حسن زايد يكتب: أبطال. . وخونة
مقر جماعة الإخوان
الأحد- 8 ذوالحجة1434 الموافق13 تشرين الأول / أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
انقسم الناس حيال الإخوان إلى ثلاثة أقسام، قسم يتعاطف مع موقفهم، وقسم ضدهم، وقسم لم يحدد موقفه منهم تحديدًا فاصلا.
أما القسم المتعاطف فبعضه ينطلق من منطلق دينى، باعتبار الإخوان أصحاب المشروع الإسلامى، ولا يوجد مسلم لا يتعاطف مع هذا المشروع، لأن عدم التعاطف معه يعنى خذلان الإسلام فى موضع الانتصار له. والبعض الآخر تعاطف معها باعتبارها الموجة القادمة التى ركبت السلطة، والترويج للتعاطف معها قد يدفع به إلى المقدمة، وقد يركب ذات الموجة وتهب عليه نسائم السلطة فينال من حظها جانب. وبعض ثالث يعمل فى بلاط الخدمة الأجنبية التى ارتأت فى الإخوان الفصيل السياسى الذى يتقاطع مع أجندة مخططاتها للمنطقة، من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير.
والقسم الذى اتخذ موقفًا مضادًا لهذه الجماعة بعضه انطلق من منطلق الاختلاف الأيديولوجى معها، باعتبار فصل الدين عن السياسة، وتبنى أيديولوجيات لها جذور فى الفكر الغربى. والبعض الآخر اتخذ هذا الموقف المضاد نتيجة قراءة واعية لدور الجماعة فى المشهد السياسى المصرى منذ نشأتها وحتى اعتلاءها سدة الحكم فى مصر، وإدراكه نتيجة هذه القراءة للمخاطر الجمة الناجمة عن تسلط هذه الجماعة وهيمنتها على مفاصل الدولة وأركان الحكم.
أما القسم الثالث الذى اتخذ موقفًا رماديًا فكان يمثل أغلبية الشعب المصرى إلى وقت قريب، فأغلبيته لا يحمل أيديولوجية معينة، ولا يعرف شيئًا عن تاريخ الجماعة، ومن هنا جاء موقفه الرمادى. أما وقد أزيحت الجماعة عن سدة الحكم نتيجة العجز والفشل والخيانة فقد أماطت اللثام عن وجهها القبيح، بعد أن تم تعريتها من لباس الدين الذى تسربلت به طوال تاريخها وصدرته للناس كعلة اضطهاد لها من أنظمة الحكم المتعاقبة، بينما كان الوجه التى تتخفى خلفه العديد من الأمراض النفسية التى تعتور هذه الشخوص التى يجرى إلحاقها بالجماعة. وقد تبدت هذه الأمراض بشكل فاضح لما فشلت دعواتهم للأمريكان والغرب بالتدخل- ولو العسكرى- من أجل إعادتهم إلى سدة الحكم من جديد ولو على جثة الوطن وأشلاء المواطنين فى الدعوات الإرهابية التى تستهدف ضرب مصر وتخريبها وهدم مؤسساتها كعقاب ناجع لحالة الرفض الشعبى لهم، وليت الأمر توقف عند مجرد الدعوات، بل انتقلت الدعوات إلى حيز التنفيذ بوضع المتفجرات هنا أو هناك، واستخدام السيارات المفخخة، والعمليات الانتحارية، وقنص أفراد الشرطة والجيش بسيارات مجهولة، وإفساد العام الدراسى، واستهداف المترو والقمر الصناعى، ولا يستبعد استهداف المدن الصناعية. والسعى بشتى الطرق لإفساد احتفال المصريين بانتصارات أكتوبر وإسقاط الجيش كما جرى إسقاط الداخلية من قبل.
إذن الهدف هو إسقاط الدولة المصرية، فإما أن يحكمونا أو يقتلونا ولا خيار ثالث أمامنا. نقارن هذه المواقف التى تتسم بالخسة والوضاعة بمواقف أبناء مصر فى أعقاب نكسة 1967 م، وطوال حرب الاستنزاف، وإبان معركة 1973م، وحجم التضحيات التى قدمها أبناء هذا الوطن من أجل استعادة الأرض العرض التى تمثل الشرف والكرامة، قدموها بمنتهى النبل والفروسية عن رضا وطيب خاطر، مقارنة بسيطة بين ما قاله وما فعله محمد البلتاجى عضو الجماعة، وما قدمه لمصر والمصريين، وحجم التحريض الذى مارسه من على منصة رابعة العدوية ضد الجيش والشرطة، وما فعله محمد المصرى صائد الدبابات الفذ الذى اصطاد 27 دبابة باستخدام 30 صاروخًا مضادًا للدبابات إبان حرب أكتوبر، وما قاله بشأن حرصه على الصاروخ الذى يبلغ ثمنه 1200 دولار ” كنت عارف إن تمنه من دم الغلابة علشان كده ضربت 30 صاروخًا أصبت بهم 27 دبابة “. هذا هو الفرق بين من تربى فى مدرسة الإخوان، ومن تربى فى كنف جده الفلاح الذى كان يعمل ترزيًا فى إحدى قرى الشرقية. بمقارنة بسيطة تستطيع أن تدرك الفرق بين الأبطال والخونة.
المصدر : دنيا الرأي