الأغنياء في مواجهة الفقراء
الجمعة-16شوال 1434 الموافق23 آب/ أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
حسب تقسيمات الأمم المتحدة فإن العالم الذي نعيش فيه ليس واحداً بل ثلاثة، السابقون السابقون وأصحاب اليمين وأصحاب المشأمة، فأما الأغنياء المترفون فهم يعيشون في جنان وأنهار، في مونتريال وواشنطن، وطوكيو وفرانكفورت، وسيدني ونيوزيلندا، يصل فيه دخل الفرد السنوي إلى 28.550 دولارا في السنة، وعددهم يبلغ 20% من عدد سكان الأرض، البالغ عددهم في أوجست من عام 2013م أكثر من سبعة مليارات وأربعة وأربعين مليوناً من الأنام (بالضبط = 7144930152 نفراً)*.
هؤلاء المتخمون المنعمون أصحاب جنان الأرض وأموالها ومراكزها العلمية وجامعاتها الراقية مع التأمين الصحي والأمن الاجتماعي والقوة العسكرية وإنتاج التكنولوجيا وعالم الإنترنت وفيسبوك، والحركة باتجاه المستقبل لا تزيد أعدادهم عن 1.2 مليار من الأنام.
في الدرجة الثانية تخسف الأرض بأربعة أضعاف هذا الرقم (5.3) مليار يبلغ دخل الفرد السنوي 1920 دولاراً. ويتوزعون جغرافياً في آسيا (حيث 66% من البشر يعيشون ومنهم كتلة هائلة من المسلمين المتخلفين عن حركة التاريخ).
أما الطبقة الفقيرة المسكينة، التي في أسفل سافلين حقاً، فيبلغ تعدادهم 600 مليون من الأنام، حيث الحرب والضرب، والفقر والنقر، والتخلف والفساد، والتعاسة ألواناً مرتسمة على وجوه الأطفال والبيوت المهترئة يتجول بينها أناس كسالى يجرون أقدام الخيبة، فيبلغ دخل الفرد السنوي 450 دولاراً.
بمعنى أن 9 % من سكان الأرض يعيشون على دخل دولار واحد في اليوم، وهؤلاء يتوزعون بين مصر وبنجلاديش، ورواندا واليمن، وأحفير وسميمو والجبهة والناصرية والنجف، وأمريكا اللاتينية والكاريبي في تاهيتي وتيرنيداد وكوبا من أتباع كاسترو وشافيز، وبورما ماينمار حيث العسكر بأبواطهم ومسدساتهم، وفي إفريقيا في زيمباوبي حيث فاز الشيخ المدنف موغابي بالانتخابات وعمره قريب من قرن!.
التخلف إذن هو مزيج متفجر من التعاسة والدخل الميت والسياسة الانتهازية. في دول التعاسة هذه 1.1 مليار بدون ماء نظيف يشربونه. و2.6 مليار بدون صرف صحي. أما الأمية والنت فهي من عالم عبقر، يموت منهم جوعاً كل عام تسعة ملايين، منهم خمسة ملايين طفل. يضاف لهم مليونا طفل بأمراض وأنتان. وأكثر من الثلثين (61%) يعانون من أمراض في النمو وسلامة العقل.
وفوق كل هذا عطن في الحكومات، وانتهازية عند السياسيين والقادة، وأجهزة أمن متوحشة، وبيروقراطية فاسدة مشلولة، وإنسان فقد الأمل في الحياة والمستقبل.
المصدر : صوت الأقصى