السعودية تجدد تحذيرها من ”تسييس” مناسك الحج
الجمعة- 28 ذوالقعدة 1434 الموافق4 تشرين الأول /أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
السعودية -الرياض
جددت السعودية تحذيرها من “تسييس” مناسك الحج، مضيفة أن هناك جهات ستتولى منع حدوث أي فوضى خلال موسم الحج.
يأتي هذا التحذير الثاني من نوعه خلال شهرين بعد دعوات أطلقها نشطاء مؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي لرفع شعار “رابعة العدوية” (أربعة أصابع منتصبة) على جبل عرفات، وذلك بعد نحو 6 أسابيع من تحذير مماثل اعتادت المملكة أن تصدره سنويا، لتحذير حجاج إيران من إقامة مراسم يطلقون عليها “البراءة من المشركين“.
ويشير شعار “رابعة العدوية”، الذي بات رمزا لمؤيدي الرئيس المصري المعزول، إلى مقتل المئات وإصابة الآلاف في فض قوات من الجيش والشرطة لاعتصام مؤيدين لمرسي في ميداني “رابعة العدوية” (شرقي القاهرة) و”نهضة مصر” (غرب العاصمة) يوم 14 أغسطس/ أب الماضي.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل مساء أمس الأربعاء، إن كل المسؤولين في المملكة عبروا عن موقفها الرافض لتسييس الحج.
وأوضح أن مسؤولية السلطات السعودية هي تأمين سلامة الحجاج مع ضمان أن يؤدوا فريضتهم بكل يسر وسهولة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الأمير عقب تفقده جاهزية صالات الحج في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ونشرت تفاصيله وسائل إعلام سعودية اليوم الخميس.
ويحل موعد الحج هذا العام منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأشار الفيصل إلى أن جهات مسؤولة ستتولى منع حدوث أي فوضى خلال موسم الحج، دون أن يسمي تلك الجهات.
يأتي تحذير الفيصل بعد أيام من دعوات أطلقها نشطاء مؤيدين للرئيس المصري المعزول إلى رفع نصف مليون من “شعار رابعة” على جبل عرفات خلال الحج.
ودعا أحد النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إلى ” رفع شعار رابعة على جبل عرفات في صمت بدون ترديد أي هتافات من أي نوع؛ منعاً لأي ضوضاء قد تؤذي باقي الحجاج، وللمساعدة في تمضية الوقت في الاستغفار فقط”، على حد قوله.
وشرح الناشط فكرته، قائلا: “الحج هو أكبر مؤتمر إسلامي على وجه الأرض لمناقشة هموم المسلمين والتكاتف فيما بينهم .. فسنستغل الفرصة لإبلاغ الحجاج بالفكرة للاعتراض -على ما أسماه – بـ”مجازر الانقلاب العسكري والقمع والظلم في مصر” بصورة سلمية برفع شعارات رمز الصمود والعزة بعد صلاة العصر ليوم عرفة وحتى قبيل المغرب“.
وأضاف الناشط: “جميع القنوات الفضائية ستنقل هذا الحدث، والمطلوب هو طبع 500 ألف بوستر لشعار رابعة، وتوزيعه على جميع الجاليات المسلمة، وخاصة المصريين والأتراك والباكستانيين والماليزيين، على أن تساعد في عملية الطبع الجالية المصرية في السعودية وإيصال البوسترات إلى جبل عرفات“.
وحول تلك الدعوة، قال السفير عادل الألفي، قنصل مصر العام بجدة، في مؤتمر صحفي بمقر البعثة الإعلامية المصرية بالمدينة المنورة (غرب)، اليوم الخميس، إن “السلطات السعودية حذرت من استغلال موسم الحج لأى فاعليات أو أنشطة سياسية، مؤكدة أنها ستقابل مثل تلك الأفعال بكل حزم وحسم ودون تهاون وفقا للقانون السعودي“.
وأضاف أن “الحج يعد أكبر مؤتمر ديني على مستوى العالم سنويا، وبالتالي فليس هناك أى ضغائن سياسية خلال موسم الحج“.
وطالب جميع الحجيج بمختلف انتماءاتهم بالاستمتاع بأداء مناسك الحج والتضرع الى الله والتفرغ لآداء المناسك، طلبا في المغفرة “دون الانشغال بأي من أمور الدنيا“.
ونفى القنصل المصري بجدة مصحة ما تردد عن وجود تنسيق بين بعض أفراد الجالية المصرية في السعودية وجماعة الاخوان المسلمين، التي ينتمي إليها مرسي، مرسي، لطبع وتوزيع ملصقات رابعة.
وقال إن “جميع أفراد الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية على قدر كبير من المسئولية والوطنية، وليست لديهم أى معرفة بتك الدعوات المغرضة“.
كانت السلطات السعودية أصدرت تحذيرا في أغسطس / آب الماضي شددت فيع على منع تسييس مناسك الحج واستغلال شعائره لإحداث انتهاكات لا علاقة لها بهذه الفريضة.
واعتادت السعودية أن تصدر تحذيرا سنويا بهذا الشأن؛ تحسبا لأي محاولات لخلق اضطرابات من قبل الحجاج الإيرانيين الذين دائما ما يعبرون عن رغبتهم في إحياء مراسم (البراءة من المشركين) خلال الحج.
وإعلان “البراءة من المشركين” هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، روح الله الخميني، حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل: “الموت لأمريكا”.. “الموت لإسرائيل”؛ باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
وإعلان البراءة من المشركين عند الخميني، واجب عبادي سياسي، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية وواجباتها السياسية التي بدونه لا يكون الحج صحيحا.
وقد طلب الخميني من الحجاج، الإيرانيين وغير الإيرانيين المشاركة فيها، و”إطلاق صرخة البراءة من المشركين والملحدين في جوار بيت التوحيد“.
المصدر : السبيل +الأناضول