الإخلاص
الإثنين- 24 ذوالقعدة 1434 الموافق30 أيلول / سبتمبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
الإخلاص
قال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].
يا إِخْوَة الإسلام:
من المبادئ المسلَّمة في الدين الإسلامي، أن الذي يطلب رضا الله لا بد وأن يُخْلِص له العمل، وأن يُسْلِم الوجه إليه، وأن يمتثل لكل ما جاء من عنده وأن يرتبط به ارتباطًا وثيقًا، يقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 22].
والإخلاص أساس القَبُول عند الله، وقد أمر به في كل شأن من شؤون الدين؛ يقول سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [الأعراف: 29].
أمر بالإخلاص في العبادة، وقد قال ابن كثير في ذلك: “إن الله لا يقبل عملاً حتى يجمع ركنين:
الأول: أن يكون صوابًا موافقا للشريعة.
الثاني: أن يكون خالصًا من الشرك“.
وقد بيَّن الرسول – عليه الصلاة والسلام – الشريعة، وقال: ((كل عملٍ ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ))؛ أي: مَردودٌ على صاحبه، لا يقبله الله، وبيَّن الصلاة، وقال: ((صلُّوا كما رأيتموني أصلي))، وبيَّن مناسك الحج، وقال: ((خذوا عني مناسككم)).
فمن ابتدع شيئًا لم يُعْرَف عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في العبادة فهو مردود عليه، وأيضًا يُرَدُّ إليه عمله إذا لم يكن خالصًا من الشرك، يقول – عليه الصلاة والسلام -: ((إنما الإعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمَن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومَن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))[1].
رُوِي أن رجلاً جاء إلى رسول – عليه الصلاة والسلام – وقال له: يا رسول الله، إنِّي أتصدق، وأصل الرحم، ولا أصنع ذلك إلا لله، فيذكر ذلك لي، وأحمد عليه؛ فيَسُرُّني ذلك، وأعجب به، فسكت النبي – عليه الصلاة والسلام – فنزل سفير الوحي جبريل يحمل قول رب العالمين: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].
وبذلك أمر الله محمدًا وأتباعه أن يجعلوا عبادتهم وذبائحهم ومناسكهم خالصة لله، وكذلك ما هم عليه في حياتهم الدنيا، وما يكونون عليه عند مماتهم – من الإيمان واليقين – خالصًا لله؛ ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].
ويقول الحق- سبحانه وتعالى-: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].
ما أُمِرت الأمم السابقة من اليهود والنصارى والمشركين إلا ليعبدوا الله؛ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]، ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، ويقيموا الصلاة التي تربطهم بالله، ويؤتوا الزكاة التي تطهِّرهم من الأمراض النفسية؛ وذلك الدين القيم، والملة القائمة العادلة، والأمة المستقيمة المعتدلة.
ومن أخلص عملَه لله خاف منه الشيطان، وتجنَّبه، يقول – سبحانه وتعالى – في ذلك عن الشيطان: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر: 39، 40].
ويقول الرسول – عليه الصلاة والسلام -: ((الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ما ابتُغِي به وجه الله)).
والأمور التي تدعونا إلى الإخلاص وتحضنا عليه كثيرة:
منها الخوف من عقاب الله والخشية من سخطه قال – سبحانه وتعالى -: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ [الأنعام: 14 – 16]، ويقول – سبحانه وتعالى -: ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 7 – 10]، ويقول – سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46].
ومنها الشعور بالفقر إلى الله، والحاجة إليه، وطلب رضاه؛ قال – سبحانه وتعالى -: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [البقرة: 207]، وقيل: إن هذه الآية نزلت في “صُهَيب الرُّومِي”، وقد أخبر عن نفسه، فقال: لما أردت الهجرة من مكة إلى المدينة، قالت قريش: يا “صُهَيب“، قَدِمت صُعْلُوكًا لا مال لك، وتخرج أنت ومالك، والله لن يكون ذلك أبدًا، فقلت لهم: أرأيتم إن دفعت إليكم أموالي تخلون عني؟ فدَفَعت إليهم أموالي، فعلم بذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنزل الله قوله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [البقرة: 207]، فقال عليه الصلاة والسلام: ((رَبِح صُهَيب، رَبِح صُهَيب)).
ومنها الحاجة إلى رضا الله، والتمتع بحبه – سبحانه وتعالى – ومن ذلك ما رُوِي عن الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم – عند دعوته لأهل الطائف، لقد آذَوه وعذَّبوه، ورَمَوه بالحجارة، حتى سال الدم على قدمه الشريف، ولكنه ناجى ربه قائلاً: اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلَّة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُني؟ إلى بعيد يتجهَّمني؟ أم إلى قريب ملكَّته أمري؟ اللهم إن لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا أُبَالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك – الذي أَشْرَقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة – من أن ينزل علي غضبُك، أو يحل علي سخطك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(لك العتبى حتى ترضى)؛ أي: أن تفعل بي كل ما تريد في سبيل رضاك عني.
ومنها الشعور بأن الله صاحب الفضل في كل شيء، يقول – سبحانه وتعالى -: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53].
ويقول- سبحانه وتعالى-: ﴿ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 17، 18].
وقال حبيب بن أوس: “إن حق الله أثقل من أن يقوم به العباد، وإن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن أَصْبِحوا توَّابين، وأَمْسُوا توَّابين“.
ومنها الشعور بأن الله واحد لا شريك له في ملكه ولا يستحق العبادة غيره، يقول – سبحانه وتعالى -: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163].
وقصَّ القرآن الكريم علينا عددًا من المخلصين: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [يوسف: 111]، من هؤلاء الأشخاص “يوسف الصديق” يقول – سبحانه وتعالى -: ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ* وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 23، 24].
ودَعَتْه امرأة العزيز، وحَرَصَت على ذلك أشد الحرص، فقال “يوسف”: معاذ الله! إن زوجَك صاحبَ المنزل سيدي، وقد أحسن مثواي، وأكرم مُقَامي عنده، إنه لا يفلح الظالمون، ولقد همَّت به فعَصَمه الله، ونزَّهَهُ عن الفحشاء وحماه؛ لأنه من عباد الله المخلصين، صانه الله من الزنا، وبرأه مما نُسِب إليه زورًا وبهتانًا، بالشاهد، وبإقرار زُلَيْخَا، وبحاجة الملك إليه، ومكنه الله في الأرض لإخلاصه: ﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 56].
وقال- سبحانه وتعالى-: ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴾ [يس: 20 – 27].
وتحدِّثنا السنة النبوية المطهرة: أن الاخلاص ينجي من المحن.
عن ابن عمر قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((انطلق ثلاثةُ نفرٍ ممن كان قبلكم، حتى آواهم المَبِيت إلى غارٍ، فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل، فسدَّت الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة، إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم.
فقال رجل: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنتُ لا أَغْبِق قبلهما أهلاً ولا مالاً – أي: لا أُقَدِّم عليهما في شرب اللبن أهلاً ولا غير أهل – فنأى بي طلب الشجر يومًا فلم أُرِحْ – أرجع – إليهما حتى ناما فحلبت لهما غَبُوقَهما، فوجدتهما نائمينِ، فكَرِهت أن أوقظهما، وأن أَغْبِق قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثت والقِدْح على يدي، أنتظر استيقاظهما، حتى بَرِق الفجر، والصبية يَتَضَاغَون عند قدمي، فاستيقظا فشَرِبا غَبُوقهما، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك، ففرِّج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئًا لا يستطيعون الخروج معه.
وقال الآخر: إنه كانت لي ابنة عمٍّ، كانت أحبَّ الناس إليَّ – وفي رواية: كنت أحبُّها كأشد ما يحب الرجال النساء – فأردتها عن نفسها، فامتنعت مني، حتى ألمَّت بها سنة من السنين – نزل بها قحط – فجاءتني، فأعطيتها عشرين ومائة دينار؛ على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلتْ، حتى إذا قدرتُ عليها، قالت: “اتق الله، ولا تَفُضَّ الخاتم إلا بحقه – أي: إلا بعقد شرعي – فانصرفتُ عنها، وهي أحب الناس إليَّ، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها.
وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أُجَراء، وأعطيتهم أجرهم، غير رجل واحد، ترك الذي له وذهب، فثمَّرت – نَمَّيتُ – أَجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله أَدِّ إليَّ أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك، من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي، فقلت: لا أستهزئ بك، فأخذه كله، فلم يترك شيئًا، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون” [2].
وما مكَّن الله الصحابة في الأرض إلا بعد أن أخلصوا العمل لله، وطهَّروا قلوبهم من الأمراض، مكنهم الله وجعلهم قادة الدنيا، وسادة العالم، ويوم أن نتمسك بالإخلاص تعود إلينا حضارتنا، ويرجع مجدنا، وتنهض أمتنا.
المصدر : الألوكة