوتر بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، أدت إلى استشهاد أكثر من مئتي فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة وقطاع غزة، بحسب إحصائيات رسمية.
ويرى مراقبون فلسطينيون أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية قد يشعل فتيل انتفاضة فلسطينية ثالثة.
وكانت الانتفاضة الأولى، أو “انتفاضة الحجارة” كما يسميها الفلسطينيون، قد اندلعت يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1987، في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، ثم انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيمات فلسطين.
ويعود سبب الشرارة الأولى للانتفاضة لقيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمال الفلسطينيين على حاجز بيت حانون “إيريز” شمال القطاع.
وهدأت الانتفاضة عام 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية “أوسلو” بين(إسرائيل) ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.
المصدر : فلسطين أون لاين