جنازة الشهيد أبو حمدية ومسيرته
الخليل، الأربعاء 22 جمادي الاولى 1434الموافق 3 أبريل 2013 (مينا) – صرحت عائلة الشهيد ابو حمدية من مدينة الخليل، أنه سيتم تشييع جثمان الشهيد ميسرة ابو حمدية بمراسيم عسكرية يوم الخميس الى مثواه الاخير في مقبرة الشهداء في منطقة ضاحية البلدية في المنطقة الجنوبية من المدينة.
وقال وزير الاسرى عيسى قراقع، بأن سلطات الاحتلال ستقوم يوم غد بتشريح جثة الشهيد ابو حمدية، بمشاركة طبيب فلسطيني، وبعد استلام الجثة سيقوم فريق طبي فلسطيني وبلجيكي وأردني وبحضور مؤسسات حقوقية دولية بتشريح الجثة في معهد الطب العدلي بأبو ديس.
وكان الشهيد ميسرة ابو حمدية قد ارتقى الى العلى صباح الثلاثاء، في مستشفى “سوروكا” ببئر السبع، بعد اصابته بمرض السرطان.
الشهيد ميسرة أبو حمدية أبو اسنينه (أبو طارق).. ابن مدينة الخليل الذي ولد عام 1949م ، واعتقل في سجون الاحتلال ، حيث تم إبعاده إلى الأردن عام 1970م، التحق في صفوف الثورة الفلسطينية وكان من مناضلي القطاع الغربي في لبنان، حيث تميز بأخلاقه ودينه وخبراته التقنية الفنية في مجال التصنيع المقاوم، وكان واضحا ومميزا في توجهه الإسلامي .
الشهيد رقم 207 من شهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.. ميسرة أبو حمدية، استشهد مقاومًا مرضه وسجّانه في مستشفى سوروكا الإسرائيلي.
وكان الشهيد أبو حمدية يدرس قبل استشهاده التاريخ في جامعة الأقصى في غزة بالمراسلة، وانخرط في صفوف الثورة عام 1968, وتم اعتقاله بتهمة الانتماء لاتحاد طلاب فلسطين في العام 1969.
اعتقل عدة مرات في الفترة بين 1969-1975، وتنقل في السنوات 1970 و 1975 ما بين الكويت وسوريا ولبنان والأردن، حيث كان يعتقل كلما كان يعود للضفة الغربية اعتقالا إداريا.
والتحق أبو حمدية في معسكرات حركة فتح في لبنان وسوريا، حيث كان قد انتمى إليها في العام 1970 أثناء دراسته في القاهرة.
وفي لبنان كان مقاتلا في كتيبة الجرمق الكتيبة الطلابية، وجرى اعتقاله عام 1976 إداريا حتى العام 1978، حيث تم إبعاده من المعتقل للأردن.
رفضت “إسرائيل” دخوله مع العائدين بعد اتفاق أوسلو في 1993، لكنه عاد في عام 1998 للضفة الغربية إثر انعقاد المؤتمر الوطني السادس وبعد تدخل الرئيس الراحل ياسر عرفات، وعمل في التوجيه السياسي برتبة عقيد لفترة قصيرة ثم انتقل للعمل في الأمن الوقائي، وهو ضابط متقاعد برتبة لواء.
اعتقل في 18 مايو 2002، وتم توجيه لائحة اتهام طويلة ضده وكان يعود تاريخ بعض التهم لعام 1991 أي قبل اتفاق أوسلو.
وفي يونيو 2006 حكم بالسجن 25 عاما، وفي 2007 لم يكتف الادعاء العسكري الإسرائيلي بالحكم فاستأنف الحكم وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد 99 عاما
تمت ترقيته لرتبة عميد ومن ثم أحيل إلى التقاعد برتبة لواء في عام 2008، وهو متزوج ولديه أربعة أبناء.
ويعد من أبرز رواد الوحدة الوطنية، حيث احتفظ بعلاقات قوية وتعاون في العمل الثوري مع معظم أطياف الحركة الوطنية الفلسطينية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وعاش آخر سني حياته في صفوف حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وقالت مصادر الأسرى: “إنه بعد صفقة وفاء الأحرار، انتقل ميسرة إلى أقسام حماس في معتقل إيشل ونفحة، وكان مثالا للوحدة الوطنية وتجميع الأسرى، حيث عمل أبو طارق خلال اعتقاله على تقريب وجهات النظر بين أسرى حماس وفتح، لا بل كان يعمل على إعداد مشروع مصالحة بين فتح وحماس من داخل السجون والمعتقلات . (ت/ت10/ر3)