وعند الله تجتمعُ الخصومُ بقلم: سماح خالد الريفي
الجمعة-23شوال 1434 الموافق30 آب/ أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
في ظل المجازر التي لا تنتهي ، ودماء المسلمين التي تسيل وتصبغ الأرض في كل وقت وحين ، وعيون الثكالى والأرامل التي تذرف وتنهمر وتأن ولا تلين ، ومساجد تُقتحم من قبل المسلمين باستثناء المسجد الأقصى الأسير ، وغفلة الظَلَمَة عن محكمة الآخرة التي يقضي فيها أحكم الحاكمين ، فلا حاجة لشريط مصور ، ولا قناة بث ، إنها محكمة الذي يسمع ويرى ، فلا ينفع التدليس ، ولا التكذيب … وسيكون الإقرار هو الجواب بعد عرض الكتاب ؛ نرى ويا ليتنا لم نرى ، ونسمع ويا ليتنا لم نسمع دعاة على أبواب الظلم والظالمين ، يُدافعون ويلتمسون الأسباب ويتهمون ويعللون جرائم المجرمين ، رغم ما يُشاهدونه من هرج السفاحين (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[سورة الحج،آية:46] . قال الشيخ الشنقيطي : “إذا وجدت إنساناً منشغلا بأخطاء القتيل عن خطايا القاتل ، فاعلم أنه بليد لا فهم له ، أو جبان لا ضمير له” .
فلا يجلسن أحدكم على أريكته ، وينام آمناً على سريره محاطاً بنَمَارقه ، ويأكل ويشرب ما لذ وطاب ثم يقول مؤامرة على الإسلام والمسلمين ، وأن المجاهدين هم هم المتطرفين ، وأن السلميين هم هم الانقلابيون .
فيا دعاة المؤامرة : تآمر الكفار على النبي صلى الله عليه وسلم في عصره ، وما زالت ، وستبقى تُكاد وتتجدد في ربوع العالمين ، لم تخرج علينا المؤامرة بغتة وتداهمنا ، ولا تكون طريقة ردعها باستباحة دماء المسلمين ، وتشريدهم ، وتقطيعهم واستباحة أعراضهم ؟ والله (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)[سورة الزخرف،آية:19] .
فيا أيها المسلمون : هذه دماء طهر الله منها أيدينا فلنطهر منها ألسنتنا ، ولندعو لإخواننا المسلمين في سوريا ، ومصر ، وتونس ، واليمن ، وبورما ، وفي بقاع الأرض جميعا ، فهذا السلاح الذي نملكه في وضعنا الراهن ، وكلمة حق نُساند بها إخواننا المظلومين والمضطهدين ؛ وما هذه المصائب والمحن وازديادها إلا علامة على قرب النصر قال تعالى 🙁حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)[سورة يوسف،آية:110] .
وقال الكواكبي رحمه الله : “فناء دولة الاستبداد لا يصيب المستبدين وحدهم بل يشمل الدمارُ الأرضَ والناس والديار، لأن دولة الاستبداد في مَرَاحِلها الأخيرة تَضرِب ضَرب عشواء كَثَور هائج أو مِثل فيل ثائر في مصنع فخار، وتحطم نفسها وأهلها وبلدها قبل أن تستسلم للزوال . وكأنما يُستَحَق على الناس أن يدفعوا في النهاية ثمن سكوتهم الطويل على الظلم وقبولهم القهر والذل والاستعباد، وعدم تأملهم في معنى الآية الكريمة: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.”)
وعلينا ألا ننسى أن الأيام دول ، فها نحن اليوم آمنون ولا والله لا ندري ما يكون حالنا في الغد ، أو بعد غد ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
المصدر: يافا