التفوق والسيادة للعمل الإعلامي الإلكتروني الملتزم”
الخميس 27رجب 1434 الموافق 06 حزيران/ يونيو2013. وكالة معراج للأنباء (مينا).
الصحفي كارم الغرابلي
حاوره عبد الرحمن محيسن
“يتمتع “بحس صحفي” قوي مكّنه من إجراء بعض المغامرات التي وصل من خلالها لعدد من الحقائق بالبحث والتحري كونه أحد العاملين في مهنة البحث عن الحقيقة،إلا أن سلطته الرابعة لم تنجح في نشر تلك الحقائق وبقيت طيّ الكتمان وعرّضته للمسائلة!! “
“ارتدى زي طاقم التمريض وتواجد في المستشفى على مدار يومين من أجل معايشة الواقع الطبي والخروج بصورة واقعية عبر تحقيق صحفي يلمس هموم المواطنين ومعاناتهم اليومية داخل أقسام المستشفيات. “
الصحفي المُتمرّس كارم محمود الغرابلي المدير العام لموقع “الرسالة نت” غلبت عليه سيطرته على الوقت بطريقة دفعته للنجاح والتميز، لديه من الأبناء براء و حمزة ومحمد شاركونا جلسة الحوار الصحفي في منزلهم وأصّروا على معرفة ماذا نتحدث؟ وساعدونا في معرفة كواليس العمل الصحفي لوالدهم داخل المنزل، ولم نبدأ الحوار بعد حتى قفز براء محضراً هاتف والده “بابا جوالك” وهمس في أذني”بابا دايما بيتصل”
الصحافة موهبة ومعرفة ثم مهارة وخبرة الدراسة الأكاديمية وحدها لا يمكن أن تصنع صحفي ناجح، هكذا بدأ الصحفي كارم حديثه عن مهنة صاحبة الجلالة وعن بداية التحاقه بقسم الصحافة والإعلام عام 1996م .الرغبة والموهبة بدت ملامحها تتشكل لديه بداية دخوله المرحلة الإعدادية أهمها ملكة الكتابة التي ظهرت بتدوين بعض الكتابات الخاصة والمقالات نمت الموهبة بشغفه في متابعة المؤتمرات الصحفية والنشرات والبرامج الإخبارية.
ويضيف عن تشوقه منذ الصغر للعمل في الصحافة حرصه على شراء الصحف وعن عشقه لرائحة ورق الصحف ونبض كلماتها كما وصف .
إما قسم الصحافة أو الجلوس في البيت !!
معركة طويلة دارت فصولها بين أخذ ورد مع والديه لمنعه من دخول قسم الصحافة وسبب الرفض كان خوف الأهل نتيجة خطورة المهنة وحساسيتها خصوصا في قطاع غزة الذي يشهد اندلاع حروب ومواجهات ولا تحترم فيه أي إشارة ترمز إلى وجود صحفي .تعزز لديه هذا المفهوم وزاد اصراره “إما قسم الصحافة أو الجلوس في البيت “
أسرار الشخصية الصحفية ومدلولاتها الواعدة:
بدأت المشوار الصحفي بعزيمة قوية اعتبرته تحدي ورهان لإثبات نفسي لا بد أن أكسبه لتوظيف الموهبة وصقلها بشكل علمي وتنميتها بالممارسة العملية.شقّيت بداية طريق العمل كمتدرب خلال الفصل الثاني من السنة الجامعية الأولى في المجال الإخباري كان ذلك في مكتب الأستاذ محسن الإفرنجي، وتولّيت بعدها في السنة الجامعية الأولى إدارة إحدى مكاتب جريدة القدس في مدينة غزة .
أول عمل صحفي نشر باسمي على الصفحة الأولى لجريدة القدس كان تقرير عن افتتاح مشروع إسكاني شمال مدينة غزة، أعددت خلاله أول مقابلة في حياتي الصحفية عام 1997م أجريتها مع شخصية حكومية، وعن تصدر تقرير لطالب في السنة الدراسية الثانية الصفحة الأولى لجريدة القدس أحدث سعادة في أوساط العائلة ومنحني حافزا إضافياً .
أنهيت دراستي الجامعية خلال أربع سنوات وتخرجت في بداية عام 2000م مع انطلاق شرارة الإنتفاضة الثانية، عملت مع أكثر من جهة اعلامية لنقل أخبار وأحداث الانتفاضة المتسارعة، حيث عملت مع صحيفة العرب اللندنية ومجلة العودة اللندنية التي كانت تعنى بمعاناة الفلسطينيين داخل المخيمات .
إطلاق الموقع الإلكتروني الأول في قطاع غزة :
كان الطموح أكبر من أن أكون مجرد صحفي إنما بحثت عن التميز ووجدت شخصيتي الإعلامية في العمل الصحفي الإلكتروني، كان الحافز إيجاد شيء جديد وتم اطلاق موقع “الشروق الإخباري” كأول موقع اخباري في قطاع غزة فور انتهائي من الجامعة عام 2001م بجهد شخصي مع الزميل عبدالرحمن أبو العطا، وجميع المصاريف كانت من أنفسنا والعمل من المنزل.
أدركت أن المستقبل للعمل الإعلامي الإلكتروني وخلال فترة قصيرة تم انتشار الموقع وبدأت تنقل عنه وسائل الإعلام،تناولنا قضايا حققت سبق وانتشار كبير.
فكرة الموقع واعجاب الشهيد د.الرنتيسي :
عن مرحلة تبنّي فكرة موقع “الشروق الإخباري” من قبل الشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي الذي كان منادياً بأهمية دور الإعلام في تلك الفترة بدأنا العمل من خلال طواقم ومراسلين وبات أكثر تنظيما.تدرجت في العمل ومارست كافة الفنون الصحفية الى أن وصلت حاليا الى المدير العام لموقع الرسالة نت الذي يحقق يومياً دخول عشرات الآلاف من الزوار في الوضع الطبيعي،وللموقع ما يميزه لإنفراده بإنتاج مواد اعلامية يقوم بصناعتها طواقم الموقع من مراسلين ومحررين ومصورين ولفت الى احصائية بسيطة إنتاج 198 تصريح صحفي خاص للموقع وما يزيد عن 89 تقرير خلال شهر واحد .
الذاكرة الصحفية وأمانة المهنة :
لا زالت تختزن في ذاكرته بعض التقارير الإنسانية التي لم يستطع ان يخفي حزن صوته وتعبيراته في سردها،والتي أثرت على شخصيته الصحفية بشكل قوي.عند إجراءه تقرير عن قصة الطفلة هدى غالية التي فقدت معظم أفرد عائلتها على شاطىء البحر نتيجة قذائف مزقت طفولتها قبل أن تمزق جسد والدها وأشقاءها.
يتابع بصوت مختنق لا أكاد أنسى قصة العائلة التي أعددت تقريرا عن حالتها حيث جميع أفرادها معاقين ولا يوجد لهم أي دخل، وعند سؤالهم كيف يتدبرون قوت يومهم أجابوا بأنهم يبحثون عنه في نفايات الجيران، وتابع أنه تملَكه الشعور بالسعادة الكبيرة عندما تمّ نشر التقرير ووجدت العائلة من يقدم لها العون والمساعدة .
الإنتفاضة الثانية وحمل الرسالة الإعلامية بجدارة :
عن مقولة :”الحروب كما تصنع أبطال عسكريين،أيضا تصنع أبطال صحفيين” أظهر أن بداية تخرجه من الجامعة كان مع انطلاق شرارة انتفاضة الاقصى الثانية واندلاع المواجهات على حواجز الاحتلال وسقوط الشهداء والجرحى كان ذلك تربة خصبة لأي صحفي ليبدأ مشواره في نقل صورة الموت من قطاع غزة لكل العالم ويوصل رسالته من خلال أمانته التي حملها.وعدّ أن أصعب مرحلة في حياته الصحفية الفترة التي شهدت إغتيالات متلاحقة لأبرز قادة فصائل المقاومة خلال العامين 2003-2004م واستشهاد الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي .
الصحفي الحقيقي والإلتزام ببوصلة المهنية :
الصحفي الفلسطيني لا زال يتعامل مع بعض القضايا وفقاً لانتمائه وهويته الحزبية الشيء الذي يعتبر معيقا للمناخ الصحفي السليم،أجاب بأن معيار المهنية هو الترمومتر الصحفي الذي يجب أن يقيس به كل صحفي درجة تعاطيه مع القضايا الداخلية الفلسطينية والتوازن يتطلب الإلتزام بالضوابط الصحفية مع الحرية الكاملة التي يجب أن تمنح للصحفي .
الصحفيين الفلسطينيين أثبتوا تواجدهم داخل أهم وكبرى المؤسسات الصحفية في العالم،الصحفي الفلسطيني جندي لا بد من توفير كل أشكال الدعم والحماية له، وأطالب بجسم نقابي قوي يدافع عن حقوق الصحفيين ويرعى تطويرهم والإهتمام بهم بدلاً عن الممارسات الغير مقبولة التي يتعرض لها الصحفي هنا وهناك من مضايقات واعتقالات وقيود ومنع .
وعن نصيحته للعاملين في حقل الصحافة والاعلام الجدد أنه لابد لأي صحفي ناجح بناء شبكة مصادر تساعده عند قيامه باي عمل صحفي قد يختصر عليه الكثير من الجهد والوقت.ورجّح ان الصحفي ينجح بتسليط الضوء على معاناة الناس ومشاكلهم اليومية.وبدرجة قربه من ذلك يقترب من الصوابية والنجاح في العمل الصحفي .
التقدير والثناء لشخصيات لها مكانتها في حياتك الصحفية:
بتواضع الصحفي توجه بعبارات الوفاء إلى شخصيات اعلامية كانت سبباً لوصوله الى هذا المستوى والمكان المرموق خص منهم رئيس تحرير صحيفة الرسالة الاستاذ وسام عفيفة، وكلا من الأستاذ مصطفى الصواف والأستاذ محسن الإفرنجي، واعتبر أن أي نجاح صحفي في حياته يعود لفضل الله ثم الدكتور الشهيد عبدالعزيز الرنتيسي الذي كان الأب الحاني والداعم لمسيرته الصحفية .
ماذا عن قلم الصحفي المُخضرم كارم الغرابلي ؟
بتشوق كبير أجاب عندما أخبرته أن الأسرة الصحفية وجمهور “الرسالة ” تطالبك بالعودة مجددا للكتابة،أجاب بأنه يحاول أن يجد فسحة لديه نتيجة أعباء العمل الإداري وضغط الموقع الإلكتروني ووعد بذلك،معتبراً أن إدارة المؤسسة الإعلامية مرحلة مهمة في حياة أي صحفي لابد أن يخوض غمارها بجدارة ومهم جداً أن تكون بجانب خبرته العملية الصحفية،ولفت أنه أصابت عدد من المؤسسات الصحفية في فلسطين هذه المشكلة بإفتقادها هذا الجانب المهم الذي يشكل خطورة على مستقبل الوضع الصحفي الفلسطيني .في إشارة منه لبعض المواقع التي تعتمد على ترويج أخبار كاذبة وعارية من الصحة وتعتمد أخبار الفضائح .وختم بأن التفوق والسيادة للإعلام الإلكتروني الملتزم
المصدر :فجرالاعلامية .
Comments: 0