الإسلاميون يدافعون عن قيم الحرية والديمقراطية
الأحد-20 رمضان 1434 الموافق28 تموز/ يوليو.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
عبد الله المجالي
فيما ينهمك الليبرالي الحاصل على جائزة نوبل للسلام الدكتور محمد البرادعي بتسويق الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر على انه عملية ديمقراطية بامتياز، ينهمك الاسلاميون في النضال السلمي، ويبهرون العالم وهم يدافعون عن نتائج صناديق الاقتراع التي تعتبر اساس العملية الديمقراطية.
هناك مشروعان يتصارعان على ارض مصر؛ مشروع يمثله الليبراليون والعلمانيون والقوى التي تدعي أنها مدنية وبقايا اليسار والناصرية، ويتمثل في إنجاح الانقلاب العسكري وتسويقه على انه جاء تلبية لطلب الجماهير في الشارع، ومشروع آخر يمثله الاسلاميون وعلى رأسهم جماعة الاخوان المسلمين، ويتمثل في احترام نتائج العملية الديمقراطية التي تتم بكل نزاهة وشفافية وحيادية.
المشروع الأول يحمل في طياته مخاطر جمة على مصر كدولة مستقرة ومستقلة، فإذا ما نجح الانقلاب في تكريس نفسه، فلن يضمن أحد بعد ذلك انقضاض العسكر على أي حكومة منتخبة قادمة مهما كان لونها إذا لم تعجب العسكر، وستكون المبررات جاهزة، “تحت رغبة والحاح الجماهير الغاضبة على الحكومة فقد اضطررنا للتدخل“.
المشروع الثاني يحمل في طياته الاستقرار والتداول السلمي للسلطة في مصر، فإذا ما فشل الانقلاب واستطاعت الحشود السلمية الهائلة الاطاحة بالانقلاب واستعادة الشرعية، فلن يجرؤ أحد من العسكر أن يفكر في انقلاب آخر؛ ما سيتيح للحياة السياسية في مصر الانطلاق بخطى ثابتة نحو ترسيخ القواعد الديمقراطية المتعارف عليها.
مشروع الليبراليون ومن والاهم من قوى سياسية في الداخل وقوى خارجية، تنطلق من فكرة واحدة وهي رفض الاسلاميين حتى لو جاؤوا عن طريق الديمقراطية، ولسان حالهم: “عسكر بلا اسلاميين افضل من ديمقراطية بإسلاميين، دكتاتورية بلا اسلاميين افضل من حرية بإسلاميين”، وهذا يناقض تماما الفكر الديمقراطي الذي صدعوا رؤوسنا به.
باختصار: أليست مفارقة عجيبة؛ من كانوا يتهمون بأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة هم من يدافعون عن هذه القيم، ومن كانوا يدعون الحرية والديمقراطية هم من يدوسونها!
المصدر: السبيل