إلى كل الأسر المسلمة
الأحد 18 جمادى الثانية الموافق 28 أبريل 2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
بقلم الباحث الشيخ عبد الله نجيب سالم
أخي الوالد المسلم… أختي الأم المسلمة:
هاهي السنة الدراسية الحالية تنقضي، وهاهي امتحاناتها الأخيرة تنتهي.. وهاهي العطلة الصيفية تبدأ، وتبدأ معها مسئوليات كبيرة على عائق الأسرة..إنها مسئوليات من نوع جديد وإذا كان اهتمام الأسرة أثناء الفترة الدراسية ينصب على توفير الجو الهادئ والمعونة الصادقة للطالب أو الطالبة, وتعويد كل منهما إدارة الوقت واستثماره وتوزيعه بصورة جيدة ونافعة, فإن للأسرة دوراً رئيسياً ومهماً في حياة الابن أو الابنة في فترة الإجازة الصيفية.
تذكر أخي الأب… تذكري أختي الأم:
* أن فترة الإجازة الصيفية فترة طويلة تصل إلى قرابة ثلاثة أشهر.
* وأن هذه الفترة تمثل (1/4سنة) فإن لم تستثمر استثماراًَ جيداً كانت جزءً كبيراً ضائعاً من العمر في فترة البناء والتكوين.
* وأن هذه الأخطار المحدقة بابنك أو أبنتك نتيجة الإهمال أو الفراغ أو الانشغال عنهم أخطار حقيقية قاتلة!!.. ويكفي أن نذكر لك منها: رفقة السوء، الإعلام المسموم السيئ، المشاكل النفسية الناتجة عن الفراغ والإحساس بالضياع، التفكك الأسري الذي يُبعد عنك فلذات كبدك، المخدرات التي تهدد جيل الشباب بأكمله… الخ.
فهل لك أخي الوالد المسلم… أختي الأم المسلمة أن نضع أيدينا سوياً مع بداية الإجازة الصيفية لنرسم لأبنائنا وبناتنا طريق السلامة والنجاة وطريق الهداية والخير وطريق النجاح والإبداع.
مسترشدين ـ نحن وأنت ـ بقول الحق سبحانه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} وقوله عليه الصلاة والسلام “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته, فالزوج راع وهو مسئول عن رعيته, والزوجة راعية وهي مسئولة عن رعيتها..” (R-024/R-04)
ومتمثلين قول الشاعر الحكيم:
وإنما أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض
لوهبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني من الغمض
وإذن فلنتفق ولنطلق نحو مايلي:
أولاً: غرس مفهوم الحرية المسئولة ـ فالإجازة الصيفية ترتبط لدى الأبناء بمفهوم الحرية المنطلقة من أسار الدراسة ومتطلباتها من دوام ومذاكرة وواجبات. ولكن علينا واجب تعليم الأبناء تحمل مسئولية تلك الحرية لتكون حرية تبني الشخصية وتنمي القدرات الذهنية وتصقل المواهب الشخصية، لا أن تكون حرية تؤدي إلى الفوضى والجهل والضياع.
ثانياً: السعي بكل إصرار نحو الاقتراب من أبنائك وبناتك أكثر من ذي قبل, فإن نتيجة البعد عنهم خطيرة جداً عليك وعليهم, والعطلة الصيفية فرصة كبيرة لتقوية الروابط الأسرية وتنميتها عن طريق الاشتراك في الترويح البريء أو زيادة ساعات اللقاء بين الآباء والأمهات والأبناء سواء في الصباح أو المساء.. إن أبناءك وبناتك فرائس سهلة الاصطياد من قبل الآخرين إن تخليت عنهم أو أضعفت صلتك بهم أو أوجدت بينك وبينهم حاجزاً مصطنعاً وحائلاً مزيفاً.
ثالثاً: لا تنس أبداً أن المدارس وموادها التعليمية لا تقدم الوجبة الكافية والكاملة تعليمياً ودينياً وتربوياً وسلوكياً إن لم تعززها أنت كوالد أو والدة بمزيد من التوجيه الحكيم والخبرة العملية والفرص التنويرية والصحبة النافعة… ودورك المفضل يبرز في فترة العطلة الصيفية فهي الوقت المناسب لقيامك بمسئولياتك هذه إما بنفسك مباشرة أو بالتعاون مع من يقوم بها معك تجاه أبنائك وبناتك.
رابعاً: إن من أهم واجباتك تجاه أبنائك معرفة رفقتهم الذين يقضون معهم أوقات الفراغ, ومعرفة الأماكن التي يترددون عليها, ومعرفة الأساليب التي يمضون بها ساعات لقاءتهم… وهذه المعرفة المفصلة لظروف أبنائك وبناتك مفتاح أساسي للاطمئنان على أبنائك وفلذات كبدك, خاصة في فترات الليل الصيفي الطويل… ومن أسوأ أنواع الإهمال أن يمضي ابناؤك الليل وأنت لا تعلم أين وكيف ومع من هم ساهرون… إن عواقب ونتائج مثل هذا الإهمال خطيرة ومفجعة وموجعة.
خامساً: إننا في لجنة العمل الاجتماعي – فرع محافظة الفروانية – نبذل كل الجهد وقصارى الممكن من أجل تقديم برنامج صيفي مختار لشبابنا – جيل الغد ورجال المستقبل – متعاونين مع أسرهم وأهلهم لنحقق أولاً قول الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ). وتتمثل برامجنا وأنشطتنا في تنظيم المحاضرات الهادفة التي يلقيها أساتذة مختصون في الدين والحياة والقضايا الهامة للأمة, مع تأمين دورات لتنمية المهارات الشبابية كدورات الكمبيوتر ودورات الأنشطة اليدوية (كالرسم والخط والنجارة وغيرها), وإضافة إلى ذلك ستكون عندنا حلقات للصحبة الصالحة تؤمن سياجاً لابنائنا من الانحراف وتشغل عليهم أوقات الفراغ بمختلف الأعمال الصالحة من ارتباط بصلاة الجماعة أو حلقة من حلقات العلم أو رحلات جماعية مبرمجة أو تثقيف إسلامي هادف.
أخي الأب المسلم… أختي الأم المسلمة:
أنتم الآن أمام مسئولياتكم التي تسألون عنها أمام الله أولاً وأمام أمتكم ثانياً وأمام أبنائكم ثالثا,ً فكونوا على مستوى تلك الأمانات التي تحملتموها, لعلنا وإياكم أن نكون عند الله ممن ينجو ويُنجي معه أهله وذويه وأمته.
(R-024).أحباب الكلتاوية/وكالة معراج للأنباء(مينا).