غزة.. والخطر القادم

الثلاثاء-22 رمضان 1434 الموافق30 تموز/ يوليو.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

محمود الداوود

ما يجري الآن في مصر سينعكس بالتأكيد على غزة وبشكل خطير وقد يكون الأمر قريبا، فالجيش المصري يعمل بكل جهد لتدمير الأنفاق التي توصل أهل غزة بخارجها كمتنفس وحيد لأهل القطاع لتأمين طعامهم وشرابهم في أيام العسرة، وتدمير الأنفاق يعني بكل تأكيد استئصال الرئة التي يتنفسون منها.

من الجانب الآخر فإن الحصار الإسرائيلي على القطاع يؤدي دوره ويزيد الضغط الاقتصادي على القطاع وأهله.

ناهيك عن عدم وصول الوقود من مصر منذ الانقلاب على الشرعية في 30 حزيران، وتلوث المياه بسبب إغلاق الأنفاق، وتوقف المشاريع المختلفة وزيادة نسبة البطالة والفقر.

الخطر القادم ليس فقط ما ذكرنا إنما هو ما قد يحدث، فماذا لو استغلت “إسرائيل” ما يجري في مصر وزادت من الضغط على غزة بحصار أشد، وهو أمر متوقع خاصة بعد ما يجري من تدمير الأنفاق وإصرار الجيش المصري على هذا التدمير بحجة أن الأنفاق تشكل خطرا على مصر كونها وسيلة لتهريب الأسلحة لسيناء، على حد زعمهم، وبالتالي فإن الحصار الشديد على غزة من قبل الإسرائيليين وانقطاع المتنفس المصري يزيد من الاحتقان الداخلي ما قد يؤدي إلى ارتباك اجتماعي قد يعود بالنفع على جهات أخرى تسعى جاهدة إلى إضعاف حكومة غزة لمآرب سياسية.

اقرأ أيضا  "محاربون بيئيون" على ظهور فيلة للتصدي لقطع الغابات والصيد في إندونيسيا

والأخطر هو لو أن “إسرائيل” فكرت في ظل انشغال العالم العربي ومصر وسوريا بما يجري فيها من أحداث وأقدمت عندئذ على مجازفة عسكرية جديدة وإحداث أضرار في غزة تكون هذه المرة موجعة، خاصة أن مصر منشغلة تماما وسوريا محيدة تماما وحزب الله تخلى عن حماس وإيران لها موقف جديد من حماس بعد موقف حماس من الثورة السورية، كل هذا ينذر بالخطر والمتربصون كثيرون ودحلان يلعب بين التلال في سيناء لتوريط حماس أكثر فأكثر.

الخطر ليس على حماس وحدها، وحماس أحد مكونات الشعب الفلسطيني، فالخطر هذه المرة سيكون على غزة كلها على صغيرها وكبيرها وشبابها، الخطر سيكون على جزء من تراب فلسطين، التي يتغنى العرب بأنهم حماتها، وما حموها يوما بل تآمروا عليها في كل حين، فهل يتنبه ما تبقى من شرفاء العرب إلى الخطر القادم على غزة ويدركون أن ما يجري في محيط فلسطين يجب ألا يلهينا عن فلسطين في ضفتها وقطاعها، بل يجب العمل من الآن على تخفيف الحصار عن أبناء غزة فهم شعب يواجه الضيق ويتعرض إلى كارثة، وأراني أميل إلى ما صرح به مؤخرا رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين علي الحايك من أن غزة تعتبر الآن منطقة منكوبة لا بد من إعفائها من الجمارك والضرائب مع تشديد الضغط على “إسرائيل” للتخفيف من حصارها على القطاع.

اقرأ أيضا  بيعة الخليفة في عهد الخلافة الراشدة

ولكنني لا أرتجي من العدو أي خير فـ”إسرائيل” ستعمل على تشديد حصارها على غزة لمآربها العدوانية، إلا إنني أرتجي من بعض العقلاء التنبه للخطر المتوقع على غزة وادعوهم إلى التصدي للأمر قبل أن يستفحل.

المصدر: السبيل

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.