هُم مُبتَلون وصابِرون وَنَحن آمِنُون مُتَذَمِرون بقلم: سماح خالد الريفي

الجمعة-23شوال 1434 الموافق30 آب/ أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

في زمن الفتن والعجائب ، في السنوات الخَدَّاعَات قال صلى الله عليه وسلم: (سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ، قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.

)[أخرجه ابن ماجة وأحمد وصححه الألباني].

عَينٌ على سوريا ، والأخرى على مصر ،  والعقل متعجب من كل متكبر جبار ، والقلب يخفق ألما وحبا وخوفا على أشقاء لنا امتحنهم الله في دينهم ، وأولادهم ، وأزواجهم ، وأعراضهم ، فصبروا على فقدان فلذات أكبادهم ، وأحبائهم ، وبَتر أعضائهم ، وَحَرق وتشويه أجساد ذويهم ، ولسان حالهم : ما عند الله خير وأبقى ، ما عندكم ينفد وما عند الله باق ، وللآخرة خير لنا من الأولى … 

اقرأ أيضا  الحديث النبوى الشريف

وَعَلِموا وأيقنوا أن سنن الله وحكمته في الابتلاء ثابتة معلومة لأصحاب الدعوات والرسالات ومن يسير على دربهم ، وأيقنوا ووعوا قوله تعالى 🙁أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)[سورة العنكبوت،آية:2] واستوعبوا قوله تعالى 🙁وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)[سورة البقرة،آية:155] وأدركوا حكمته تعالى في قوله 🙁مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)[سورة آل عمران،آية:179] . وسلّموا أن من الحكمة ما استأثر الله تعالى بعِلمه فهو جل جلاله 🙁 لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)[سورة الأنبياء،آية:23] ، و قد تكون الحكمة مما أخبر به في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أو اجتهادا واستنباطا لمن وفقه الله لمعرفة ذلك

اقرأ أيضا  الأحاديث النبوية المبشرة بنصر الإسلام والمسلمين

ولكن العَجب كُل العجب من بعض الناس ، يجلسون أمام التلفاز ويرددون عبارات تكفيرية محضة ، ولا يُدركون ذلك ، فتارة : “ألا يرى الله ماذا يحصل بالمسلمينأو : “أن الله يحب الظلمة” أو “أين الله ماذا ينتظر” … وَيِّحَكُم ألم تسمعوا قوله صلى الله عليه وسلم 🙁إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يَنْزِلُ بِهَا فِى النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)[صحيح أخرجه مسلم] ، ولا والله لا أدري لو أصابنا ما أصابهم ماذا سنصنع وقت ذاك ، هذا كلامنا ونحن آمنون مُطمئنون ، فماذا سنقول ونفعل عند الابتلاء ، فلنتقي الله في أقوالنا ، وأفعالنا ، واتجاهاتنا ، ولنكن بجانب الحق ننصره بشتى الطرق المتاحة لنا ، ولنحذر كل الحذر مما يصدر منا ، ولنعلم جميعا أن التمكين يكون بعد الابتلاء والصبر ، هكذا صُنِعَ بالأنبياء عليهم السلام ، ومن يليهم من أصحاب الدعوات ، فلنسأل الله العافية والثبات والصبر والتمكين ، إنه هو الولي القدير ، ونصر المؤمنين عليه يسر ، والحمد لله رب العالمين .

اقرأ أيضا  زينة المسلم في ضوء الكتاب والسنة

 

المصدر :يافا

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.