عاصفة من الغضب ضد البرادعي بسبب استقالته

الجمعة-09شوال 1434 الموافق16 آب/ أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

كتب ـ محمد حسن وعلاء الدين سالم ومحمد حجاب وجمال أبوالدهب وهبة سعيد وعبير المرسي وعماد الدين صابر وحازم أبودومة‏:‏

شنت القوي السياسية والمجتمعية‏,‏ هجوما عنيفا علي الدكتور محمد البرادعي‏,‏ علي خلفية استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية‏,‏ احتجاجا علي فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة بالقوة‏.‏

وأثارت الاستقالة استياء واسعا داخل حزب الدستور الذي أسسه البرادعي, وأعلن الدكتور أحمد دراج وكيل مؤسسي الحزب استقالته احتجاجا علي قرار الاستقالة, التي اعتبرها تخليا عن الوطن, ولا تمثل حزب الدستور وقواعده, واستنكرت قيادات الحزب بالإسكندرية الاستقالة واعتبروها هروبا وتخاذلا في لحظة فارقة من تاريخ الأمة, وأرسلت مجموعة من شباب الحزب خطابا إلي رئيس الحزب السابق طالبوه فيها بمراجعة موقفه.

الانقاذ: دعم كامل للدولة

وأبدت جبهة الإنقاذ الوطني التي شغل البرادعي منصب منسقها العام قبل أن يتولي منصب نائب رئيس الجمهورية, أسفها للاستقالة التي أكدت أنها لن تؤثر علي موقفها واصرارها علي انجاز خريطة الطريق في المواعيد المحددة واتمام المرحلة الانتقالية بنجاح.

وقالت الجبهة ـ في بيان مساء أمس الأول ـ كنا نتصور أن علاقة الدكتور البرادعي الوثيقة بالجبهة ستجعله يتشاور معها قبل اتخاذ قراره, مشددة علي أنها تقف بكل قوة خلف رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء والقوات المسلحة وسائر مؤسسات الدولة في مواجهة التحديات التي تهدد الوطن في هذه المرحلة الدقيقة.

وفيما رفض عمرو موسي القيادي البارز بجبهة الإنقاذ التعليق علي الاستقالة, أكد الدكتور وحيد عبدالمجيد القيادي في جبهة الإنقاذ أن البرادعي ليس له أي علاقة بالجبهة منذ أن تولي منصب نائب الرئيس, وأبدي اعتقاده في أن الاستقالة لن تضيف جديدا للابتزاز الأمريكي والأوروبي لأنه موجود بالفعل.

اقرأ أيضا  القياديان يوسف والأحمد يؤكدان على أهمية الوحدة لمواجهة الاحتلال

..التوقيت الخطأ

ووصف عبدالغفار شكر, رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي والقيادي في جبهة الانقاذ, توقيت الاستقالة بـالخطأ, ورأي أنها تزود القوي المعادية لمصر, بسلاح التشهير بالحكومة المصرية, وعبر شكر في الوقت نفسه, عن احترامه لوجهة نظر البرادعي في منح الحل السياسي فرصة أكبر حرصا علي الدماء المصرية.

واعتبرت مي وهبة, عضوة اللجنة المركزية لحملة تمرد ـ التي دعت بقوة لتعيين البرادعي نائبا للرئيس ـ استقالة البرادعي, هروبا غير مبرر من المسئولية في هذا الوقت التاريخي الصعب, وتخليا عن الوطن.

وقالت مي وهبة: نحن من دعونا الرئيس عدلي منصور لتعيين البرادعي نائبا للرئيس, وكان يجب عليه أن يتحمل المسئولية التي وضعها فيه الثوار والشعب.
اعتصام إرهابي

وأضافت وهبة كان أولي بالبرادعي من تقديم استقالته, أن يشرح للدول الخارجية, أننا نواجه اعتصاما إرهابيا مسلحا علي أرض الوطن, يهدد أبناءه وأمنه القومي. وتابعت: لا نطالب البرادعي بالعدول عن استقالته, فمن يريد أن يقف بجانب الوطن في محنته, فهذا دليل علي وطنيته الحقيقية, ومن يريد أن يرحل فليرحل, ولتسقط الأقنعة عن كل من يريد أن يجر هذا الوطن إلي نفق مظلم.

وأعلنت جبهة30 يونيو اعتراضها علي قرار الاستقالة وتوقيته وطريقة اتخاذه ومع أسبابه المعلنة. وأوضحت أنها أرسلت خطابا للبرادعي, دعته فيه لمراجعة موقفه أو لجلسة تشاور, لكنها تلقت ردا بأن موقف الرجل نهائي ولا رجعة فيه, وشددت الجبهة علي دعمها الكامل للسلطة الانتقالية ومؤسسات الدولة في مواجهة ما يهدد مصر وشعبها وثورتها من إرهاب وعنف وتهديد لأرواح وأمن المصريين, وعلي دعمها الكامل لخريطة الطريق المعلنة.

اقرأ أيضا  التعاون الإسلامي: القضية الفلسطينية على جدول زيارة العثيمين لروسيا

واستنكر حزب الوفد استقالة البرادعي, واعتبرها فؤاد بدراوي, السكرتير العام للحزب, هروبا من المسئولية الوطنية, في هذا التوقيت الحرج الذي تحتاج فيه البلاد إلي تضافر جهود جميع أبناء الوطن.

وأشار بدراوي إلي أن هذه الاستقالة كشفت عن أمور كثيرة كانت غائبة عن معظم الشعب المصري, مؤكدا أن المواقف الصعبة تكشف الرجال.

ونبه إلي أن الاستقالة تعطي غطاء سياسيا لابتزاز الغرب, وتؤكد المزاعم التي يروجها الإخوان, في أوساط ووسائل الإعلام الغربية ومع المسئولين الدوليين, بأن ما حدث في مصر هو مجزرة.
ووصف هشام أبوالسعد, مساعد رئيس حزب الجبهة الديمقراطية, استقالة البرادعي بأنها انسحاب في وقت عصيب, أفقده رصيده لدي الشعب, وأكد عدم صلاحيته ليكون رجل دولة, واعتبر حزب التجمع الاستقالة طعنة لظهر الثوار في هذا التوقيت السييء.

الخارج هو الأهم!

وأدان حزب الكرامة الاستقالة وقال محمد سليمان, أمين الإعلام بالحزب, إن البرادعي يكرر ما فعله بعد ثورة25 يناير بانسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية, قافزا من المركب ومتخليا عن ثقة الكثيرين فيه.

ووصف المهندس محمد أنور السادات, رئيس حزب الإصلاح والتنمية, الاستقالة بأنها نوع من إرضاء الغرب علي حساب الوطن, وهروب صريح من المسئولية التي أثبتت صراحة أنه غير قادر علي تحملها.

وقال السادات إن مصر أكبر من مليون مثل البرادعي الذي جعل مصلحة الوطن آخر اهتماماته كي يحافظ علي صورته أمام الخارج, مطالبا مؤسسة نوبل بسحب جائزة نوبل من البرادعي لتخليه عن المسئولية في الانتصار لإرادة الشعب الذي ثار في30 يونيو ضد حكم الإخوان.

وقال خالد المصري, مدير المكتب الإعلامي لحركة شباب6 إبريل, إن الحركة تتفهم جيدا قرار البرادعي بالاستقالة من منصبه بمؤسسة الرئاسة, مشيرا إلي أن البرادعي له انحيازات انسانية وحسابات للحريات والعدالة تتعارض مع إسالة الدماء, بخاصة أن يتم ذلك وهو مشارك في الحكم.

اقرأ أيضا  من يحاسب ولي الأمر إذا انحرف عن الطريق؟

وأدانت جبهة الشباب الليبرالي ما وصفته بـ تخلي البرادعي عن مسئوليته تجاه الأزمة الحرجة التي يمر بها الوطن. وقالت الجبهة إن إعلاء مصلحة الوطن فوق كل شيء حتي لو اضطررنا للاختلاف مع رموز ثورتنا, وإذا ارتعشوا لا ننسي إننا في مواجهة مفتوحة مع الإرهاب الذي لا يريد لنا سوي العودة إلي عصور الظلام مهما اختلف الزمن وأن نهاية الديمقراطية ليست بالأمر الهين دائما ما تراق في سبيلها الدماء.

وقال محمد عبدالنعيم, رئيس الاتحاد الوطني لمنظمات حقوق الإنسان, إن البرادعي خسر حب واحترام المصريين بعد تخليه عن الشعب في هذه الظروف التي نواجه فيها تنظيما دوليا إرهابيا يحرق المساجد والكنائس ويقتحم أقسام الشرطة والسجون ويحرق أرض مصر.

ورأي أن أسباب الاستقالة التي صرح بها البرادعي واهية ولا تمت للواقع بصلة وهو يعرف جيدا أن فض الاعتصام جاء بالطرق القانونية وبمراقبة منظمات المجتمع المدني الحقوقية التي أشادت بطريقة فض الاعتصام.

المصدر : الأهرامم

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.