علمتني الحياة أنّ الأمة العربية هي حصن الإسلام المتين , فإذا عزّت هذه الأمة عزّ الإسلام وإذا ذلّت ضعف الإسلام وتراجعت هيبته , ومن أحبّ الإسلام أحبّ العرب , ولا يمكن لأيّ مسلمٍ أن يكره العرب وأن يريد بهم شراً , ولا يمكن لأيّ عربيٍ مسلم أن يكره أيّ مسلمٍ ولو كان بعيداً عنه , فالمسلمون أمّة واحدة تجمعها عقيدة واحدة وثقافة واحدة , وتاريخ العرب هو تاريخ الإسلام الأول , ولغة العرب هي لغة القرآن , وهي لغة ثقافة الإسلام وعلوم الإسلام ، ولا يمكن لأيّ عربيّ مسيحيّ أن يكره الإسلام أو يتحالف مع أعداء الإسلام ضدّ الإسلام , ومن فعل ذلك فقد خان انتماءه العربي , وتنكّر لتاريخه , والإسلام لم يُكرهه على ترك دينه , ولم يحرمه من أيّ حقّ من حقوقه الإنسانيّة والدينيّة , وليس من حقّه أن يخاف من الإسلام أو يحقد على المسلمين , ويجب على المسيحيين العرب أن يكونوا أوفياء لهذه الأمة وأوفياء لهذه الأرض وأوفياء للتاريخ العربيّ وأن يعتزّوا باللغة العربية , وليس من هذه الأمة من لم يشاركها في مشاعر الاعتزاز بثقافة الإسلام وتاريخ الإسلام , وفي الوقت الذي نؤكّد على ضرورة الاعتراف بكلّ الحقوق الإنسانية والقانونيّة لكلّ المسيحيين العرب الأوفياء لعروبتهم والمدافعين عن حريّة هذه الأمة واستقلالها فإنّني أنصح جميع هؤلاء المسيحيين أن يكونوا إخواناً للمسلمين وأن يحترموا المشاعر الإسلاميّة وأن يبتعدوا عن الصليبية الحاقدة على الإسلام والعرب , وأن يكونوا رموزاً للمسيحيّة المتسامحة المؤمنة بقيم المحبّة والفضيلة والتعايش بين الأديان ، ويجب أن تكون الثّقة قائمة بين الشعوب الإسلامية والأمّة العربية , وأن يكون هناك احترامٌ متبادلٌ ومصالح متبادلة , وألا يسمحوا لأيّ دعوة مشبوهة لإثارة الخلافات والمنازعات والحروب , وكلّ من اعتدى على الآخر فقد خان الأمانة وأساء للإسلام , ويجب أن يتناصر المسلمون للدفاع عن كلّ الشعوب الإسلامية والأقليّات الإسلامية المضطهدة , وفي ظلّ الإسلام لا تفاضل بين الشعوب إلا بالعمل الصالح , والأخوّة الإسلاميّة يجب أن تكون مقدّسة , بالرغم من اختلاف القوميات واللغات والانتماءات ، ويجب إفشال كلّ محاولةٍ لإثارة الخلافات الطائفية بين المذاهب الإسلامية وبخاصة بين السنّة والشيعة , فهذه الخلافات يثيرها أعداء الإسلام لتفريق وحدة المسلمين , فالتعدديّة مظهرٌ حضاريٌ وثراءٌ فكريّ وثقافيّ , وهو لا يمنع من التعاون والتناصر في سبيل الدفاع عن قيم الإسلام ، والمسلمون أقوياء بوحدتهم , وعدّوهم هو من يغتصب أرضهم ويعتدي على مقدساتهم , ولا عذر لأيّ مسلم يعتدي على جاره المسلم , وكلّ حربٍّ بين شعبين مسلمين فهي حربٌ جائرة وظالمة , وإسرائيل هي العدو الأكبر بسبب عدوانها على الشعب الفلسطيني , ومن تحالف مع إسرائيل فهو خائن للعروبة والإسلام .المصدر احباب الكلتارية.