قصة الحجاب

الثلاثاء20 جمادى الثانية الموافق 30 أبريل 2013 وكالة معراج للأنباء (مينا)

 

بقلم الشيخ : إبراهيم الحمدو العمر

 

(يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر (
رضي الله عنك أيها الفاروق ما أروعك !!
لله درك يا ابن الخطاب ما أعجب بيانك !!
لله درك يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أغْيَرَ نخوتك !!
تأبى رجولتك إلا أن تظهر في كل موقف ، حتى وأنت أمام معلمك وحبيبك صلوات الله عليه ، وإن ذلك الدم الأبي الأُنُف في عروقك تكاد تضيق به ذرعاً تلك الأوعية الدقيقة إذا ما اصطدمت تلك الكبرياء بما يروعها أو يغمز قناتها ،
إنها ليست من ذلك النوع الخوار الذي لا يستثار ،
غيرةٌ صبت في عروقك صباً لا تملك لها دفعاً ابداً ،
وهل يستطيع السيل الجرار أن يوقف تدافعه ؟
وهل يستطيع الأبي أن يملك قوته إذا سيم الضيم ؟
إذاً فلن يملك الفاروق رضوان الله عليه أن يوقف فورة الدم الهدارة في عروقه الموارة ،
تأبى تلك الكبرياء الغيورة على أمهات المؤمنين أن يحوم حولهن طائش من خائنة العيون أو ومضات وضيعة يرنو بها المنافقون ، وإذا كان المجتمع لايخلو من المنافقين ؛ فعلى الغيور أن يصون شرفه ، وعلى الأبي أن يمنع حياضه ويذود عن حماه ويدافع عن عرضه ، على أن أولئك المنافقين السفلة أقل من أن يطوف بهم مس من جنون الأذى ولو كان بسيطاً لحريم المسلمين ، بله زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أن يحوم الشك حول تلك العقول الآثمة كما يطوف الذباب حول الجيف المنتنة ، ولكن شعاع النفاق كالنفاق منتن ، وظلال الكفر كالكفر قذرة ، فإذا مشى المنافق أو نظر أو تكلم أو التفت ، حرّكَ تلك المعاني الوضيعة من حوله ؛ فلا تأمن من بريق عينيه ولا من همس ضميره ، ولا من بوح همساته ، وكلٌ في الشر نفاق ، والنفاق كالوباءِ وجرثومةِ المرض الخبيثة ؛ لن تجد جسماً ضعفت مناعته حتى تنشب فيه شعيراتها القاتلة ، وهي على ضآلتها التي لاترى ؛ولكنها لن تدع ذلك البناء الإنساني العجيب الصنعة حتى تهدمه بعضه على بعض إذا ما استحكمت فيه ، وكذلك النفاق ، جرثومة المجتمعات السامة القاتلة ، لن يدع مجتمعاً ضعفت فيه أسباب المناعة حتى ينشر فيه سمومه الهادمة فيتهدم بعضه على بعض ويصبح كأمس الدابر ، على أنك لن تحس من ذلك الهدم في حيطانه أو عمرانه ، ولكنه هدم في مقومات تلك الأخلاق العامرة ، وتقويض لتلك الفضائل البانية ، ونسف لقواعد الحميّة التي هي بالنسبة للبنيان ، كالأسلاك الشائكة حول قلاع المحاربين ، أو كالأسوار المنيعة المستعصية حول ثكنات الجند ومن ورائها حمية الجند اليقظة وشكيمتهم الدافعة ، وبندقياتهم الملقَّمة ، ومدافعهم الموجَّهة ،
وكذلك الأخلاق الدينية في المجتمع الإسلامي هي مناعته العصيّة ومن ورائها إيمانها يغذيها ، ويقينها يمدها بأسباب القوة والبقاء …
واستجاب الله لعمر رضي الله عنه – وما أكثر ما استجاب له – ونزلت آيات الحجاب تضيء ظلمة من التاريخ أسدلت على كرامة المرأة حتى طحنتها بكلكل الإهانة ، التي تمدها من بعدها جهالة سوداء مظلمة ، مطبقة ،
نزلت آيات الحجاب ؛ لترفع المرأة إلى مصاف الإنسانية الراقية والبشرية المهذبة ،
نزلت آيات الحجاب ، وهُرع الفاروق رضي الله عنه إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشنف سمعه بالوحي الغض الطري القريب العهد بربه ، الذي يحمل عبق السماء ، وندى خفقات جناحي جبريل عليه السلام الراقدة تحت ظلال الجنة ،
وأطرق الفاروق رضي الله عنه وهو يسمع قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا( الأحزاب 59.
الله أكبر ! أي فخار لكن يا زوجات رسول الله ،
بخ بخ ، ينزل فيكن قرآن من رب العزة جل جلاله ، يحمله أثير الوحي إلى سمع الزمان ، لتتلوه الأجيال -ولا يزالون -إلى آخر الدهر ،
وحمد الله الفاروق ملءَ مشاعره ، ونقلت آيات الله إلى بيوتات الصحابة ، وتلاها الأزواج على زوجاتهن ، وما هو إلا أن تتلى آيات الله حتى تستجيب المؤمنات ،
وصحيح أن المؤمنات كن يتجلببن بالحياء والوقار والشخصية المهابة التي تجعل إحداهن تمشي وكأنها في حشم من أهلها وذويها ، ولكنهن ما كن يعلمن أن هذا الحجاب الذي نزل به كلام الله عبادة ، وأن مفارقة ما عليه أهل الجاهلية طاعة أيما طاعة ، فلما طرقت أسماعهن آيات الحجاب لم تتلجلج واحدة منهن ، ولم تتأول ، ولم تثُر ثائرتها على حكم الله ؛ لأن القلوب أشربت بالإيمان وغذيت باليقين ، وإنما غدت كل واحدة منهن إلى مرطها المرحّل فشقته نصفين ، فوضعت نصفه على رأسها وغدون إلى المسجد وكأن على رؤسهن الغربان ،
قالت أم المؤمنين الصديقة رضي الله عنها : إنها لما نزلت هذه الآية : وليضربن بخمرهن على جيبوهن – انقلب رجال الأنصار إلى نسائهم فتلوها عليهن ، فقامت كل واحدة تزفر إلى مرطها المرحل ، فصدعت منه صدعة فاختمرن بها ، فأصبحن في الصبح كأن على رؤوسهن الغربان 
ولم يكن المسلمون كبني إسرائيل تزيغ قلوبهم عند المتشابه حتى يسألوا ؛ ما لونها ؟ ما شكلها ؟ ما هي ؟ إن البقر تشابه علينا ! بل كان خلقهم التسليم ،
نزل جبريل بآيات الحجاب ، وهي كلمات قليلة ، ولكنها تحمل شعاع السماء وقوة الحق ، ومهابة التشريع ، الذي ينفذ إلى القلوب المؤمنة فستجيب لساعتها ،
وهذا فرق ما بين الإيمان والنفاق ، إن النفاق كثير اللجج ، وافر الجدل ، عريض الاعتراض ، وإن الإيمان سلس التسليم ، هين الانقياد ، رحب الطاعة حينما يتعلق الأمر بأوامر الله تعالى ،
وفهم الصحابة من آيات الحجابِ ، الحجابَ ، وطبقوا ما فهموه من غطاء الوجه ، طاعة لله تعالى ، ونقلت لنا تفسيراتهم لهذه الآية وتوضيح حدودها وكيفية تطبيقها ، فمن ذلك ما قاله سيدنا عبد الله بن عباس في تفسير هذه الآية : (أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة (
وعن ابن سيرين قال سألت عبيدة عن قوله تعالى : ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) قال : فقال بثوبه ، فغطى به رأسه ووجهه وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه ( .
قال الإمام الطبري في تفسيره : الجلباب هو الرداء ، فأمرهن بتغطية وجوههن ورؤوسهن ، وقال الإمام الزمخشري : (يدنين عليهن من جلابيبهن ) يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن ، يقال إذا زل الثوب عن وجه المرأة : أدني ثوبك على وجهك ، وغير هؤلاء كثير من المفسرين من لدن عهد النبوة إلى زماننا ،
إن الآية إيذان بعهد جديد للمرأة المسلمة ، ليميزها عن نساء الجاهلية ، وليميز الحرائر عن الإماء ، ونَعِمت المسلمات بهذا الحجاب وفرحن لا ختصاصهن به ، فكانت إحداهن تمشي لحاجتها دون أن يعرفها أحد ، أو أن تؤذَى كما تؤذى الإيماء ، وقد غطت وجهها كما أمرها ربها وإنما كان يؤذن لهن بخلع النقاب في الإحرام ، كما ورد في موطأ الإمام مالك أن ( المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفازين ) و ( نهى النساء في إحرامهن عن القفازين والنقاب ) ، وهذا يدل على أن النساء قد اعتدن بعد نزول آيات الحجاب النقابَ ولبس القفازين ، فنهاهن النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك في الإحرام ولو كان كشف الوجه ولبس القفازين عندهن معروف مألوف شرعاً ،وأن الآية ليس فيها أمر بالحجاب ، لما قال لهن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ،
على أن نساء الصحابة رضوان الله عليهم فهمن هذا الأمر حق فهمه وطبقنه كما أمر الله مع أخذهن بالحسبان جانب الحشمة والوقار ، فكن يسدلن الحجاب على وجوههن إذا مر بهن الرجال في الطواف ، وهذا غاية الفهم في الجمع بين أمر الله لهن بكشف وجوههن في الإحرام ، وأمر الله لهن أيضاً بالحشمة والحياء ، ولن تطغى النصوص بعضها على بعض عند من يفهم مقاصد الشريعة ،
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات ، فإذا حاذوا بنا ، سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ، وإذا جاوزونا كشفناه  (.
شاع الحجاب إذاً بين نساء المؤمنين ، وتبدلت حال النساء ، واغتاظ المنافقون واليهود ولقد ذكرت كتب السيرة قصة المرأة التي أرادها اليهودي على كشف وجهها في سوق اليهود فأبت وكيف كشفوا عورتها ، وغيرة الرجل المسلم ، وقتل اليهودي وتجمعهم عليه وقتله ،
وإن القلم ليعجز عن وصف تلك الدناءة الخلقية والقذارة البهيمية ، بأي شكل ظهرت وبأي زمان برزت ، وإن الكفر والفجور بعضه من بعض في كل زمان ومكان ،
ووصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا والله ما تلكأ ولا لحظة واحدة ، وإنما جهز جيشاً وحاصر بني قينقاع ، وقتلهم ، دفاعاً عن حجاب امرأة مسلمة ، وما أجله من معنى ؟ وما أجلها من حرب ودفاع ؟ وما أعظمها من رسالة يرسلها صلوات الله عليه لأمته من بعده ؟ أما إن الحديد لا يفله إلا الحديد ، والشر لايُلقى إلا بالشر ، وأقزام الخلق لا يشفيها من عللها إلا الدم النجيع تسيل به قواطع السيوف ،
ماذا يضير اليهود لو تحجبت امرأة مسلمة ؟ وهم يرون آلاف النساء كاسيات عاريات ، أما إن من أيسر الأشياء على المرأة وأخفها مؤونة إزالة هذه الغشاوة الرقيقة التي لا يساوي وزنها وزنَ وردة الجوري أو زهرة الفل عن وجهها ، لو أن الأمر متعلق بظواهر شكلية ، أو لو أن الحجاب عادة رسخها طول الزمن في فترات تخلف عقلي أو جهل مطبق كما يدعي المدعون ، والغريب العجيب الذي لا ينتهي العجب منه أن من يقول بكشف الوجه يعتمد على أقوال الفقهاء ويحمل فتاواهم ما لا تطيق حمله ، ويلوي عنق تلك النصوص حتى توافق ما يدعي -وإن خالفت المنطق – و الفقهاء من ذلك براء ،وإنما قال الفقهاء كلمتين اثنتين ؛ وأطلقوهما متلازمتين لاتنفكان عن بعضهما ، أولاهما (إن الوجه والكفين ليسا بعورة)  وقلنا : نعم وكرامة ؛ ولكن أليس الوجه هو مجمع محاسن المرأة ؟ ألم يجعل الله تعالى ذلك الوجه النضير هو مرآة الجمال الخلاب الآسر ، في ذلك المخلوق الإنساني اللطيف ؟ أفندع ذلك الجمال الباهر عرضة لسابلة الطريق ؟ أفيرضى الشريف أن يجعل جمال من اختصهن الله به نهباً للرائح والغادي ؟ أفينظر الناظر إلى وجه الحسناء ولا يفتن بها ؟
هب أن الفقهاء قالوا : إن الوجه والكفين ليسا بعورة ؛ ولكن هل قالوا : إن تغطيتهما عورة في الفهم والذوق والدين ؟
والكلمة الثانية التي قالها أكثر الفقهاء – سوى ندرة منهم لاتكاد تعد بالأصابع -: ( إنه إذا خشيت الفتنة وجب ستر الوجه والكفين ) ، فأزالوا الشبهة بقولهم هذا عن مشكلة تطبيق الحكم الشرعي ، ووضحوا مقصد الشريعة في هذا الأمر ، وأن الذي يليق بمكارم الأخلاق هذا الستر ، ذلك لأن المجتمع يجمع الصالح والطالح ، ولا ننتظر وضيع النفس حتى يتوب ويرتدع ، ويغض بصره عن محارمنا ، إنما يسعنا ما وسع تلك النساء الطاهرات من تغطية وجوههن حتى في إحرامهن فعلَ من صانها الحياء ، وأنا لا أدري ، لماذا يصر كثير من الناس على أولى الكلمتين من الفقهاء ويغفلون أختها؟ مع أن هاتين الأختين الشقيقتين لا تكادان تنفصلان في كتب الفقهاء وأقوالهم ، وإنما شطر الحكم الشرعي في إحداهما ، وشطره الآخر في الأخرى ، فمن أخذ إحداهما وترك الأخرى ، فقد أغار على الحكم الشرعي ومسخه ،
إن الحجاب ليس عادة ، وليس ظاهرة تسللت في ظلام العصور ، وليس شيئاً من هامش الشريعة لايضير تطبيقه أو عدمه ، إنما وراء هذا الحجاب إيمان وخلق تزول الجبال ولا يزولان ، ومن يحارب الحجاب عن قصد في محاربته – لا عن جهل أو طيبة قلب كما كثير من الدراويش وإن كانت طيبة غير مقبولة – إنما يحارب هذا المعنى الجليل ، وإذا ما اخترقت أخلاق المرأة من ثغر حجابها فقد انفرط عقد حيائها ، وهان عليها كل شيء بعده ، لقد بقي حجاب المرأة سائداً أوساط الأمة طيلة القرون الماضية ، ولم تشبه شائبة التضليل ، إلا أننا أصبحنا نسمع منذ عشرات السنوات صيحات منكرة تريد الغارة الحمراء على حجاب نسائنا ،من خفايش الليل التي لاتطير إلا في الظلام ، لهدم ذلك السور المنيع بين المرأة وبين شرفها ، ولقد كانت أول بذرة فساد لذلك العهر السافل السافر في مصر على يد رفاعة الطهطاوي ،الذي ذهب إلى فرنسا ، وعاد منها وقد عشيت عيناه ، وأخذ يدعو إلى سفور المرأة وتحريرها وخروجها من خدرها ، مدوناً ذلك الفساد في كتابه التخليص زاعماً : ( أن السفور والاختلاط بين الجنسين ليس داعياً إلى الفساد ( وعجباً لهذا المنطق الأعوج الأهوج ، ولقد سقيت تلك البذرة من بعده ونمت وصار لها أغصان وظلال وتجمهر لها أعوان ، وقد أطلقوا على فكرتهم المدمرة هذه تحرير المرأة وهي فكرة أوحى لهم بها معلموهم من شياطين أوربا وفتاكها ، والتحرير لا يكون إلا من ذل الاستعباد المقيت أو نير الظلم البغيض ، وقد اختاروا هذا النعبير عن خبث مبيت حتى تستسيغه النفوس ، على أن البصير لا يخفى عليه ما يوحيه ذلك من ظلال سوداء ، وما تفيض به تلك العبارة من معان بغيضة تمجها النفوس ، وهي تصوير للأغرار – وما أكثرهم – أن المرأة إنسان مستعبد ، يعيش الذل والهوان وهدر الحقوق ، وأنها خادمة في الشرق عامة وراء أسوار البيوت ، وأن هذا الحجاب إنما هو صك العبودية عليها ، لتبقى في هذه الأغلال ترزح ، وهذه الأقوال ليست غريبة على صبيان صغار سلبت عقولهم مواخير أوربا ، وتقمموا من مزابلها ، ولو كانوا يعيشون هناك عيشة الشرفاء لما مسخت أدمغتهم هذا المسخ المزري ، ولما رجعوا لعنة على أمتهم ، وجراثيم تحمل أسباب الفتك والدمار لأخلاقها ، وما علم هؤلاء المخادعون – أو علموا وتجاهلوا – أن هذه البيوت المغلقة إنما هي قصور لملكات متوجات على عروشهن ، وذلك الحجاب إنما هو صدفة اللؤلؤة الثمينة عندنا ، والتي لا تعيش اللؤلؤة بدونها ، وإنما هو أكمام وردة فواحة متى خرجت منها غاضت نضارتها ، وبهت لونها ، وذهب أريجها ، وهذا ما لايحلم به نساء أوربا السوائم أو اللواتي أرادوهن سوائم ؛ لأن البهائم إنما خلقت للبهائم ،
ولقد تباكوا وتصايحوا ، وذرفوا دموعاً سخية ، وإنما هي دموع تماسيح خداعة ، وأين هؤلاء وإرادتهم نهضتنا وتقدمنا – كما يدعون – وهم ، هم الذين يمدوننا بأسباب التخلف والتقهقر ( ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) [آل عمران:118]
ولا والله ، لاندع حقيقة ما أخبرنا به ربنا لخديعتهم وإن كانت براقة ، فإن بعض الشعاع إنما يكون من الفوسفور الأبيض وغاز الخردل التي تهلك الحرث والنسل ، ولقد ترك لنا نبينا صلوات الله عليه كتاب الله وسنته ، وتركنا على المحجة البيضاء ، وقد علمنا صلوات الله عليه ماذا يجب على نسائنا وما هو دورهن في المجتمع ، وما هي واجباتهن ، ونحن في كل مناسبة وفي كل خطبة جمعة وفي كل تجمع ننصح المرأة ونبين لها حكم الله في خروجها وعملها وما يصلح لها ، وأن المرأة يجب أن تكون عنصر نفع وخير في المجتمع ، لا عنصر فتنة وإغراء وأن أشرف مهمة أنيطت بها هي تربية أولادها تربية سليمة ..
اللهم سلم سلم ، والحمد لله رب العالمين

اقرأ أيضا  وعد بلفور ونجاح المصالحة

 -أحباب الكلتاوية-

(R-024/R-04)وكالة معراج للأنباء(مينا).

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.