انتصار الشرعية
الأربعاء-23 رمضان 1434 الموافق31 تموز/ يوليو.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
د. إبراهيم الدعمة
التجمعات والمسيرات المليونية التي غَصَّت بها ميادين رابعة العدوية والنهضة وطرقات القاهرة وغيرها من محافظات مصر أبهرت العالم والانقلابيين وجوقتهم على حدٍّ سواء، وملأت النفس ثقة بالفرج القريب وانتصار الشرعية إن شاء الله، وأن المستقبل الواعد قادم لا محالة، وأن ما قام بها أدوات الاستعمار الحديث لم يعد يجدي نفعاً في هذه الأمة.
أفلس المتآمرون وسَيُقِرّون بذلك قريباً، وعند النزع الأخير بدؤوا يستعطفون الشارع لتأييد انقلابهم، بل وبلغ إجرامهم مبلغاً لم يبلغه إلا مقارفة الأدْعِياء بالانتماء لأمتهم أو لوطنهم مع رعاياهم، فلا يمكن لمن يملك ذرة من عقل أو وطنية أو لديه شعور إنساني أن يطلب ترخيصاً وتفويضاً لقتل أبناء الشعب الذي يعيش بينهم مهما بلغت درجة الخلاف والتناقض معهم.
ورغم أن الشرفاء الأصيلون المنغرسون والمنغمسون بتربة بلادهم قالوها بالفم الملآن( نحن لا نعتمد على العدد، بل نعتمد على الواحد الأحد عز شأنه ) يُصِرّ كبراء هؤلاء بعمى بصيرتهم وأبصارهم أن غالبية الشعب مع الانقلاب !!!!!، يا لها من عيون عوراء، وأفهام بلهاء، وهذا ليس بمستغرب على من يُقّدِّر من هم في رابعة العدوية بربع مليون فقط !!!، وعلى من يُدَلِّس ويُلّبِّس ويدبلج التجمعات والمسيرات لتكون في غالبها مع المتآمرين على شعبهم ورئيسهم الشرعي المنتخب.
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيلام
استجداء الغذاء والكِساء والدواء من الشرق والغرب أقمن من الحرية والاعتماد على النفس !!!، عيشة الضَعَة والخِسة والاستخذاء والعبودية والعمالة للصهاينة خيرٌ من أن يحيى المرء والأمة في كنف الدين والاستقامة والفضيلة !!!، التدين إرهاب لأنه أخْذٌ بالأسباب وتوكل على ربِّ الأرباب، الالتزام تطرف لأنه خُلُقٌ ومصحف، التحرر جنون لأنه انعتاقٌ من العمالة لبني صهيون، التعامل مع حماس خيانة لأنه انتصارٌ على المغتصب وأعوانه.
لأجل من تقتلون الرُكَّع السجود أمام الحرس الجمهوري، على من تطلقون البارود في المنصورة وغيرها، وأخيراً ما يزيد عن مئتي شاب بعمر الورود مقابل النصب التذكاري، لمصلحة من يا مزيج التآمر وخليط الخيانة، أمِن أجل مصلحة مصر أم إرضاءٌ لليهود؟!!!، خاب فألكم وشاهت وجوهكم، والله إنكم لتدفعون بالناس دفعاً ليعودوا لرشدهم، ويؤوبوا لمصدر عِزِّهم، وإنَّكم لتسَرِّعون بعودة هذه الأمة إلى غابر مجدها بأفعالكم الوضيعة وممارساتكم الخسيسة، ولن ينفعكم حبل الناس الذي به تستعصمون، ولا كَنَف الأعداء الذي به تلوذون، ولا لباس الذِلَّة الذي به تتدثرون، وهذه الأمة عقيدتها إحدى الحسنيين نصرٌ أو استشهاد، ولا يضرها الابتلاء بالأنفس والأموال والأولاد، فمن يخطب الحسناء لا يُغْلِه المهر، وعندما تقف على قدميها تبلغ مرأى ناظِرَيها.
طوبى لكم أيها الملايين، نقلتم الحج إلى بلادكم وميادينكم، فهناك جهاد يتقدم على عبادة الحرمين الذي يمارسه كثيرٌ من المسلمين الآن، وهناك جرائم ومكائد ينوء بحملها الثقلان وتحتاج لمواقف رجولة، وهناك مسرحية ومكيدة ومهزلة تقوم على إخراجها وتنفيذها عتاة من الكتبة والممثلين والمخرجين الذين تعلموا كل شيء في إعلامهم إلا العزة والكرامة والعيش بحرية، وما سترونه من هؤلاء الانقلابيين ومخلفات العلمانية واللبرالية والشيوعية لم تكونوا تتوقعوه، وستذوقون من الفلول البائدة وأصحاب الأهواء الحاقدة الأمَرَّيْن، وهذا ما لن يتمكنوا منه بإذن الواحد الأحد.
انتصرت الشرعية بهذه الملايين، وستثبت الأيام ذلك ولو بعد حين، وسيرى ذلك هؤلاء المتآمرون والمتصهينون والمتأمركون، والنصر صبر ساعة وقد جعلها هؤلاء الأبطال في الميادين طاعة، واستمدوا من رمضان الصبر صبراً على الطغيان، وسترى أيها (السيس) بأنَّ مرسي الرئيس.
المصدر: السبيل