مشرحة الاسكندية تجمع فرقاء السياسة

الاربعاء – 14 شوال 1434 الموافق 21 أغسطس/آب 2013

مصر – القاهرة

مشرحة “كوم الدكة” التي لا يختلف كثير من المصريين على أنها الموقع الوحيد الذي استطاع تجميع فرقاء السياسة بعد أن ساهم الانقلاب العسكري في بث نوازع الفرقة بينهم، وحوَّل خلافهم السياسي من حالة الاستقطاب إلى الاحتراب والمواجهات العنيفة في أي مكان يوجدون فيه.

وخلال الفترة السابقة استقبلت هذه المشرحة جثامين الضحايا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسيالذين سقطوا في الاحتجاجات التي عمّت الإسكندرية في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدويةوالنهضة.

وبينما يبدو المشهد داخل المشرحة أكثر قسوة خاصة عندما تشم رائحة الدماء بمجرد دخولك من الباب الرئيسي لتتعرف على المبنى المكون من أربع غرف اثنتان منها مخصصتان لغسل الموتى على يد جابر عبد المعطي مسؤول المشرحة الذي قال إنها تستوعب عشرات الجثث. وهناك حجرة أخرى لإنهاء الإجراءات الإدارية الخاصة بتصاريح الدفن.

اقرأ أيضا  النمسا تفرض قيودا جديدة على طلبات اللاجئين

ويضيف في حديث للجزيرة نت “لا يأتي إلى المشرحة أحد إلا للبحث عن مفقود أو لتسلم جثة سواء كان من المعارضين أو المؤيدين. ومنذ بداية الشهر الجاري وأعداد الوافدين على المشرحة تزيد عن المعدل الطبيعي وهو ما يحدث فقط أثناء الكوارث والحوادث مثل انهيار العقارات أو أثناء ثورة 25 يناير، الأمر الذي جعلنا نعمل ساعات إضافية”.

أما عم خالد محمد -وهو أحد العمال الذين يشاركون في غسل الموتى- فقد تحدث عن بعض المشاحنات التي قد تحدث بين عمال المشرحة وبعض الأهالي الذين يعترضون على بعض الإجراءات الإدارية التي يتم تنفيذها على الجميع بسبب كثرة الجثث المتراكمة أمام وحول المشرحة.

يشكو ذوو القتلى من مؤيدي مرسي ومعارضيه من بطء إجراءات إصدار تصاريح الدفن، وعدم مراعاة المسؤولين لحالتهم النفسية وما يخالجهم من غضب عارم.

اقرأ أيضا  فريق «شفاء» الكويتي يواصل علاج المصابين السوريين

يقول محمد يحي -وهو والد أحد الضحايا من أنصار مرسي- “ابني لم يكن من الإخوان لكنه داعم لمبدأ الشرعية، ومن أجلها وفي سبيل الله فقد روحه. والآن تجمعه غرفة المشرحة بشاب آخر مات في سبيل قضية أخرى. أعتقد أنه تعرض لعملية خداع وتضليل كبيرة ولكن أمر الله والموت له حرمة والتراب يغطي الجميع ويجمعهم، وحسابهم عند الله عز وجل”.

ويؤكد محمد حسان -شقيق محمود أحد الذين لقوا حتفهم بطلق ناري أثناء مروره بالمصادفة في اشتباكات منطقة الإبراهيمية الخميس الماضي- أن الدم المصري كله حرام، وكثير من المواطنين غير المنتمين إلى أي طرف يرون أن الجميع أخطأ في حق الوطن وعمل على فرقة أبنائه، وما عاد غير القبر هو الذي يجمعهم.

ومن جهته يرى الشيخ عبد الناصر نسيم -وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية- أن مشاعر الحزن والأسى والدموع أمام المشرحة وحّدت جميع الأهالي سواء كانوا مؤيدين أو معارضين لمرسي بعد أن تصاعدت حدة الخلافات والفرقة واتسع مداها في البلاد من الشوارع إلى البيوت ومحال العمل وكل التجمعات، وخلَّفت في الآونة الأخيرة آلاف القتلى والمصابين مما جعل المدينة تتشح بالسواد.

اقرأ أيضا  إيران تطرح مناقصة لتطوير حقول نفط وغاز في منتصف فبراير

وأوضح أن صلاة الجنازة والدعاء بالمغفرة والرحمة للشهداء، وسماع العظة من الموت والحزن على فراقهم يهدئ من روع أهاليهم ويسمح بتجميعهم دون اشتباكات أو مشاجرات.

المصدر: الجزيرة نت

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.