ترحيب حذر بالمبادرة الروسية المتعلقة بسوريا
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الأربعاء-6 ذوالقعدة 1434 الموافق 11 أيلول /سبتمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
موسكو
لقي العرض الروسي بوضع ترسانة الأسلحة الكيمائية السورية تحت إشراف دولي، لإبعاد خطر الضربات الأمريكية عن دمشق، ترحيبا حذرا اليوم الثلاثاء، حتى من مؤيدي الضربة العسكرية، فيما اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه قد يشكل “اختراقا كبيرا”.
وحده الائتلاف الوطني السوري المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد، ندد بالاقتراح الروسي، معتبرا إياه مناورة سياسية لإضاعة الوقت.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حض الاثنين بعد محادثاته مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو، دمشق على “وضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ومن ثم التخلص منه”. ورحب المعلم من موسكو بهذا الاقتراح ولو أنه لم يتضح في الوقت الحاضر ما إذا كان الأسد سيعطي موافقته.
واعتبر لافروف أن الخطة قد تؤدي إلى تجنيب دمشق ضربات عسكرية تخطط الولايات المتحدة لتوجيهها للنظام السوري الذي تتهمه بالوقوف وراء الهجوم الكيميائي في 21 أغسطس في ريف دمشق. وأعلن لافروف اليوم الثلاثاء، أن روسيا على اتصال مع سوريا لوضع “خطة ملموسة” بشأن الأسلحة الكيميائية.
تأجيل الهجوم
وحذر أوباما الاثنين من أنه لم يصرف النظر عن الحل العسكري، لكن الواقع أنه بموافقته على درس المبادرة الروسية أرجأ التحرك المحتمل.
وكان أوباما يعتزم تخصيص يوم الاثنين لعرض خطته القاضية بشن ضربات عسكرية عقابية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على رأي عام أمريكي مشكك.
وعوضا عن ذلك وجد نفسه يعلق على مبادرة دبلوماسية روسية مفاجئة تقضي بفرض رقابة دولية على ترسانة محظورة من الأسلحة الكيميائية السورية وتدميرها.
وأقر أوباما الذي يواجه مهمة صعبة إذ يترتب عليه الحصول على موافقة الكونجرس للقيام بتحرك عسكري محدود، بأنه غير واثق من أن الكونجرس سيصوت قريبا على هذه المسألة.
وفي ست مقابلات منحها لوسائل إعلام مختلفة حرص أوباما على الإشارة إلى أنه بحث المسألة مع الرئيس الروسيفلاديمير بوتين، خلال قمة مجموعة العشرين الأسبوع الماضي في سان بطرسبورج.
وأعرب حلفاء واشنطن الأوروبيون عن الموقف ذاته، إذ رحبوا بالخطة مع التعبير عن تشكيك وتحفظات، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إزالة أسلحة سوريا الكيميائية تحت إشراف المنظمة الدولية.
ترحيب حذر بالمبادرة
والثلاثاء أعلنت الصين المعارضة لأي ضربة عسكرية ضد نظام دمشق “ترحيبها” بالعرض الروسي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي خلال مؤتمر صحفي “إننا نرحب بالاقتراح الروسي وندعمه”.
كما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم الثلاثاء، أن إيران “ترحب” بالمبادرة الروسية لوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي.
في المقابل، نددت المعارضة السورية بالعرض الروسي معتبرة أنه “مناورة سياسية” ومطالبة بـ”رد” على نظام دمشق.
كذلك أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن قلقه من أن تكون الخطة مجرد “تكتيك للتمويه” لكنه رحب بها بصورة عامة.
كذلك اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن اقتراح الكرملين “مثير للاهتمام” لكنها دعت إلى تطبيقه بشكل سريع وعدم استخدامه “للمماطلة”.
أما فرنسا، الحليف الغربي الوحيد الذي أبدى صراحة استعداده للمشاركة في ضربات تقودها الولايات المتحدة، فقالت إن على الأسد أن يتعهد “بدون إبطاء” بتدمير مخزونه من الأسلحة الكيميائية.
ومن جانب أخر، دعا بان كي مون إلى إقامة مناطق في سوريا تشرف عليها الأمم المتحدة يتم فيها التخلص من أسلحة سوريا الكيميائية.
من جهتها أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء، أن القوات النظامية السورية تتحمل على الأرجح مسؤولية الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 أغسطس في ريف دمشق وتسبب بمقتل المئات.
عقبة أوباما الداخلية
وإن كان أوباما وصف الطرح الروسي على أنه انتصار لسياسة التهديد بالخيار العسكري التي انتهجتها واشنطن، إلا أنه مازال يواجه عقبة في سياسته الداخلية.
فبعدما اختار أن يطلب موافقة الكونجرس على شن ضربة عسكرية محدودة على سوريا، فإنه يواجه اليوم هزيمة محتملة حتى في صفوف حزبه الديموقراطي.
وأعلن زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد، أنه سيرجئ عملية تصويت أساسية حول السماح باستخدام القوة، بانتظار أن يتوجه أوباما بكلمة إلى مواطنيه الثلاثاء من البيت الأبيض للدفاع عن موقفه.
وقال أوباما معلقا على إمكانية الفوز بالعدد المطلوب من الأصوات للحصول على الضوء الأخضر “لن أذهب إلى القول بأنني واثق” من ذلك. وأضاف “إنني واثق بأن أعضاء الكونجرس سيتعاملون مع هذه المسألة بجدية كبيرة وسيبحثونها عن كثب”.
وفي هذه الأثناء وبمعزل عن المناقشات السياسية، نشرت الولايات المتحدة سفنا حربية مجهزة بصواريخ كروز في شرق المتوسط، تمهيدا لما وصفه مسؤولون أمريكيون بضربة عقابية محدودة.
واعتبر أوباما أن الضربات العسكرية ضرورية للدفاع عن القوانين الدولية التي تحظر استخدام أسلحة كيميائية.
ورفض استبعاد احتمال التحرك بشكل منفرد بدون دعم الكونجرس ولا الأسرة الدولية، غير أن هزيمة سياسية في الكونجرس ستشكل صفعة لمصداقيته كما لمصداقية الولايات المتحدة وستعزز موقع الأسد.
المصدر : وكالات