الحث على التمسك بتعاليم الإسلام والتحذير من المذاهب الهدامة

الخميس-24 رمضان 1434 الموافق01 آب/أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل 

الحمد لله مُعزِّ مَن أطاعه واتَّقاه، ومُذلِّ مَن خالَف أمرَه وعَصاه، وناصر مَن نصَرَه وحامِيه من أعدائه، أحمده – سبحانه – وأشكُره، والشكر له من نِعَمِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، الذي جاهَد في الله حتى دانتْ له الجبابرة ووحَّدت الله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، الذين صدَقوا في أقوالهم وأفعالهم، فنصرهم الله على أعدائهم وأعداء دِينهم، ومن تلكم الدولتان الكبيرتان في ذلك الزَّمان الفرس والروم؛ ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ﴾ [الحج: 40]، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ:

فيا عباد الله، اتَّقوا الله – تعالى – واعلَمُوا أنَّ العزَّة والكرامة في التمسُّك بتعليم الإسلام ونَصره، والتعاون فيما بين المسلمين على عدوِّهم المشترك، وإنَّ الذلَّة والمهانة والحَسرة والنَّدامة في البُعد عن تعاليم الدِّين الحنيف، والتفرُّق والشَّتات فيما بين المسلمين، والدس والخداع من بعضهم للبعض الآخَر، فإنَّ ذلك فُرصةُ الأعداء المتربِّصين للإسلام والمسلمين.

فعلينا جميعًا؛ أفرادًا وأسرًا، شُعوبًا وحكومات، أنْ نتعاوَن فيما بيننا، ونتكاتَف ونُصدُق في أقوالنا وأفعالنا، نُصدِّق الأقوال بالأفعال، ونأخُذ العِبَر والدُّروس من أسلافنا الذين صدَقُوا مع الله، نصروا الله فنصرهم وهو الغني عنهم، وهم الفُقَراء إليه، والله غنيٌّ عنَّا ونحن الفُقَراء إليه.

اقرأ أيضا  اجتنبوا أم الخبائث

لقد أُصِيب المسلمون في دِينهم وأبنائهم ومحارمهم وأوطانهم حين تفكَّكوا وظهَرتْ فيهم المذاهب الهدَّامة، وتعصَّب كلٌّ لمذهبه، وأصبح يُناضِل ويُكافِح من أجْله، ويُعادِي ويُقاتِل مَن يُعارضه في نشْره، فتمزَّق المسلمون بسبب ذلك، ودخلهم أعداؤهم من هذا الطريق. 

فيا عباد الله، الإسلام إسلامٌ صحيحٌ لا دخل فيه ولا غشَّ، ولا مكر ولا خِداع، الإسلام طريقٌ واحد، وحقٌّ واحد، وما بعد الحق إلا الضلال.

الإسلام صِراطٌ مستقيم واضح وما سِواه سبل الشياطين؛ يقول – سبحانه وتعالى -: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].

فلا بُدَّ من الرُّجوع إلى الإسلام الصحيح وتحكيم كتاب الله وسنَّة نبيِّه – صلَّى الله عليه وسلَّم -، والصدق مع الله في الأقوال والأفعال؛ حتى نكون دعاةَ خيرٍ وفلاح وصلاح، ونُنصَر على أعدائنا، ونسترد بلادنا، ونحافظ على مُقدَّساتنا، وتعرف البشرية جمعاء الإسلام على حقيقته.

إنَّه مرآة صافية، وعذب لا يشوبه كدر، وطريق مستقيم واضحٍ لا اعوِجاجَ فيه، وعند ذلك يَدخُل الناس فيه أفواجًا كما دخَلوا فيه أولًا أفواجًا، فلن يصلح آخِر هذه الأمَّة إلا بما صلح به أولها، فلا بُدَّ من الرُّجوع إلى الله والصدق معه.

اقرأ أيضا  نعمة الأخوة

عباد الله:

سيجتمع قادَة المسلمين في المؤتمر الإسلامي الذي سيُعقَد في مكَّة المكرمة؛ للبحث والتشاوُر فيما يهمُّ المسلمين في أمور دِينهم ودُنياهم والاستعداد لأعدائهم وأعداء دِينهم الذين أخَذُوا يغزون بلادهم ويقتلون أبناءهم وينتَهِكون محارمهم، ويُدنِّسون مقدَّساتهم، ويسلبُونهم خيرات بلادهم، وإنَّ المسلمين ينتَظِرون بفارغ الصبر النتائجَ الطيِّبة والثمرات المفيدة لهذا المؤتمر الإسلامي الذي يُعقَد في أقدَسِ بِقاع الأرض، وفي أحوَجِ أوقات المسلمين الحَرِجة.

وإنَّ قادة المسلمين في حاجةٍ إلى الدعاء لهم بالصَّلاح والتوفيق والسداد، فادعوا الله أنْ يصلحهم ويصلح أحوالهم، ويجمَع كلمتَهم على الحق، ويُسدِّد خطاهم، ويُوفِّقهم لما فيه صَلاح الإسلام والمسلمين، وأنْ يَنصُرهم بالإسلام وينصُر الإسلام بهم، فإنَّ في ذلك سَعادتَهم وسَعادة شُعوبهم وفَلاحهم وفَلاح شُعوبهم، وأمن واستِقرار بلادهم وعزَّتهم وكَرامتهم، وإنَّ أعدائهم يَنظُرون إليهم بتمسُّكهم بدِينهم نَظرة إعجاب، وأنَّ غير المسلمين لَيتسابقُون إلى الإسلام إذا رأوا مَن يعرضه لهم على حَقِيقته؛ ليستظلوا بظلِّه الظليل من نار الكفر والإلحاد، ويطمئنُّوا بعدله من ظُلم وجور الطُّغاة أعداء الإسلام والمسلمين والبشريَّة.

فادعوا الله لهم لعلَّ الله أنْ يُصلِح أحوالهم وأحوال المسلمين، وينصُر المسلمين على أعدائهم وأعداء دِينهم فإنَّ الله سميع مجيب.

اقرأ أيضا  قد أفلح من زكاها

اللهم أصلح قادةَ المسلمين وولاتهم، ووفِّقهم لما فيه صَلاحهم وصَلاح شُعوبهم وعزَّتهم وكَرامتهم، اللهم اجعَلْهم دعاة خير وصلاح، اللهم اجمعْ كلمتهم على الحق واجعَلْهم يدًا واحدة على أعدائك وأعداء دِينك، اللهم انصُرهم بالإسلام وانصُر الإسلام بهم، إنَّك سميع مجيب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

قال الله العظيم: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإسراء: 9-10].

بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول قولي هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه إنَّه هو الغفور الرحيم.


المصدر :الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.