المال الحرام
الجمعة 16 جمادى الثانية الموافق 26 أبريل 2013(مينا).
بقلم الدكتور محمد فاروق النبهان
علمتني الحياة أنّ المال الحرام الذي جُمِع عن طريق الغشّ والاحتكار والرّبا والرّشوة واستغلال النّفوذ واغتصابِ أموال الأيتام و المستضعفين من الفلاحين وعدم إعطاء العمال أجورهم العادلة ، هذا المال الحرام لا بدّ إلا أن يذوب كما يذوبُ الملح في الماء وسوف يسلّط الله على هذا المال من يأخذه من صاحبه بالقوّة أو الخديعة أو السرقة ولا يدوم هذا المال ولا يباركه الله ولا يبارك من يأكل منه لأنّ قلوب المظلومين متعلّقة بهذا المال والقلوب تتعلق بحقوقها التي انتزعت منها عن طريق القوّة والاستغلال ولا ينمو مالٌ من حرامٍ ، وإذا كَبُر هذا المال فلا بدّ إلا أن يصغر ولو بعد حين والله يمهل ولا يهمل وهذا من العدالة الإلهية والمال الحرام هو كلّ مالٍ جُمِع عن طريق الظلم وإلحاق الضرر بالآخرين والقوي يستغلّ قوّته لاغتصاب أموال الآخرين وأراضيهم فإذا كان صاحب سلطة ونفوذ فإنّه يستغلّ حاجة الناس إليه ويأخذ الرشوة منهم لتمكينهم من حقوقٍ لا يستحقونها كالقاضي الذي يحكم بالظلم ويمكن المعتدي من اغتصاب حقوق الآخرين والأصل أنّ الدولة تحمي أصحاب الحقوق ويقضي القضاء لهم ويمكنهم من استعادة حقوقهم فإذا فسد القضاء وانتشرت الرّشوة لدى القضاة تمكّن الظالم من الظلم, ولا حصانةَ للمال الحرام ولا يعترف الإسلام بملكية المالِ الحرام وتجب إعادته لأصحابه الذين اُنتزِع منهم وهذه هي الخطوة الأولى ثم تكون العقوبة على الظلم ويجب أن تكون قاسيةً لردع الفساد وحماية الحقوق والرشوة المؤدية إلى ضياع الحقوق جريمةٌ كبرى والقاضي الذي يعلم الحقّ ويقضي للظالم بالاستيلاء على حقوقِ الآخرين هو مجرمٌ وإذا تمكن الظالم من الإفلات من العقوبة فلن يتمكن من الإفلات من العدالة الإلهية في ماله وصحته وأسرته .ر(R-024/R-04).