الأزمة السورية واعتداء إسرائيل على غزة محور المباحثات الخليجية الروسية

22:46:05

الرياض، 01 محرم 2012/15 نوفمبر 2012م (إينا/ميناء)

بدأ ليل أمس الأربعاء الاجتماع الوزاري المشترك الثاني للحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية مساء اليوم أعماله لبحث الأزمة السورية وتطوراتها.

وعقب الاجتماع الوزاري المشترك الثاني للحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية الذي عقد مساء أمس في الرياض، قال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية في مملكة البحرين أن الأزمة السورية هي من أهم القضايا الجوهرية في المنطقة والعالم، لما تحمله هذه القضية من تهديد مباشر للسلم الإقليمي والدولي، ومن نزيف مستمر للدماء البريئة واستمرارها على نحو يهدد بالمزيد من الضحايا والمهجرين.

 

وأوضح الشيخ خالد أن : “مجلس التعاون الخليجي أكد على موقفه الملتزم بالإجماع العربي والإجماع الإسلامي والغالبية الدولية، حول ضرورة إطلاع مجلس الأمن بمسؤلياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وإصدار قرار دولي فاعل، يحقق الإيقاف الفوري للقتال وإيقاف آلة الحرب الشرسة للنظام، ويحافظ في الوقت ذاته على سوريا وطناً وأرضاً و شعباً، ويسهم في الإنتقال السلمي للسلطة ملبياً طموحات الشعب السوري”.

وزاد الشيخ خالد آل خليفة : “من البديهي القول بأن النظام السوري فقد شرعيته بعد أن استخدمها في شن حرب ضروس على شعبه وقتل مواطنيه وتشريدهم، وبات حرياً على مجلس الأمن أن يسحب هذه الشرعية من النظام السوري، بعد أن فقدها في كل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ولدى غالبية دول العالم”.

اقرأ أيضا  أيتام سوريا.. يتأرجحون بين الموت والأمل

وأضاف : “إن اتفاق الدوحة الذي أثمر عن تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، بإعتبارهم ممثلاً شرعياً للشعب السوري، من شأنه الرد على ذريعة إنقسام المعارضة السورية، وإزالة أي شكوك حول إمكانية ملأ الفراغ السياسي، حيث أن الائتلاف يوحد المعارضة، ويفتح الطريق أمام بقية أبناء الشعب السوري بجميع فئاتهم وطوائفهم للانطواء تحت مظلته، ونتطلع للعمل يداً بيد مع روسيا الإتحادية، لدعم الائتلاف وإنجاح أهدافه بما يحقن دماء الشعب السوري الشقيق”.

وقال وزير الخارجية البحريني : “صدور قرار من مجلس الأمن أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، خصوصاً في ظل فشل كافة المبادرات المطروحة في تحقيق أهدافها، علاوة على أن إستمرار الإنقسام في مجلس الأمن حول هذه الأزمة أدى إلى تفاقم الأوضاع في سوريا، منذراً بنتائج كارثية وأكثر دموية، وقد عبرنا عن أملنا في إنضمام روسيا إلى هذه الجهود الدولية، وعلى النحو الذي يسهم في القرار الأممي المطلوب، ويضع حد لهذه الأزمة، الذي من شأنه التمهيد لكافة أوجه التعاون مع روسيا الإتحادية، وبناء العلاقة الإستراتيجية مع دولة نقدرها ونقدر مواقفها المؤازرة للقضية العربية، وعن أملنا في العودة إلى نفس هذه الأجواء التي كانت تسود العلاقات بيننا”.

من جهته، قال وزير خارجية روسيا الإتحادية سيرغي لافروف : “نحن مقتنعون من أنه لضمان سلامة أراضي وسيادة سوريا لا بد من ضمان تشكيل الهيئة الإنتقالية التي نص عليها اجتماع جنيف، حيث كان هناك دعوة إلى الحكومة للموافقة على طاولة المفاوضات والإتفاق حول تشكيل هذه الهيئة الإنتقالية، التي تضمن لكافة السوريين المجموعات الإسمية والدينية والطائفية حقوقهم السياسية والاقتصادية ومكانة مناسبة في النظام السياسي”.

وشدد لافروف على أنه تم خلال اللقاء التأكيد على أن العلاقات في إطار الحوار الإستراتيجي بين روسيا الإتحادية ومجلس التعاون لدول الخليج متعددة الجوانب، وأن الأزمة السورية مهما كانت شدتها لا يجوز أن تطغى على أهمية المواضيع الأخرى وقبل كل شيء المشكلة الفلسطينية.

وأضاف : “نحن قلقون جداً من التطورات في الأراضي الفلسطينية، ونعتقد أنه من الضروري الوقف الفوري لجميع الأعمال الحربية والعنف، ونأسف بأن اللجنة الرباعية لم تستطع في الأشهر الماضية حل الأزمة، حيث تراكمت القدرات السلبية ولم تستطع اللجنة أن تجتمع وتقف مواقف واضحة مع صانعي الظروف، لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة”.

وزاد لافروف : “نحن الآن ندفع ثمن هذه الفرص المفوتة، ومن يدفع هذا الثمن هم من يعيش هناك في تلك المنطقة، ولا بد أن تستأنف اللجنة الرباعية بأسرع وقت ممكن أعمالها، وأن تعمل مع جامعة الدول العربية وبدون المشاركة المباشرة لممثلين المنطقة سيصعب العيش هناك”.

وحول عقد مؤتمر خاص قبل نهاية هذه السنة لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل قال سيرجي لافروف : “روسيا بصفتها أحد موقعي هذه المعاهدة تعتقد أنه من غير المبرر سعي بعض شركائنا إلى المماطلة في عقد مثل هذا المؤتمر حول إيجاد منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ومن مصلحتنا المشتركة أن نجد طرق ضمان الأمن والإستقرار في منطقة الخليج”.

وفي شأن آخر، تابع المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بقلق بالغ ما تعرض له قطاع غزة من اعتداءات إسرائيلية ليل أمس الأربعاء، والتي نتج عنها العديد من القتلى والجرحى، إضافة إلى تدمير للمنازل والممتلكات.

وأدان المجلس الوزاري هذه الاعتـداءات الوحشية، وطالب المجلس من الأمم المتحدة بتحمل مسئولياتها في حفظ السلم والأمن الدوليين، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها فورا،ً وتحميلها المسئولية القانونية المترتبة على هذا العدوان، كما طالب المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية بإدانة هذا العدوان السافر والمطالبة بوقفه فوراً. (ج-011)

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.