الوضع المائي يزداد تفاقما في غزة
الجمعة-09شوال 1434 الموافق16 آب/ أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
فلسطين – غزة
تعاني بلدات فلسطينية حدودية تقع في جنوب شرق قطاع غزة منذ عدة أشهر من نقص حاد في المياه الصالحة للاستعمال المنزلي والزراعي، مما انعكس سلبًا على السكان وأصبح يعكر صفو حياتهم.
ويضطر معظم السكان هناك لشراء المياه العذبة من السيارات المتجولة، أو الاستفادة من آبار ارتوازية محلية لا تصلح مياهها للاستخدام الآدمي بسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيها إلى معدلات كبيرة.
ويؤكد المواطن وجدي أبو دقة من منطقة الفراحين القريبة من الشريط الحدودي أن أحياء المنطقة لا تكاد تصلها المياه إلا مرة أو مرتين في الأسبوع مدة أقل من ساعة.
وأضاف أن مشكلة المياه بدأت تظهر بشكل واضح منذ مطلع صيف عام 2010، وأخذت في التفاقم منذ ذلك التاريخ إلى أن وصلت إلى ذروتها صيف هذا العام.
وأوضح أبو دقة للجزيرة نت أن نقص المياه الحاد دفع الناس إلى مراكمة خزانات المياه وشراء أكثر من مضخة من أجل جلب الماء إلى الخزانات الأرضية بغرض تجميعها ومن ثم ضخها إلى خزانات أعلى المنازل.
وذكر أن أزمة المياه أصبحت شغل الناس الشاغل، حيث يضطرون إلى السهر ساعات طويلة من الليل في انتظار وصول الماء، وشراء أكثر من مضخة بسبب عطبها بفعل قلة المياه الواصلة في خطوط الإمداد.
وتمثل حكاية المواطن وجدي أبو دقة مع الماء نموذجا لما وصلت إليه حالة سكان ثلاثة بلدات تقع على مقربة من الشريط الحدودي بجنوب القطاع يتهدد نقص الماء بقاء وصمود أهلها.
ويرى مسؤولون محليون أن مشكلة الكهرباء ونقص الوقود مؤخرا ساهمت في تفاقم الأزمة، إلا أنهم في الوقت ذاته يؤكدون أن جذر المشكلة يبقى في الاستنزاف المائي للخزان الجوفي للقطاع ورداءة مياهه التي تزداد تفاقما في كل عام.
بدوره أكد رئيس بلدية بلدة عبسان ورئيس مجلس إدارة المياه في المناطق الشرقية مصطفى الشواف أن أزمة المياه وضعت البلديات المحلية أمام تحديات صعبة جعلتها عاجزة عن إيجاد حلول للسكان دون أن يكون هناك حلول على مستوى قومي.
ولفت إلى أن ملوحة المياه بدأت تنعكس على كثير من المزروعات إذ لم يعد بإمكان سكان بلدات جنوب شرق قطاع غزة زراعتها كالخيار وغيره من المزروعات الصيفية.
وعبر للجزيرة نت عن خشيته البالغة من تفاقم مشكلة المياه في السنة القادمة بشكل أشد ضراوة من العام الجاري، لافتا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا كبيرا جدا في الكميات اللازمة للسكان.
وأوضح الشواف أنه لم يعد بالإمكان السيطرة على النقص الحاد والمتزايد في المياه، لافتا إلى أن كافة سكان قطاع غزة وفق الأبحاث سيرغمون بعد خمس سنوات على استخدام ماء البحر.
ودعا المسؤول المحلي القيادة الفلسطينية والمانحين الدوليين والعرب إلى إقرار مشاريع طموحة على مستوى تحلية مياه البحر ونقلها إلى المناطق السكنية بما يتناسب مع النمو السكاني المطرد في قطاع غزة.
من ناحيته أكد المدير العام لمصلحة مياه بلديات الساحل منذر شبلاق أن أزمة الكهرباء والوقود فاقمت أزمة المياه في قطاع غزة وتسببت في عدم انتظام ضخ المياه، مشيرًا إلى أن هذه المعيقات تأتي في ظل تدهور خطير طرأ على الوضع المائي في قطاع غزة، بفعل تسلل مياه البحر إلى باطن الأرض لتعويض الاستنزاف الحاد في المياه العذبة من الخزان الجوفي. وأضاف أن ملوحة المياه طالت صنابير قطاعات سكانية واسعة في غزة، حيث امتدت مياه البحر إلى خط عرض أكثر من كيلومترين شرق الشاطئ على طول يابسة مناطق متعددة بالقطاع.
وأكد للجزيرة نت أنه في صيف كل عام يشهد الوضع المائي في غزة ترديا مضاعفا على مستوى النوع والكمية، متوقعا أن يتعرض القطاع إلى كارثة مائية في غضون العامين المقبلين ما لم يتدخل العالم لتسريع مشاريع تحلية مياه البحر لإنقاذ المناطق الأكثر تعرضا لزحف مياه البحر على طول يابسة مناطق متعددة بالقطاع.
المصدر : السبيل + الجزيرة نت