على حسن السعدنى يكتب: بورما وجريمة الصمت العالمى

 
الأحد14 شعبان 1434 الموافق 23 حزيران/ يونيو2013. وكالة معراج للأنباء (مينا).
صورة أرشيفية
بورما أحد بلدان الهند الصينية تقع “بورما- ميانمار”، فى جنوب شرق آسيا وماليزيا.. ويحدّها من الشمال الصين، ومن الجنوب خليج البنغال، ومن الشرق الصين وجمهورية تايلاند، ومن الغرب خليج البنغال وبنجلاديش، ويسكن أغلبية المسلمين فى إقليم أراكان الجنوب الغربى لبورما، ويفصله عن باقى أجزاء بورما حد طبيعى هو سلسلة جبال “أراكان يوما” الممتدة من جبال الهيمالايا.. فى بورما “ميانمار” عدد السكان يزيد على (55) مليون نسمة، ونسبة المسلمين فى هذا البلد البالغ لا تقل عن 15% من مجموع السكان نصفُهم فى إقليم أراكان- ذى الأغلبية المسلمة، وصل الإسلام إلى أراكان فى عهد الخليفة العباسى هارون الرشيد فى القرن السابع الميلادى عن طريق الرحالة العرب حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالى، وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن منذ استولى العسكريون الفاشيون على الحكم فى بورما بعد الانقلاب العسكرى الذى قام به الجنرال “نيوين” عام 1962م بدعم المعسكر الشيوعى الفاشى الصين وروسيا، ويتعرض مسلمو أراكان لكل أنواع الظلم والاضطهاد من القتل والتهجير والتشريد والتضييق الاقتصادى والثقافى ومصادرة أراضيهم، بل مصادرة مواطنتهم بزعم مشابهتهم للبنغاليين فى الدين واللغة والشكل، كما يتعرضون لطمس الهوية ومحو الآثار الإسلامية، وذلك بتدميرها من مساجد ومدارس تاريخية، وما بقى يمنع منعاً باتاً من الترميم، وأيضا التهجير الجماعى من قرى المسلمين وأراضيهم الزراعية إلى مناطق قاحلة، ويتعرض المسلمون فى “أراكان” للطرد الجماعى المتكرر خارج الوطن، يحرم أبناء المسلمين من مواصلة التعلم فى الكليات والجامعات، لنشر الأمية، وتحجيمهم وإفقار مجتمعاتهم ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية كشفت آخر المعلومات عن تجاوز أعداد القتلى 400 قتيل، وارتفاع حصيلة الجرحى إلى درجة يصعب معها إحصاؤهم بسبب حالة الخوف والذعر التى تجتاح المسلمين فى بورما، وإحدى الروايات تتحدث عن أنه حاصرت مجموعات بوذية قرية (قادر بل) وأخرجوا فتياتها، وأطلقوا النار على 63 شابا، وأجبروا المسلمات على التعرى والرقص على الجثث لكن السؤال المطروح أين المؤسسات والمنظمات الحقوقية والدولية والإنسانية عما يحدث لمسلمى بورما؟؟ بل أين علماء وقادة الأمة الإسلامية عن نصرة إخوانهم المسلمين الذين اغتصبت محارمهم وسفكت دماؤهم!! أين وسائل الإعلام العربية والإسلامية عن نقل ما يحدث لمسلمى بورما؟؟ الصمت العالمى والتعتيم الإعلامى لما يحدث لمسلمى بورما من مجازر فى إقليم أراكان ضد المسلمين أمر مروع لا يمكن وصفه المئات قتلوا ويقتلون فى ظل صمت العالم والتعتيم الإعلامى وعدم الاهتمام من طرف المسلمين بما يحدث لإخوانهم عجيب أمر هؤلاء المهتمين بحقوق الإنسان.. أين هم مما يحدث من مجازر مروعة وقتل على الدين وابادة لأمة بأسرها، أن الصور المنقولة من هناك لا يمكن مشاهدتها من بشاعة الجريمة وقبحها.. والأعجب منه أن نرى العالم كله قام ولم يقعد من أجل هدم حياتهم- فى شمال مالي- وفى مقابل ذلك يسكت العالم ويعتم الإعلام عن المجازر الفظيعة، التى تقع حق المسلمين فى بورما.
المصدر : اليوم السابع
اقرأ أيضا  القلوب الملتجئة إلى الله
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.