أعياد تستبيح الأقصى لتقسيمه
الجمعة-1 ذو القعدة 1434 الموافق6أيلول /سبتمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
بقلم/ خالد معالي
تشكل الأعياد في مختلف الأديان؛ محطة لترويح وهدوء النفس، والسمو بالأخلاق الحميدة والمعاني الإنسانية السامية والراقية؛ إلا أنها بعكس ذلك لدى دولة الاحتلال من مستوطنين ومستجلبين من مختلف دول العالم؛ فهي لديهم محطة لزرع بذور الكراهية وقرع طبول الحرب، والمزيد من المشاكل والفتن والإضرابات، وتدنيس المقدسات كما يحصل في المسجد الأقصى هذه الأيام.
ما يسمى بعيد “رأس السنة العبرية”، في دولة الاحتلال؛ حول القدس إلى ثكنة عسكرية، ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، ودنس باحات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، عدا عن الاعتقالات في صفوف المصلين والمقدسيين، ومنع من هم دون الـ50 عاما من الرجال من دخول المسجد الأقصى، للصلاة والتواجد فيه، ومنع دخول طلبة مدارس الأقصى الشرعية من الوصول إلى مقاعدهم الدراسية.
“يوم النفير” لحماية المسجد الأقصى جاء كرد فعل طبيعي وعادي لصد الاقتحامات الجماعية للأقصى عشية العيد المزعوم، وهو حق كفلته القوانين الدولية؛ فيكون عقاب كل من يحاول الدفاع عن مقدساته الضرب أو الاعتقال أو الطرد، والعالم يتفرج!.
للمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة؛ معانٍ ودلالات هامة مزروعة في قلب وعقل كل مسلم وعربي وفلسطيني، وعقيدة دينية مؤثرة ومحركة ليس للمقدسيين فقط ؛ بل للأهل في ال 48، وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح الذي يعتقل لحبه للأقصى، والضفة الغربية وقطاع غزة، والعرب جميعا، وأمة المليار ونصف مسلم، ولكل من يرفض الظلم .
“يوم النفير” يعبر عن رفض الاحتلال والظلم المتواصل بحق المدينة المقدسة والشعب الفلسطيني، ورفض تدنيس او تقسيم المسجد الأقصى؛ وهو محطة لتعبئة النفوس للتمسك بالحق ورفض الاستسلام أو القبول بالأمر الواقع الاحتلالي، بكل ممارساته ومساعيه ومخططاته لتهويد المدينة وتغيير طابعها وتزوير تاريخها وتهجير أبنائها؛ وهو خطوة في الاتجاه الصحيح تعزز الخطوات القادمة والمنتظرة للتحرير، طال الزمن أم قصر، وكذلك للفت انتباه الرأي العام الدولي لمعاناة شعبنا، وانتهاك حقوقه في أرضه ووطنه ومحاولة قتل حاضره ومستقبله.
صحيح أن المسجد الأقصى يطلب أكثر من المسيرات والاحتجاجات على أهميتها، فهو يطلب أن يعمره ويزوره المسلمون من كل أنحاء العالم مرفوعي الرأس تحت رايات الإسلام الخفاقة ترفرف فوق مآذنه.
المسجد الأقصى وعبر التاريخ؛ ملازم للوعي السياسي الجمعي للأمة، “ونتنياهو” يلعب بالنار بمحاولاته تقسيم المسجد الأقصى، وهو يستغل الصمت المطبق من قبل أكثر الأنظمة العربية والإسلامية على الاقتحامات، ويشجع اليهود المتطرفين ليكثفوا بالتالي من اعتداءاتهم واقتحاماتهم لباحات الحرم الشريف كمقدمة لبناء الهيكل المزعوم بعد هدم الأقصى بحسب مخططاتهم.
في كل الأحوال؛ لا يجوز السكوت عن استهداف الاحتلال والمستوطنين للقدس والمسجد الأقصى؛ وهذا منوط ليس فقط بأهالي القدس أو أل 48؛ بل بالأمة جمعاء؛ وسيلعن التاريخ كل زعيم أو قائد أو حتى مواطن سكت عن تدنيس أو اقتحام المسجد الأقصى المبارك، أو تقسيمه وبناء الهيكل لاحقا إن عم الصمت؛ ف”أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون“.
المصدر: شبكة فلسطين الاخبارية