عذرا لبعض علمائنا
عبدالكريم الملا
الأربعاء 18 ذوالحجة1434 الموافق23 تشرين الأول / أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
مقالى اتقدم بالاعتذار المسبق لعلمائنا فلهم فى القلب مكان ولهم كل التقدير والاحترام فهم أهل الاصلاح والصلاح.
وقد ترددت كثيرا فى كتابة هذا الموضوع، ولكن وجدت نفسى أمام موضوع لابد من الحديث عنه عاجلا أو آجلا، وذلك للفائدة العامة.
وهى عبارة عن تذكير وقد يغفل العالم رغم علمه عن أمور قد تكون مهمة وأساسية فى طرحه ولكن بسبب تمسكه بنمط معين أو بعدم المامه بالعلوم الأخرى التى تساهم فى بناء الفكرة العامة للموضوع، فالعالم الذى يتحدث عن الاصلاح الأسرى أو التربية، لابد ان يمتلك قدرا من العلم فى الجوانب النفسية والتربوية.
وهذه النقاط عبارة عن مواقف لبعض المتزوجين الذين شاهدوا برامج تلفزيونية أو استمعوا الى برامج اذاعية أو محاضرة من المحاضرات العامة كان لهذا الطرح جانب سلبي على الأسرة رغم أن هدف البرنامج الاصلاح بين أفراد الاسرة.
واول هذه المواقف من أحد أصدقائى وهو يؤكد لى مرارا وتكرارا انه سيطلق زوجته لأن فيها كذا وكذا وكذا من السلبيات الكثيرة وانه لا يطيقها، ويقول هل سمعت للشيخ الفلاني…… فى احد البرامج…. وهو يصف سلبيات الزوجة وأن فيها من الأخطاء الشيء الكثير وبدأ يعدد السلبيات ثم علق على الطرح، تعلم أن جميع هذه السلبيات تنطبق على زوجتي، وهنا وقفت مع نفسى فشعرت أن هذا البرنامج الذى أعد لكى يكون سببا فى الاصلاح بين الزوجين أصبح سببا فى الطلاق بينهما. وذلك لأن صاحب البرنامج يتحدث طول البرنامج عن سلبيات طرف معين مثلا سلبيات الزوجة سلبيات الزوج… من غير ذكر اعذار أو أسباب الطرف الآخر فتنصب المشاكل على جهة بعينها قد يوصل المستمع الى النفور عن البرنامج واسلوب الطرح وقد يحمل فى نفسه الكراهية لهذا الطرح.
والموقف الآخر من أحد الشباب يعرض قضيته فى أحدى الديوانيات فيقول كنت استمع الى أحد المشايخ فى لقاء تلفزيونى مع زوجتى واذا بسؤال يطرح على الشيخ هل من واجبات الزوجة العمل فى البيت من تنظيف وغسل للملابس واعداد للطعام…. فكان رد الشيخ: ليس من واجبات الزوجة هذه الأعمال، وليس من حق الرجل أن يفرض عليها ذلك. فقالت الزوجة للزوج سمعت ليس من حقك ان تفرض على اعمالا فقال لها عملك فى المنزل واجب من واجباتك ومن حقوقى وهذا الشيخ لا يعرف شيئا. فحدث خلاف بين الطرفين بسبب برنامج اسرى كان المطلوب أن يصلح ولا يفسد بينهما.
فى بعض الأحيان نجد أن بعض العلماء يحب أن يرضى النساء ويوافقهن ولا ادرى ما هو السر فى ذلك، وهذا الشيخ نسى أن هناك عرفا بين الناس وهذا العرف موجود فى جميع الدول العربية والاسلامية والخليجية وهو ان امور المنزل من اختصاص الزوجة، والعمل وكسب الرزق من واجبات الزوج، والأعراف تسير سير القوانين فى بعض الأحيان وان لم يذكر كقانون.
وأم عبدالعزيز تصف ما حدث لها وهى تشاهد احد البرامج الاسرية وتسمع للشيخ وهو يؤكد أهمية دور المرأة في الاهتمام بنظافتها وشكلها وأن الزوجة تعد المندى وتهمل نفسها وهى تقوم بعمل المنزل وفى نفس الوقت تقوم برضاعة الطفل وهى تنتقل من عمل الى عمل ليس لديها وقت ولا تحب المندى فأغلقت التلفاز وقالت ” ايش عرف الريال بشغل المرة واحنه ما نحب المندى اشلون نطبخه ” فالمشكلة فى اسلوب العرض والبرامج الفضائية لم تختصر على فئة معينة فهى مفتوحة للناس جميعا. فلابد من اسلوب نراعى فيه الجهد المبذول وليس فيه استهزاء أو تقليل من عمل طرف.
وفى احدى المحاضرات العامة أحد علمائنا يعلن للناس ان نسبة الطلاق تجاوزت 67 % وهى نسبة كبيرة جدا ولا نعلم من أى مصدر من المصادر اعتمد عليه الشيخ، وهل يدرك تأثيرها السلبى على المجتمع، الشيخ حفظه الله ذكر هذه النسبة من باب توجيه الناس للاهتمام بالاسرة والحفاظ عليها. ولكن لم يدرك أن هذه النسبة سبب من اسباب عزوف الرجال عن الزواج فهم يخافون من هذه النهاية القاتمة.
وكذلك المرأة تطلب الطلاق وهى تقول ” مب أول مرة يتم تطليقها ” اذن هذا الطرح لا يخدم الاصلاح الاسرى ولا يعبر عن مصداقية الشيخ فى الاستدلال.
واختم حديثى حول موضوع سمعته بنفسى من احد العلماء الأفاضل فى برنامج على الهواء حيث تسأل المرأة عن الحل مع زوجها الذى يخونها.
فقال صاحب البرنامج: انت متأكدة.
قالت الزوجة: نعم.
فكان رد صاحب البرنامج لازم قبل كل شيء تتأكدين من عدم اصابته بمرض جنسي.
، ثم تصلحين بينك وبينه. فكان الفعل المطلوب والتوجيه المقدم لها هو نهاية للأسرة وبداية للطلاق.
هذه بعض المواقف التى احببت ذكرها واسأل الله تعالى أن ينتفع بها الجميع وان تكون فى ميزان حسناتنا جميعا.
المصدر : بوابة الشرق