مؤيدو الشرعية يحتشدون ويوسعون الاعتصام
السبت-26 رمضان 1434 الموافق03 آب/أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
مصر – القاهرة
فتح مؤيدو الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي امس نقطتي اعتصام جديدتين بالقاهرة، متحدين السلطات التي هددت بفض الاعتصامات قبل أن تعدل عن ذلك. وتوسعت الاعتصامات بالقاهرة بالتزامن مع مظاهرات حاشدة ضمن ما أطلق عليه مليونية “مصر ضد الانقلاب.”
وخرجت مسيرات تضم عشرات الآلاف من 33 من المساجد المعروفة في القاهرة الكبرى، مثل الاستقامة ومصطفى محمود والفتح في محافظتي القاهرة والجيزة وسط حرارة عالية، وطافت في شوارع وميادين بينها العباسية ورمسيس، وذلك بدعوة من التحالف الوطني لدعم الشرعية.
وتأتي مسيرات امس؛ ردا على إنذار السلطات المعتصمين بفض اعتصامي رابعة والنهضة، بحجة أن الاعتصام فيهما يهدد الأمن القومي المصري، كما أنها تأتي ضمن سلسلة احتجاجات بدأت قبل شهر.
وأضاف مراسلو الجزيرة أن أُسراً بأكملها انضمت إلى المعتصمين، وأن الأعداد زادت في ميداني «النهضة» و»رابعة» بوصول مسيرات من أماكن مختلفة من القاهرة. كما لاحظوا أن شرائح جديدة لا تنتمي إلى الإخوان المسلمين انضمت إلى المحتجين؛ تنديدا بتهديد السلطات باللجوء إلى القوة لفض الاعتصامات.
وخرجت بعد صلاة الجمعة أيضا مسيرات حاشدة داعمة لمرسي في الإسكندرية وأسيوط والدقهلية والمنصورة والعريش ومرسى مطروح وبني سويف والمنيا.
وفي الإسكندرية، قال الصحفي محمد نصر لـ»الجزيرة» إن خمس مسيرات خرجت بعد صلاة الجمعة ضمن مليونية مصر ضد الانقلاب، وأشار إلى هتافات ضد جهاز الأمن الوطني المتهم بالعودة إلى ممارسة القمع.
توسيع الاعتصامات
وقال مراسل الجزيرة إن مؤيدي مرسي تحسبوا لمحاولة فض اعتصامي رابعة والنهضة بفتح نقطتي اعتصام جديدتين بالقاهرة، وتحديدا في منطقة الألف مسكن في مصر الجديدة قريبا من رابعة العدوية، وفي ميدان مصطفى محمود.
ويأتي توسيع الاعتصامات في القاهرة بعدما فوضت الحكومة المؤقتة وزير الداخلية فض الاعتصامين. وكانت السلطات دعت المعتصمين إلى الانسحاب طوعا من الميدانين، وقالت إنها تعطي «الأمان» لكل من يغادرهما.
لكن التلفزيون المصري أعلن أمس أن وزارة الداخلية تعتبر فكرة اقتحام ميداني النهضة ورابعة «غير مقبولة»، وقال إن قوات الأمن ستحاصر ميدان رابعة؛ لمنع دخول مزيد من المعتصمين إليه. وفي وقت سابق امس، قال مراسل الجزيرة إن مروحيات للجيش حلقت فوق ميدان رابعة العدوية، ودام تحليقها في بعض الأحيان نحو ربع الساعة.
ورجح أن تكون تلك المروحيات بصدد تقدير أعداد المعتصمين، أو تصوير الميدان، حيث أقام المعتصمون تحصينات من الرمال والطوب؛ تحسبا لعملية اقتحام الميدان.
وبدأ مؤيدو الرئيس المنتخب محمد مرسي تلبية نداء التحالف الوطني لدعم الشرعية بالاحتشاد امس في الميادين تحت شعار «مصر ضد الانقلاب»، في حين يتواصل اعتصامهم في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، رغم قرار وزارة الداخلية بدء إجراءات فضهما. كما خرجت مسيرات في مختلف المحافظات مطالبة بعودة مرسي إلى منصبه، ومنددة بما سمَّوْه الانقلاب العسكري.
ويؤكد مؤيدو مرسي أنهم لن يفضوا الاعتصام إلا بعودة الرئيس مرسي إلى منصب الرئاسة، في حين نقلت صحيفة الأهرام الحكومية عن مصادر في الشرطة أن قوات الأمن تعد خطة لفض الاعتصامين لكنها لم تقرها بعد، بينما ما تزال الحكومة المؤقتة تسعى إلى حل سلمي للأزمة، وسط مخاوف حقوقية من «حمام دم» في حال تفريق المعتصمين بالقوة.
مدينة الانتاج الاعلامي
أصيب عشرات المتظاهرين من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي باختناقات؛ جراء إطلاق قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم لتفريق وقفة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي -التي تضم مقرات عدة فضائيات خاصة- غرب القاهرة.
وقال شهود عيان إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز على المتظاهرين من داخل المدينة بشكل مفاجئ؛ ما تسبب في إصابة العشرات باختناقات، مشيرين إلى أن المتظاهرين اضطروا للتراجع إلى شارع رئيسي قرب المدينة؛ ما أدى إلى تعطل حركة المرور به.
وبينما تحدثت وسائل إعلام محلية عن محاولة المتظاهرين اقتحام المدينة، قال المركز الإعلامي الأمني بوزارة الداخلية في بيان إن «أعدادا من مثيري الشغب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين تجمعت اليوم بمحيط مدينة الإنتاج الإعلامي، وأعاقوا الحركة المرورية في محاولة للتأثير في سير العمل بالمدينة».
وأضاف البيان أن «قوات الشرطة وجهت عدة تحذيرات لفض تجمعاتهم، وإزاء عدم انصرافهم استخدمت القوات الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وإخلاء الطريق وتسيير الحركة المرورية».
من جانبهم، نفى متظاهرون مشاركون في الوقفة محاولة اقتحامهم المدينة، مؤكدين أن وقفتهم كانت سلمية ولم تشهد أي أعمال عنف على الإطلاق، مشيرين إلى أن الوقفة جاءت احتجاجا على التغطية الإعلامية لبعض القنوات الخاصة «غير الحيادية» ضد معارضي عزل مرسي، وكان من المقرر فض الوقفة بعد صلاة التراويح.
واتهموا قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز عليهم على نحو مفاجئ وبدون أي تحذير مسبق.
وكان المتظاهرون المؤيدون لمرسي قد انطلقوا في مسيرة من مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر (جنوب غربي محافظة الجيزة) بعد صلاة الجمعة التي انضمت إلى مسيرة أخرى من مسجد عماد راغب القريب، قبل أن تنطلق المسيرتان في مسيرة واحد باتجاه مدينة الانتاج الإعلامي.
المصدر: السبيل + الجزيرة نت