الجيش المصري ينزع عنه رتبة الشرف
الثلاثاء-22 رمضان 1434 الموافق30 تموز/ يوليو.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
عبد الرحمن الدويري
عند الفجر تحطمت طائرات النظام العسكري الفاسد المبني على عقيدة العلمانية العسكرية في الستينات، وعند فجر الاثنين 8/7/2013م تحطمت هيبة ومصداقية الجيش المصري التي كان اكتسبها في حرب العبور يوم كان وطنيا يردد هتاف: الله أكبر.
السيسي اليوم نزع عن الجيش المصري رتبة الشرف من جديد، حين أخذ الجيش باتجاه السياسة، فناصر الفريق الذي رفضه الشعب في ستة استفتاءات متتالية، وأعلن حربا قذرة بكل المقاييس على شرعية الصندوق وأصحابه، تنفيذا لإملاءات أمريكا وإسرائيل ونواطير الثراء العربي.
ثلاثة وخمسون شهيدا فجر امس برصاص الحرس الجمهوري لا غيره، وذنبهم أنهم يُقيمون الليل على بوابته منذ ثلاثة أيام، بشكل سلمي، فلم يحتمل سماع ابتهالاتهم وصلاتهم، ولم يعجبه إصرارهم وثباتهم، فأعمل فيهم منجل الموت، وهم رُكّع سجود، بدم بارك كما فعل قولدشتاين الصهيوني في الحرم الإبراهيمي، فحصد منهم يومها نفس العدد، وأضاف عليهم جيش السيسي(بشار مصر) ألف جريح.
هل هذا على سبيل المصادفة، أم هو اتفاق، وتوافق بين البرنامج الصهيوني وبرنامج الانقلابيين من فلول مبارك وداخليته وجيشه، الذي درّبه ثلاثين عاما على الفساد والرضا ببرنامج العمالة.
كفر عشاق السلطة، والمتهالكون على الكراسي بصنم الديمقراطية، في حين آمن بها الإسلاميون ومارسوها فعليّا بشخص مرسي عاما كاملا، ولم يقتل فيها أحد ممن رشقوا قصره، بل سيارته الخاصة بالملوتوف والخرطوش، واقتحموا بوابة الاتحادية بالبلدوزر، بينما قتل الانقلابيون في ثلاثة أيام أكثر من مئة وعشرة من المعتصمين مع العلم أن الرئيس كان أعلن في خطابه الأخير، قبل الانقلاب عليه، أنه كان محاصرا طوال العام، من قبل أخطبوط الدولة العميقة الممتد في الداخلية والجيش والإعلام والقضاء.
الجريمة كانت مرسومة الخطوات، وقد تمَّ تنفيذها فور قرار العزل بحملة الاعتقالات، وحجب الصوت والصورة؛ ليتسنى للانقلابيين تنفيذ الجريمة بمنأى عن الرقيب المحليِّ تحديدا(الشعب المصري)، لأن المجتمع الدولي متواطئ، ومؤيد لوأد التجربة الديمقراطية، التي لا تقدم عميلا جديدا للقوى المتصهينة عربية وغير عربية.
سقط السيسي وأسقط معه الجيش المصري، وهو يتحمل الجريمة كاملة:جريمة تهديد الأمن القوي بالانقلاب على الشرعية، وجريمة قتل المتظاهرين السلميين بدم بارد، بينما هو يحمي، ويحتفل مع الانقلابين في التحرير بلا وجه حق ولا سند : لا من خلق، ولا من قانون.
سقط برنامج الفلول وجبهة الخراب وذارع المخابرات والداخلية المتمثل بحركة تمرد، سقط الساقطون، وجمعوا بحماقتهم كلمة الشعب المصري، لينضم مطمئنا لفريق الشرعية الممثلة بمرسي، بعد ما صرف عاما كاملا من الدعم المالي والإعلامي والتواطؤ القضائي لمحاصرة أصحاب الشرعية الدستورية والشعبية، لكنه أسقطها دفعة واحة في مجزرة العار في صلاة الفجر.
السيسي الآن مجرم خائن للأمانة، ومعه جبهة الفلول والخراب جميعا، بما تحتويه من تشكيلات أمنية وعسكرية وقضائية وإعلامية.
نقف الآن أمام أعتاب ثورة شعبية شاملة منتصرة للشرعية، ومؤيدة لها. مطلبها الأساسي محاسبة الفئة المجرمة، وكنس كل مؤسسات الدولة من عفونة النظام السابق ودولته العميقة بشكل كاسح، وأمام فريق السيسي الانقلابي خياران:
إما يُسلم السلطة لأهلها الشرعيين بعودة الرئيس المنتخب وإعطائه فرصة العمل الحقيقة، ويرضى بخيار الصندوق، ويختفي من المشهد وهو وجبهة الفلول، أو يعاند ويكابر ويخضع للإملاءات الصهيوأمريكية النفطية، وتأخذه العزة بالإثم ويخسر السلطة أيضا كرها لا طواعية بإرادة الشعب السلمية، لكن بعد الإمعان والإغراق في دم الشعب المصري صاحب الشرعية، وانتقاما منه على موقفه التاريخي المشرف المناصر للشرعية التي أفرزها بسابقة لم تقع في العالم العربي منذ خمسمئة عام.
رسالة أخيرة لشرفاء الجيش: السيسي أسقط رتبة الشرف عن الجيش المصري، فهل بينكم من يستطيع تدارك الموقف ويعيد للجيش المصري شرفه؟!!!!
المصدر:السبيل