محبة الناس.. كنز
الأحد 07 شعبان 1434 الموافق 16 حزيران/ يونيو2013. وكالة معراج للأنباء (مينا).
امينة العمادي
لا شك أن محبة الناس نعمة من الله لا توازيها نعمة، ولا يشعر بها إلا المحروم منها والمنبوذ من جماعته وغير المرغوب في وجوده، وإذا تواجد في مكان ما يكون ثقيلا كئيبا على قلوبهم،
ونحن في شهر رفع الأعمال الى الله سبحانه وتعالى، شهر شعبان، بكل تأكيد نحب أن يرفع عملنا الصالح، ونريد من كل من يعرفنا أن يحبنا، ويسعد بنا، والمحبة بين الناس ألفة وود، وصفاء قلب، فلا تجمع الأمة على محبة شخص إلا إذا كان جديرا بهذا الحب الطاهر النقي، ولقد قرأت كثيرا في المهارات والصفات التى يجب أن يتحلى بها من يطمع في محبة الناس، وهذا ليس بعيب أن نحاول جاهدين اكتساب محبة من هم حولنا من زملاء وأهل وجيران وأصدقاء وكل من يتعامل معنا؛ لأن هذا الحب هو الرصيد الحقيقي للإنسان، ومن هذه المهارات – كما يقول رواد التنمية البشرية – أن تتقبل من أمامك مثلما هو، لا تحاول أن تنتقده، وكن مقتنعا أن لكل إنسان ثقافته، وليس شرطا أن تكون ثقافتك هي الأصح والتي يجب أن تسود.
كذلك أن تبتسم عند رؤيتك للناس، فالابتسامة في وجه أخيك صدقة، فإن تقديرهم لذواتهم يتصاعد تلقائياً، مما يجعلهم يشعرون بالسعادة والرضا عن أنفسهم، ويحبون الشخص الذي ينقل لهم هذا الشعور الجيد حيال أنفسهم.
ايضا التقدير، فكلما أعربت لمن معك عن تقديرك لهم أو لشيء فعلوه صغيراً كان أم كبيراً، يشعرون كم هم مميزون عندك، ويحبون وجودك ويحبونك؛ وأيضاً أكثِر من قول شكراً، فهذه هي الكلمة السحرية لفتح قلوب الناس، ولكن التأثير ليس في الكلمة نفسها، بل بطريقة قول الكلمة وطبقة الصوت.
وهناك ايضا فضيلة جميلة وأعني بها فضيلة الاستماع، فاستمع إليهم، لا تقاطعهم، ولا تعط رأياً إلا إذا طلب منك ذلك، فالاستماع فن مثل كل الفنون.
والحقيقة أن محبة الناس تستحق أن نبذل وقتا في التعلم، ووقتا فى التنفيذ بشرط أن يكون قلبك متسعا للجميع وخاليا من الحقد والكراهية.
كذلك عليك أن تبدأ مع الآخرين بالسلام والتحية، ففي السلام تهيئة وتطمين للطرف الآخر.. وأن تشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وأن تكون ممن يقضون حاجات الآخرين، فتصل إلى قلوبهم فالنفوس تميل إلى من يقضي حاجاتها، وعليك بالعفو عن الزلات وتغليب نفسية التسامح.
أيضا كن ممن يتفقد الغائب ويسأل عنه ضمانا لكسب الود واجتذاب القلوب، ولا تبخل بالهدية ولو قلّ سعرها، فالهدية في قيمتها المعنوية أكثر من قيمتها المادية.
واظهر الحب وصرّح به، فكلمات الود تأسر القلوب. وتفنن في تقديم النصيحة ولا تجعلها فضيحة.
ايضا حدث الآخرين بمجال اهتمامهم، فالفرد يميل إلى من يحاوره في مدار اهتمامه وكن ايجابياً متفائلاً وابعث البشرى والسرور والسعادة لمن هم من حولك.. وامدح الآخرين إذا أحسنوا فالمدح أثره كبير على النفس ولكن لا تبالغ، وانتق كلماتك، ترتفع مكانتك فالكلمة الحسنة خير وسيلة لاستمالة القلوب.
وأخيرا تواضع لله فمن تواضع لله رفعه، فالناس تنفر ممن يستعلي عليهم فمن أحبه الله احبب الله فيه خلقه، فاللهم ازرع محبة الناس في قلوبنا واجعلنا ممن احبهم الله فأحبب خلقه فينا واجعلنا لهم عونا وسندا وانزع الحقد والبغضاء من قلوبنا، انك عفُو تحب العفو فاعف عنا واغفر لنا انك غفور رحيم، وعلى كل شيء قدير.
المصدر: بوابة الشرق
Comments: 0