والله يضاعف لمن يشاء
الإثنين-7 رمضان 1434 الموافق15 تموز/ يوليو.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
قد يضاعف الله عز وجل ثواب المحسن الكافل أضعافاً كثيرة حتى تصير المئة الواحدة مئات بل ألوفاً لأن (والله يضاعف لمن يشاء) وكافل اليتيم متصدق بماله وجهده وخلقه ووقته وراحته واستقراره لأن الصغار يحتاجون إلى صدر واسع يحنو عليهم لأنهم لا قدرة لهم على التمييز بين الخطأ والصواب. لذلك لما كان الكافل محسناً وليس كأي محسن وكلما ذكر الله عز وجل الإحسان في كتابه العزيز وحث عليه ورغب فيه خص اليتيم وذكره على التعيين وأوصى به ونهى عن إيصال الأذى له أو قهره. وجعل من صفات المكذب بيوم القيامة والقرآن والإسلام الذي يقهر اليتيم أو يظلمه أو لا يطعمه ولا يحسن إليهم حتى ولو كان هذا الكفيل جداً أو أماً أو أخاً أو ما إلى ذلك من ذوي الأرحام. ومن ثم أصبحت العناية باليتيم تعد من أفضل القربات لنيل أعلى الدرجات فالذي يعمل بمضمون هذا الحديث يكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من هذه المنزلة.
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أول ما يفتح باب الجنة فإذا امرأة تبادرني فأقول من أنت؟ فتقول أنا امرأة تأيمتُ على أيتام لي) فإن في هذا الحديث سرعة دخول كافل اليتيم مع النبي صلى الله عليه وسلم وعلو منزلته .
وهذه الفضيلة تحصل لمن كفل اليتيم من مال نفسه أو مال اليتيم، ولأجل ذلك كانت كفالة اليتيم تعد من أعلى درجات الإحسان (والله يحب المحسنين) ومكافأة هذه الكفالة الدنيوية – العاجلة- هي الشعور بالمتعة الروحية والرضا النفسي، أما المكافئة الآخروية فهي عند الله أكبر وأبقى لأن الكافل يتعامل مع مصرف الإحسان والإنفاق فيه ابتغاء وجه الله والنفقة في هذا المصرف تضاعف إلى سبعين ضعفاً ربحاً حلالاً طيباً من رب غفور شكور (كمثل حبةٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبة مائة حبة …) .
وإذا كان من يدعوه السلطان- ويخصه بجواره في الدنيا ينال شرفاً رفيعاً ويراها له أعظم مكافأة أفلا يكفي كافل اليتيم- له ولغيره- أن يبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح أن يكون إلى جنبه في الجنة أو تزاحمه امرأة قامت على أيتام لها دخول باب الجنة؟
أخي إذا لم تستطع أن تكفل يتيماً بنفسك تتولى أنت تربيته والقيام على أمره فساعد من يقوم بالنيابة عنك وأدخل شريكاً في هذه الصفقة الرابحة، (ما عندكم ينفد وماعند الله باقٍ) (ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون). قد تكون اليوم غنياً ولكن هل تضمن أن يدوم عليك غناك فلا فقر يدوم ولا غناء. إن الله أدخل رجلاً الجنة بسقيه كلباً كان عطشاناً وغفر لأمرأة زانية برغيف خبز تصدقت به بعد توبة ألا ترى إطعامك أو كفالتك لإنسان حرية أن تطفي في وجهك حر جهنم يوم القيامة وتدخل على نفسك السرور الدائم كما أدخلت السرور إلى نفس اليتيم؟ ألا تعتقد أنك ستنال (وجوه يومئذٍ ناضرة) كما حولت وجوه أيتام من بأس إلى بسمة وأمل (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً) (وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) (وما تقدموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله …).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المصدر : بوابة الشرق