الحلقة الجديدة لأزمة دبلوماسة بين تركيا وإسرائيل وحليفتها
أنقرة، 21 ربيع الأخير 1433/ 3 مارس 2013 (مينا) – دخلت الأزمة الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل وحليفتها حلقة جديدة، وهي بعد تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أثناء اجتماع للأمم المتحدة في فيينا، الأربعاء الماضي، وصف فيها الصهيونية بالفاشية، وبأنها جريمة ضد الإنسانية.
وذكرت فلسطين أون لين آراء بعض المراقبين التركيين بالأمس أن خروج هذه التصريحات، وفي هذا التوقيت بالذات كان من ورائه “أهداف خاصة”، وغايته إيصال رسائل سياسية ليس للإسرائيليين وحدهم بل وللأمريكيين أيضًا.
ورأى المختص بالشئون الإسرائيلية، مأمون أبو عامر يمتلك “إن إطلاق رئيس الوزراء التركي تصريحات من هذا النوع بالذات إنما يهدف إلى إيصال رسالة ليس للإسرائيليين وحدهم، بل وللأمريكيين أيضاً بأن الموقف التركي لم يتغير، وأن نهج تركيا وقناعاتها-في ظل قيادة حزب العدالة والتنمية لدفتها- لم تتغير”.
كما رأى المحلل التركي للشئون السياسية، إسماعيل كابان “إن تصريحات أردوغان الأخيرة تعبر عن مواقفه وقناعاته السياسية الثابتة: فهو ضد الفاشية واللاسامية والصهيونية والإسلاموفوبيا، كما أنه ضد سياسات العدوان على الأبرياء حيثما كانوا هذه هي قناعاته التي حاول العديد من المراقبين والمحللين تحميلها أكثر مما ينبغي”.
و ذكرت صحيفة “لوس انجلوس تايمز” الأمريكية بالأمس – نقلت ذلك الدستور الالكتروني – في سياق تعليق نشرته على نسختها الالكترونية عن الزيارة: “إنه كان من المفترض أن تهيمن القضية السورية على المباحثات بين كيرى واردوغان، بالنظر إلى أن تركيا والولايات المتحدة من المساندين الرئيسيين للمعارضة السورية غير ان تصريحات ارودغان الاسبوع الماضي، أثارت عاصفة من الانتقادات بل وادانات خاصة من البيت الابيض والامم المتحدة وإسرائيل”.
فبدأ إطلاق “الرشقات الإعلامية” ضده، بدءًا بنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثم بالبيت الأبيض ومن ثم مختلف الجهات الأخرى المناصرة للحركة الصهيونية في العالم، حيث قال نيتانياهو في بيان له أنه يندد بقوة بتصريح أردوغان بشأن الصهيونية وتشبيهها بالنازية، وأضاف “هذا تصريح مظلم وزائف، وأعتقدنا أنه أختفي من العالم” وفقا لبوابة الأهرام.
وأما كيري، فصرح في مؤتمر صحفي في انقرة مع نظيره التركي احمد داود أوغلو، “إنه نقل استياء الولايات المتحدة، من تصريحات اردوغان”، مضيفًا “نحن لا نختلف فقط معها .. ولكننا نراها مرفوضة”.
ونقلت بوابة الأهرام قول جولد شميت في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني أن “هذا هجوم جاهل وكريه علي الشعب اليهودي وضد حركة جوهرها السلام.. ينقل رئيس الوزراء أردوغان إلي مستوي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.. إلي الزعماء السوفيت الذين استخدموا معاداة الصهيونية كتعبير مخفف لمعاداة السامية.”
لكن مع ذلك رأى أبو عامر- المختص بالشئون الإسرائيلية- إن الولايات المتحدة لم تعد تستطيع ممارسة ضغوطها بشكل قوي، مثلما كان الحال عليه قبل عام 2011، واندلاع أحداث “الربيع العربي”، حيث إن الإدارة الأمريكية بحاجة ماسة لتركيا، فهي إحدى أهم “الدول المحورية” فيما يخص الأزمة السورية، كما أنها حليف استراتيجي للولايات المتحدة بالمنطقة، وبالتالي فإن قدرة الأمريكيين حالياً على ممارسة ضغوطهم السياسية على الجانب التركي قد انخفضت حالياً بشكل ملحوظ.
وأما إسرائيل فرأى أبو عامر “إن الإسرائيليين لا يدركون أنهم يعيشون حالياً فترة سياسية حرجة بالنسبة لهم، إذ إن الموقف التركي ليس “نشازاً”، فقد قررت 22 دولة أوروبية اتخاذ مواقف “أكثر صرامة” فيما يخص استمرار السياسة الإسرائيلية الاستيطانية بالضفة الغربية، بما فيها ألمانيا التي هددت بقطع المساعدات عن (إسرائيل)! إن ما يحدث الآن هو أن الأتراك هم من يمارسون ضغوطهم على القيادة الإسرائيلية لا العكس”. (ت/ت9/ر3)